فيلم الطيبي منهجي وملفق
في الصراع على السلطة، ومن أجل الوصول لها، لا توجد محرمات، باستثناء تحاشي الوقوع تحت رحمة القانون، ولكن غير ذلك مُصرح، لتحطيم الخصم على طريق هزيمته، وهذا ما يحصل بامتياز لدى دهاليز المستعمرة الإسرائيلية، العمل على تحطيم الخصم بلا رحمة، قادة تحالف أبيض أزرق المنافس لحزب الليكود، بقيادة رؤساء الأركان الثلاثة غانتس ويعلون وإشكنازي سربوا خبراً أنهم إذا فازوا بالأغلبية البرلمانية وتولوا تشكيل حكومة المستعمرة سيمنحون نتنياهو العفو على جرائم الرشوة وسوء الأمانة التي قارفها، وبهذا التسريب لدوافع انتخابية محضة، سيحققون غرضين أولهما أن يظهروا إنسانيتهم وحكمتهم وعدم البطش بخصمهم، وثانيهما إثبات التهم على نتنياهو باعتباره مجرماً لأن العفو لا يمنح إلا للمجرمين وهكذا تتم إدانته قبل أن يُحاكم .
المس بالآخر، وشيطنته في وجود الانتخابات ومن أجل الفوز وإسقاط الآخر، لا تقتصر أدواته المؤذية على الوسط اليهودي الإسرائيلي، بل قارفته بعض الأطراف الفلسطينية في مناطق 48، فالفيلم الموزع والذي يستهدف النائب أحمد الطيبي، فيلم مقصود ليس فقط للمس بمكانته كشخص، بل المس بالقائمة الانتخابية التي يعمل لها ويمثلها وهي القائمة الأئتلافية بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير، والاستفادة من توزيع هذا الفيلم المنتج بدوافع سياسية منهجية مقصودة، لا يقتصر على تحقيق مكسب يُسجل لصالح القائمة العربية الثانية والمشكلة من حزبي الحركة الإسلامية مع التجمع الوطني الديمقراطي، فالقائمتان شكلتا قائمة واحدة، وخاضتا انتخابات الكنيست العشرين يوم 17/3/2015، وفازتا بثلاثة عشر مقعداً، ولكنهما لم يواصلا التحالف والأئتلاف نحو انتخابات البرلمان الواحد والعشرين يوم 9/4/2019، وسجلتا خوض الانتخابات بقائمتين ، على أن يسود بينهما التنافس الرياضي والاحترام المتبادل، وإن كان بعض الأطراف أو الأشخاص يتسللان لداخل القائمتين في محاولة المس بالقائمة الأخرى المنافسة، وهكذا يتم تدمير العلاقة الأخوية والودية كونهما في خندق واحد في مواجهة سلطة التمييز والعنصرية التي يقودها نتنياهو ولا تختلف عن قائمة أزرق أبيض التي يقودها ثلاثي القتل والإجرام غانتس ويعلون وإشكنازي، فهم من طينة عنصرية واستعمارية واحدة معادية للشعب العربي الفلسطيني ويرفضون تلبية الحد الأدنى من حقوقه، لا للمساواة في مناطق 48، ولا للاستقلال لمناطق 67، ولا لعودة اللاجئين إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها .
الفيلم المنتج المبرمج ضد أحمد الطيبي ومحمد دحلان، تدور شكوك إنتاجه وتمويله نحو نائب سابق لدى الكنيست كان حليفاً للطيبي ويعيش خارج فلسطين، على خلفية التنافس بين القائمتين، والتعارض الشخصي بين الرجلين، وهكذا تمتد هذه الخلافات السياسية الإعلامية للمس بالوضع الفلسطيني، ويتم ذلك مجاناً وتطوعاً لصالح العدو الإسرائيلي، والقوائم المرتبطة بالأحزاب الصهيونية ولصالح إنكفاء الناخب العربي عن الوصول إلى صناديق الاقتراع، وهذا الانكفاء والاستنكاف والمقاطعة تظهر على خلفية عدم استحقاق النواب الفلسطينيين العرب لثقة جمهورهم، وحصيلة هذا الموقف ستكون نتائجه لمصلحة الأحزاب الصهيونية التي لا ترغب لأن يكون للصوت العربي تأثير على مجرى الأحداث لدى المستعمرة الإسرائيلية .
نتنياهو دعا علناً ناخبيه للوصول إلى صناديق الاقتراع يوم 17/3/2015، رداً على وحدة الأحزاب العربية التي تجاوبت معها قطاعات الناخبين العرب، وزادت من حجم تصويتها من 54 بالمائة إلى 63 بالمائة، وها هو يتهم كتلة أبيض أزرق أنها لن تتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة إلا اعتماداً على الصوت العربي، وبذلك يُحرض اليهود الإسرائيليين نحو الوصول إلى صناديق الاقتراع، والتصويت لصالح الليكود ضد أبيض أزرق .
الفيلم المعد المنتج الممول ضد أحمد الطيبي ملفق يستهدف الوسط العربي الفلسطيني برمته ومكانته لأنه يعيش في قلب الحوت الإسرائيلي المفترس، في مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي.