" انتفاضة نيابية " ضد النائب محمد هديب

في جلسة لمناقشة الاعتداءات الاسرائيلية على الأقصى

 

"النواب" يكرر توصياته غير الملزمة للحكومة بطرد السفير الاسرائيلي

 

الطراونه يصف النائب هديب بــ" المدسوس" ويحيله الى لجنة تحقيق

 

انتفاضة نيابية ضد هديب بعد قوله ان لا احد مع الفلسطينيين الا الله

 

الرزاز : الوصاية الهاشمية على المقدسات وحمايتها قضية وطنية

 

الصفدي:ثبات المقدسيين والفلسطينيين والوصاية الهاشمية حمت المقدسات

 

الأنباط ــ عمان - وليد حسني

 

اوصى مجلس النواب في ختام جلسته التي عقدها صباح امس للبحث في الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية على المسجد الاقصى بسحب السفير الأردني من تل ابيب وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

 

ودعا المجلس الحكومة في حزمة توصيات خرج بها بعد عدة ساعات تحدث النواب خلالها عن مخاطر الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وبذل الجهود القانونية في كافة المحافل الدولية للمحافظة على الوضع القانوني القائم في القدس.

 

وطالب المجلس في توصياته غير الملزمة للحكومة بمخاطبة جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، فيما كلف رئاسة المجلس بمخاطبة البرلمانات العربية والدولية لمواجهة التشريعات الإسرائيلية التي تمس الوضع القائم ومحاسبة الاحتلال على ممارساته تجاه الشعب الفلسطيني.

 

واكد مجلس النواب على  الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مثمنا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ودعمه الموصول للقضية الفلسطينية وحماية المقدسات، مؤكدا ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفضه اي اجراءات لنقل السفارات اليها.

 

ودعا النواب الحكومة للاعلان عن تفاصيل ما يسمى بـ "صفقة القرن" وإعلامهم بذلك، ووضعهم بصورة الإجراءات المتخذة حيالها، والعمل على تعزيز السيادة الاردنية على "الغمر والباقورة"، وادانة كل اشكال التطبيع مع اسرائيل، وضرورة إسناد الاوقاف الإسلامية في القدس.

 

وكان رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة قد اوضح للنواب ان اتفاقية وادي عربة منظورة حاليا امام اللجنة القانونية، مشيرا الى ان لجنة الطاقة ستناقش قريبا اتفاقية الغاز مع اسرائيل.

 

وشهدت الجلسة توترا شديدا بين رئيس المجلس عاطف الطراونه والنائب محمد هديب لينتقل هذا التوتر الى باقي اعضاء المجلس الذين ازروا الطراونه في احتجاجه على ما قاله النائب هديب موجها كلامه للآشقاء الفلسطينيين بأنه"لا احد معكم غير الله، وان صفقة القرن تم تنفيذ 90% منها ولم يتبق منها غير 10% تتعلق بالاموال التي ستخصص وتوزع".

 

وقال هديب ان الكل يتاجر بالقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان لبنان اتخذ قرارات بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تنسجم مع ما اسماها صفقة القرن، مضيفا ان رئيس جهاز الشاباك الاسرائيلي زار عمان الاسبوع الماضي وخرجت صحف العدو الاسرائيلي تقول انه تم الاتفاق مع الاردن على عدة اجراءات.

 

وقال هديب ان الوصاية الهاشمية على المقدسات تحتضر ونحن نتفرج عليها، مذكرا المجلس بالتصويت وقوفا في الملجس السابع عشر السابق على طرد السفير الاسرائيلي من عمان وكذلك المجلس الحالي لكن الحكومة الحالية والحكومات السابقة واللاحقة وكذلك هذا الملجس والمجالس السابقة واللاحقة لا تستطيع حتى استدعاء سفيرنا وليس طرد سفير الكيان.

 

وبالرغم من ان هديب انهى حديثه في الوقت المخصص له لمدة دقيقتين فقد اصر على اخذ وقت اضافي فيما قال له الرئيس الطراونه انك اخذت وقتك ولم تخرج عن النص، وحين الح هديب بالحصول على وقت اضافي قال له الطراونه انت تريد أكمال حديث ام انك جئت لاستفزاز الحضور، والحضور لا يستفز.

 

وقرر الرئيس الطراونه منحه وقتا ليختم حديثه لينفي هديب نيته استفزاز احد ثم قال"رسالة الى الشعب الفلسطيني لن يكون احد معكم الا الله، وللاقصى رب يحميه" حينها رد عليه الطراونه قائلا ان كلامك خطأ، ويفترض ان لا تكون انت حتى نائبا اردنيا، وانت لا تخدم القضية، أنت تخلق فتنة ، وانت لست نائبا فلسطينيا الان بل انت نائب اردني تتنصل من نيابتك.

 

ولأول مرة في تاريخ مجلس النواب يتم اتهام نائب بانه" مدسوس " حيث قال له الرئيس الطراونة" انت مدسوس لتخلق فتنة بين مجلس النواب ".

 

وخاطب الرئيس الطراونه المجلس قائلا "أن على مجلس النواب اتخاذ قرار في عضوية هذا الرجل" وخاطبه قائلا "أنا اعرف انك لا ترغب بان يكون هذا النقاش" طالبا منه سحب كلامه إلا أن هديب تلكأ في سحب كلامه، ليعود الطراونه ويقول له"أنا اعرف ان لديك عنصرية لكن ليس بهذه الطريقة وفي مجلس النواب الأردني، ليعود هديب ليقول "أنا اقدر للزملاء انفعالهم وهذا دليل على ما يجول في نفوس زملائنا تجاه القضية الفلسطينية، ولكن المزاودات مرفوضة والحديث الذي صدر عن الرئيس مرفوض".

 

ورد الرئيس الطراونه قائلا" انت نائب مزاود ، وقد يكون محمد هديب مدسوسا على هذا الموضوع الذي هو اكبر من رجل واحد ضد المجموعة، كما ان الموضوع اكبر من رجل خارج على النظام".

 

وخاطب الطراونه المجلس قائلا ان الرجل اخطأ بحق مجلس النواب وبحق الشعب الأردني عارضا على المجلس احالة محمد هديب الى لجنة النظام والسلوك للتحقيق واتخاذ الاجراء اللازم.

 

واضطر الطراونة لرفع الجلسة لدقائق بعد اشتباك بالايدي بدأه النائب خالد الفناطسه متوعدا بضرب النائب هديب الذي عاد للقبة بعد مغادرته لها لدقائق، وقد حال تدخل النواب بينهما واحتواء المشكلة.

 

وكان رئيس الوزراء د. عمر الرزاز قد اكد في مستهل الجسة على ان الأردن يتعامل مع الانتهاكات الاخيرة على المسجد الاقصى باعتبارها قضية وطنية، تستدعي منا جميعاً موقفا وطنيا موحدا يرتكز على الثوابت الوطنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

واضاف ان الحكومة تبذل كل الجهود الممكنة دبلوماسياً وقانونياً لضمان عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، مؤكداً على موقف الاردن الرافض لقرار المحكمة الإسرائيلية الذي يمدد اغلاق مصلى "باب الرحمة" بالمسجد الاقصى.

 

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ان حماية المقدسات في القدس وحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية فيها أولوية أردنية يتابعها جلالة الملك، وهي ليست ردة فعل، بل انخراط واشتباك يومي من مؤسسات الدولة الأردنية، واشار الصفدي الى الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك مع الشركاء والمؤسسات الدولية لحماية المقدسات، مؤكدا على أن القدس فوق السيادة وفوق الخلافات، ولا تهاون أو قبول لأي فعل يحاول المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، نافيا وجود اي سلطة على المقدسات من أي جهة كون المسجد الاقصى جزءا من الاراضي المحتلة عام 1967، وتخضع إدارته لأوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية.

 

وشدد على ان ثبات المقدسيين والفلسطينيين على ارضهم، والوصاية الهاشمية، حمت المقدسات بشكل كبير، لافتاً إلى أن الأردن بقيادة جلالة الملك الوصي على المقدسات يكرس كل امكانياته من أجل هذه القضية.

 

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد الناصر أبو البصل إن المسجد الأقصى حق مقدس للمسلمين وغير قابل للتقسيم المكاني والزماني، مؤكدا ان الاردن بقيادة جلالة الملك الوصي على المقدسات يقوم نيابة عن الامة بمواجهة الانتهاكات اليومية في القدس، ومحاولات منع دائرة القدس من القيام بواجباتها الوقفية.

 

وكان عشرات النواب تحدثوا في الجلسة التي بداها المجلس بالوقوف دقيقة احترام واكبار للشعب الفلسطيني قبل ان يشوبها التوتر لدقائق لم تمنع استمرار الجلسة من الانعقاد بالرغم من مطالبة نواب برفعها الا ان اصرار الرئيس الطراونه على استمرارها بالرغم من رفعها لنحو خمس دقائق فقط سمح بمواصلة الجلسة خاصة بعد ان قال الطراونه ان رفع الجلسة عار علينا.//