كم «أسخریوطي» بیننا؟!
من المؤسف أن نرى كیف ھو الخلاف والتشظي والاتھامیة والمشاجرات بین صفوف «أھل الحق» فیما أھل الباطل متفقون تماما على غایاتھم وأھدافھم، یسعون جمیعھم بالمال والأیدي الى تدعیم روایاتھم الكاذبة بغیة الاستحواذ على الدعم الكامل لقضیتھم الباطلة، وھذا لیس فقط في حیاة الشعب الیھودي، بل إنھ واضح تماما في مواقف العرب، والأردنیین والفلسطینیین خصوصا فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة وتحدیدا مدینة القدس التي بصم على قراراتھا اجتماع برلمانات دول العالم الإسلامي في الرباط مؤخرا، بخبث ممزوج بالغیّرة وشيء من خیانة لمواقف الدول .الحاضنة للقضیة الفلسطینیة لم تكن جلسة مجلس النواب أمس سوى حلقة من مسرح الأغبیاء، حین تفتعل المشاجرات لإفشال تحرك مناوئ للإجراءات الإسرائیلیة تجاه المسجد الأقصى الذي تلتزم الحكومة الإسرائیلیة بإنھاء أحد فصول تھویده عبر «بوابة الرحمة» الذي سیتحول رغم كل الاعتراضات والاجتماعات والتندیدات الى «حق باطل مكتسب» من وجھة النظر .الإسرائیلیة، ویُضم الى المعبد الیھودي الذي یجري بناؤه في حرم الأقصى من الجھة النوبیة الغربیة إن الوصایة الھاشمیة على المقدسات في القدس الشریف كانت سببا في استتباب الوضع لصالح المقدسیین والفلسطینیین عموما وإبقاء المسجد الأقصى مفتوحا للمصلین بناء على تفاھمات قدیمة جدیدة برعایة دولیة، ولكن خلال السنتین الأخیرتین ومع قدوم «ھرقل أمیركا» دونالد ترمب، وفریقھ الصھیوني المنغمس في كتب التاریخ الیھودي القدیم، وروایات التوراة المزیفة، وأحلام معركة «ھرمجدون»، بات كل خطر یوشك أن ینفجر في وجوه العرب والعالم الإسلامي حینما ستخرج الصیغة النھائیة للإعلان الأمیركي الرسمي فیما یتعلق بالتقسیم الجدید لأرض فلسطین التاریخیة، وشطب سجل الفلسطینیین من «دائرة الطابو» التاریخیة وإنھاء علاقتھم بأرضھم لصالح یھود العالم، وقذف .اللاجئین في حضن الدول المستضیفة الأیام تمر بسرعة الصوت نحو إعلان صفقة القرن، ولكن الواضح وبالصوت العالي أن إسرائیل ھي من سیفوز بالكعكة المقدسة، رغم أي قرار سیصدر عن أي جھة دولیة أو أممیة ما دام ھناك عرب لا یتفقون على بیان ختامي، أو شعب لا یتفقون على توحید خطابھم للتصدي بالكلام للإجراءات الصھیونیة على أرض قدس الأقداس، وھذا ما یعرفھ .الجمیع في ظل العجز البائن للحكومات العربیة والدول الإسلامیة المنشغلة بمطاردة فوضى السیاسة لقمع شعوبھا ٍ باب الرحمة الذي أصبح آخر الخلافات المصطنعة من الجانب الإسرائیلي،ھو الحاجز التاریخي عن واد یسمى «وادي جھنم» وفي تسمیتھ روایات عدیدة، وھو في الروایة المسیحیة یشرح كیف أن «یھوذا الاسخریوطي» اشترى قطعة أرض بالمال الذي أخذه رشوة لخیانة سیدنا المسیح علیھ السلام وتسلیمھ للیھود، وكانت تلك الأرض ھي الوادي الذي یلي بیت المقدس وھو ما یسمى وادي جھنم أو وادي الدم، ثم أن یھوذا سار یوما الى تلك الأرض نادما فسقط وانفجر !..بطنھ وسالت دماؤه على تراب الوادي، ثم جاءت روایات تدعي أن البوابة تلك ستكون أول بوابة لیوم القیامة فلننظر، كم من أسخریوطي بیننا سیبیعون أوطاننا ومقدساتنا بثمن بخس