غزة تنتفض ضد قمع "حماس" وحراك "بدنا نعيش" يتواصل

 

الحراك يدعو للإضراب الشامل اليوم وغدا وقيادي بحماس يدعو إلى وقف القمع

 

الانباط ـ رام الله ـ غزة

دعا القيادي في حركة حماس حسن يوسف، إلى صيانة حق الشعب الفلسطيني في التعبير عن رأيه بكافة السبل المشروعة بالضفة وغزة، وذلك في أول تعليق عالي المستوى من الحركة على المظاهرات الأخيرة في القطاع.

وأشار يوسف، إلى أن الساحة الفلسطينية تمر في مرحلة مؤسفة من التجاذب السياسي والتصعيد الداخلي، والتي انعكست سلبا على حرية الرأي والتعبير وروح العمل الوطني المشترك، مشددا على رفضه استخدام "العنف والقمع" ضد أي فلسطيني على خلفية ممارسة حقه في التعبير المشروع عن رأيه.

وطالب بوقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية في قطاع غزة والضفة الغربية، على خلفية التعبير عن الرأي أو الانتماء السياسي.

يأتي ذلك، في وقت يواصل فيه حراك “بدنا نعيش” تنظيم فعاليات احتجاجية على الغلاء المعيشي وسياسة فرض الضرائب في قطاع غزة، وسط دعوات إلى الإضراب الشامل اليوم وغدا، بينما يواجه الحراك قمعا غير مسبوق من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس.

وعلى مدار اسبوع تتواصل الفعاليات الاحتجاجية التي بدأت عقب توجيه  نشطاء دعوات على التواصل الاجتماعي بالتظاهر تحت شعار “بدنا نعيش” للمطالبة بتخفيض الضرائب وتوفير فرص العمل.

واتهمت “حماس” النشطاء بالعمل المسيس تحت غطاء “بدنا نعيش” لإسقاط حكمها، واتهمتهم بأنهم مدفوعون بتوجيهات من السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزة عربية، على حد قول شخصيات قيادية في الحركة بررت قمعها للاحتجاجات.

في المقابل، نظمت عناصر محسوبة على "حماس" مسيرات داعمة للحركة، وهاجمت “الحراك” وقيادة السلطة، وفي الضفة الغربية نظمت وقفات تضامنية مع الحراك في مختلف المدن، بينما نظمت نقابة الصحافيين في رام الله، الاثنين، وقفة تضامنية مع الصحافيين المعتقلين وطالبت حماس بحماية حرية العمل الصحافي.

وقال المحلل السياسي، هاني حبيب، إنه “بعد أيام من الحراك القوي ضد سياسة فرض الضرائب والجباية التي تنتهجها "حماس"، يبدو أن الحراك متجه إلى الهدوء، على ضوء القمع الشديد الذي تعرض له من قبل اجهزة حماس، إضافة إلى تراجعها عن بعض الضرائب والجباية التي فرضتها مؤخرا وإطلاق سراح المعتقلين، وسحب عناصرها من بعض التجمعات والمفترقات، واقتصار دعم فصائل العمل الوطني للحراك على البيانات”.

وأوضح أن “الحراك شعبي بامتياز ومطالبه حياتية ولا عيب في أن يكون مسيسا، لكن الفصائل بما فيها فتح أعجز من أن تقود هذا الحراك”، مشيرا إلى أن “المحرض الأساسي للحراك، هو فرض الضرائب والمطالبة بالعيش الكريم، لكنه تم التحريض عليه لمواجهته”.

وتعد التظاهرات هي الأوسع التي تخرج منذ 12 عاما ضد سياسة حكم حماس في غزة، حيث دعا حراك “بدنا نعيش”، إلى الإضراب الشامل في كافة مناطق قطاع غزة، اليوم وغدا.

وأكد الحراك “أن الحراك مستمر دون تراجع، لإرغام حماس على الاستجابة للمطالب العادلة لأبناء شعبنا (حرية- عيش- كرامة)، كما دعا إلى “التجمع في كافة مناطق القطاع والهتاف والتهليل والطرق على الأواني والأنابيب، في  الثامنة مساء من كل يوم”.

وفي سابقة من نوعها، قامت مساء الاثنين، عناصر مجهولة باختطاف الناطق باسم حركة فتح في قطاع غزة عاطف أبو سيف، وقامت بتكسير أطرافه. حيث اتهمت فتح عناصر حماس باختطافه وتعذيبه وتكسير عظامه، إضافة إلى تكسير أطراف شخصيات فتحاوية أخرى.

وأثار الاعتداء على أبو سيف استنكارا واسعا من قبل الفصائل، وشخصيات أدبية وكتّاب.

وفي السياق، نشرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان تقريرا الاثنين، يرصد انتهاكات جسيمة وقعت بحق المحتجين، واعتقالات طالت المئات منهم.

ووفقاً لمعلومات الهيئة فقد زاد عدد المحتجزين عن 1000 على خلفية علاقتهم بالحراك، بشكل ينتهك الحق في المشاركة بالتجمعات السلمية والحماية من الاحتجاز التعسفي، كما رافق تلك الانتهاكات، دخول ومداهمة المنازل، وترويع قاطنيها، وكسر الأبواب وتكسير محتويات المنزل من الأثاث والعبث فيها، ومصادرة الهواتف المحمولة المستخدمة في تصوير الأحداث من قمع وفض للتجمعات واعتداء على المتظاهرين.

ووثقت الهيئة احتجاز 23 صحافياً في مختلف محافظات القطاع، تم احتجازهم أو توقيفهم أو استدعاؤهم، على خلفية تغطيتهم لفعاليات الحراك.

يشار إلى أن فصائل العمل الوطني تدخلت لدى الأجهزة الأمنية للإفراج عن الصحافيين، وقد تم الإفراج، عن معظمهم باستثناء الصحافيين عامر بعلوشة وعمر طبش، وصالح ساق الله.