عائلته ظنّت موته.. جزائري ينقذ مئات المصلين من مجزرة نيوزيلندا

ابطال على هامش المذبحة

 الأنباط ـ وكالات

في الصف الثاني للمصلين بمسجد النور بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، كان يجلس الجزائري طارق شنافة ينتظر وقوف الإمام على المنبر لمتابعة خطبة الجمعة في 15 مارس/آذار، ينظر طارق إلى هاتفه بعدما انقطع صوت الأذان معلناً دخول وقت الخطبة، وإذا بلغة الرصاص تدوّي بالمدخل الرئيسي للمسجد.

يظهر الجزائري الناجي من المجزرة التي شهدها المسجدان بنيوزيلندا في فيديو ليروي لحظات اقتحام المسلح قاعة الصلاة وكيف كانت الأجواء بالداخل، ويقول: «كنا ننتظر وقوف الإمام على المنبر لأداء خطبة الجمعة، كانت الساعة تشير إلى تمام الواحدة وأربعين دقيقة (13:40) بتوقيت المدينة، قبل أن يتحول المشهد إلى حرب».

ويضيف: «نظرت إلى ساعة هاتفي النقال بعد سماع الأذان، كنا ننتظر وقوف الإمام على المنبر، سمعت طلقة واحدة كانت تبدو خارج المسجد، قبل أن تعقبها طلقات متتالية». ويتابع: «بدأت طلقات الرصاص تقترب إلى قاعة الصلاة، فتأكد الجميع أن الوضع غير عادي، وتأكدت أن عملاً إرهابياً استهدف المسجد الذي كنا نصلي فيه".

كان الجزائري شنافة جالساً بالزاوية اليمنى للمسجد، المطلة على حديقة، قام بكسر زجاج النافذة بمرفق يده اليمنى، قبل أن يقفز إلى الخارج ويساعد المصلين على الفرار، ويؤكد طارق: «كنت قريباً من النافذة ما ساعدني على كسر الزجاج بسرعة كبيرة والفرار إلى خارج المسجد، فالقاعة تحولت إلى ساحة للكر والفر والصراخ».

ويضيف: «بعد كسري النافذة والخروج منها، تبعني المئات من المصلين الذين كانوا في الصفوف الأولى، فيما تعذر على الآخرين الفرار، وأغلبهم كانوا في عداد الشهداء». ويصف الهجوم بـ»الهمجي والوحشي والإرهابي»، وطريقة اطلاق العيارات النارية توحي حسبه بأن القاتل يحمل حقداً دفيناً للمسلمين.

العربي شنافة ابن عم طارق يؤكد، أن عائلته التي تقطن بمدينة العامرية بولاية عين تيموشنت غرب العاصمة الجزائر، قامت بالاتصال بابنها طارق، الذي أكد تماثله للشفاء من النزيف الذي تعرض له بعد كسره لزجاج النافذة.

واعتبر العربي ما قام به طارق «بطولياً وفي وقت حرج للغاية، وتمكن من إنقاذ مئات المصلين بمسجد النور، إلى درجة أنه لقي ثناءً من قبل الصحافة النيوزيلندية على مر الأيام الثلاثة الماضية».

  يؤكد العربي شنافة، ابن عم طارق، أن العائلة تلقت أنباءً عن وفاة ابنها في عملية اقتحام المسجد وإطلاق النار على المصلين.

وينحدر طارق شنافة (42 عاماً)، من بلدية العامرية غرب العاصمة، متزوج وأب لولد وبنت. وينتمي حسب ابن عمه العربي شناف، «إلى عائلة ثورية، وهو ابن المجاهد أحمد شنافة».