"إسرائيليون" يشيدون بمنفذ الهجوم الإرهابي بنيوزيلندا

 

"مساواة": التحريض سيؤدي لمجزرة مثل مجزرة الحرم الإبراهيمي

 القدس المحتلة ـ وكالات

تنذر العديد من المنشورات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لمجزرة المسجدين في نيوزيلندا، وفق مختصين بخطورة تنامي التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والذي قد يترجم بارتكاب مجزرة مشابهة في فلسطين المحتلة.

وعلى أنغام الموسيقى وعبر خاصية البث المباشر على "فيسبوك لايف"، نفذ الإرهابي الأسترالي "برينتون تارنت" الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، مجزرة مروعة عندما اقتحم مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا الجمعة الماضي، وبدأ في إطلاق النار على المصلين بشكل كثيف، ما أدى لمقتل 50 مسلما وإصابة العشرات من جنسيات متعددة بينهم عدد من الفلسطينيين.

وفي أحد المنشورات لمستوطن إسرائيلي رصده مركز "مساواة" الناشط في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1984، تم نشر صورة للجزار منفذ المجزرة، وكتب فوقها "هذا بطل جدير بالتقدير"، ما يعكس تأييده الكبير لما قام به السفاح الأسترالي من قتل وإصابة عشرات المسلمين والفلسطينيين.

 

 

وفي تعليق تحت عنوان "ببساطة يجب قتلهم جميعهم"، يحمل رقم (19)، كتب إسرائيلي آخر: "ليس معقدا استخدام عدة مئات من الرصاصات، في نيوزيلاندا يقوم رجل مثقف وحليق الرأس بقتل 59 بمرح، بينما هم في "إسرائيل" يعملون لنا قصة من بعض المذابح، التي يجب أن تنفذ ضد القاذورات الفلسطينية"، بحسب تعبيره.

ونتيجة لهذا التحريض، طالب مركز "مساواة" المعني بحقوق المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، بـ"الشروع في تحقيق حول مظاهر التعاطف في شبكات التواصل في إسرائيل مع السفاح مرتكب مجزرة المسجدين في نيوزلندا".

وأكد مدير المركز جعفر فرح أن "التحريض على القتل سيؤدي إلى مجزرة مثل مجزرة الحرم الإبراهيمي".

ورأى فرح، أنه "لو أن عربيا صرح بمثل هذه التصريحات لقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقاله فورا بدون أمر المستشار القضائي، وقامت بإغلاق صفحاتهم على فيسبوك"، منوها إلى أن "التحريض على العنف والقتل والتحريض العنصري ممنوع قانونيا، والتغاضي عنه قد يؤدي إلى القتل والعنف".

واعتبر، أن "صمت الأجهزة الحكومية الإسرائيلية على هذا التحريض، هو شراكة بالجريمة القادمة ومنحها شرعية".

وحول قراءته لخطورة هذا التحريض، نوه المختص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات إلى أن "وسائل التحريض على الفلسطينيين يقوم بها جهازا الموساد والشاباك عبر الإنترنت"، موضحا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تقوم بتصميم برامج ألعاب تحرض على الفلسطينيين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام".

وأكد بشارات، أن "منفذ مذبحة نيوزيلندا لن يكون خارجا عن عمل الموساد والمدرسة الإسرائيلية المستمرة في التحريض على المسلمين والفلسطينيين، كما أنه بات واضحا وجود اليد الطويلة والقذرة الإسرائيلية التي تعبث في استقرار الدول في كل مكان على الأرض؛ من شرقها إلى غربها، فتلك اليد الإسرائيلية الخبيثة حاضرة في كل ميدان فاسد ومفسد".

وأفاد الخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر، بأنه لاحظ خلال متابعته لتغطية الإعلام العبري لمجزرة المسجدين في نيوزيلندا، بعض ردود الفعل لإسرائيليين عبر تعليقاتهم على الأخبار "تؤيد ما قام به السفاح الأسترالي، وبعضهم وخلال مناقشته لآخرين رأى أنه من الواجب قتل المسلمين".

وذكر، أنه "من الوارد جدا أن ما حصل في نيوزيلندا يحصل في فلسطين، خاصة أن المجتمع الإسرائيلي يميل من يوما لآخر إلى التطرف، في الوقت الذي يشعل فيه ساسة الاحتلال فتيل الصراع الديني والعقائدي".