نسبة ظهور النساء في وسائل الاعلام الأردنية لم تتجاوز 9%

- يصادف 12/3/2019 يوم الإعلامية العربية الذي تم إعتماده رسمياً من قبل مؤتمر الاعلاميات العربيات الأول، والذي عقد في العاصمة الأردنية عمان خلال عام 2001، وهو المؤتمر الذي ينظمه بشكل سنوي مركز الاعلاميات العربيات الذي ترأسه الأستاذه محاسن الإمام.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن عدد من الإعلاميات المخضرمات من صاحبات الكفاءة والقدرة والمهنية العالية، يقفن وراء تسليط الضوء على أهمية تمكين النساء في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى مصلحة المجتمع في الوصول الى حالة من عدم التمييز والمساواة بين الجنسين، من خلال وضع قضايا النساء في واجهة الأحداث وعلى طاولة صناع القرار وأمام الرأي العام، مؤكدات في الوقت ذاته على أن إنتهاكات حقوق النساء وممارسة العنف والتمييز والحرمان والإستغلال ضدهن، كلها جرائم لم يعد بالإمكان لها أن تمر بصمت المجتمع وتغاضيه عنها أو بصمت النساء أنفسهن وكتمانهن لها.

وإذ تؤكد "تضامن" على الدور الهام الذي تقوم به الإعلاميات بمختلف مواقعهن للدفاع عن حقوق النساء وحمايتهن وتمكينهن ومساعدتهن لوقف جميع الإنتهاكات التي تتعرضن لها، وكيف لا وقد شكلن حلقة الوصل ما بين حقوق النساء والواقع الذي يعشنه، وما بين الهيئات والمؤسسات والنساء المستفيدات، وما بين المستضعفات والفقيرات والمهمشات واصحاب وصناع القرار. وعملنا مع المؤسسات والهيئات النسائية ودعمنا حملاتها كحملة "نجاة – لإلغاء المادة 308" التي نفذتها "تضامن".

وتعددت نشطاتهن فشملت النساء في كل محافظات المملكة، لم ينسين المرأة الفقيرة والمرأة الريفية، ولم تغب عن بالهن العاملات المنزليات وقضايا الإتجار بالبشر والإستغلال الحرمان، وبحثنا في أوضاع النساء العاملات بمختلف المواقع وبمختلف الوظائف سواء أكانت بأجر أو بدون أجر، وأبرزن قضاياهن في مجال الفجوة في الأجور والتمييز في تقلد المناصب وحقوقهن في الضمان الإجتماعي والتقاعد المدني، وحقهن في العمل اللائق والتدريب، ودعمن أهمية وضرورة مشاركتهن الإقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة.

وتؤكد "تضامن" على دورهن في وضع العديد من القضايا في واجهة الأحداث، كالصحة والصحة الإنجابية، والتعليم ومشاكل تسرب الفتيات من المدارس بأسبابه المختلفة، وحق حصول أولاد الأردنية المتزوجة من أجنبي على الجنسية الأردنية ، والقضايا المتعلقة بالإرث والملكية، ومسائل الأحوال الشخصية كالزواج المبكر والطلاق والنفقة والإستزارة، وقضايا النساء ذوات الإعاقة مختلف أشكالها، والنساء المسنات، وقضايا الشابات والبطالة، وكن دائماً يبرزن الإنجازات التي تحققها الحركة النسائية بمختلف المجالات، وغيرها العديد مما يشكل نقاط مفصلية في تمتع النساء بحقوقهن لعيش حياة أفضل لهن ولأسرهن ومجتمعاتهن.

نسبة ظهور النساء في وسائل الاعلام الأردنية لم تتجاوز 9%

هذا وقد توصلت دراسة حديثة للباحثة سوسن زايدة صدرت عام 2018 حول "تعزيز تغطية متوازنة ومنصفة للدوار الاجتماعية للمرأة والرجل في محتوى الإعلام الأردني"، الى أن فجوة النوع الاجتماعي في وسائل الاعلام في القطاعين الحكومي والخاص (المطبوع / الالكتروني / المرئي / المسموع) لا زالت كبيرة، حيث لم تتجاوز نسبة ظهور النساء في وسائل الاعلام 9%، فيما كانت نسبة ظهور النساء في التلفزيونات والمواقع الالكترونية 6% والإذاعات 13% والصحف ووكالة الأنباء الأردنية 10%.

ولم تتجاوز نسبة الاعلاميات المشاركات في إنتاج محتوى العينة الإعلامية للدراسة 27%، علماً بأن عدد النساء العاملات في المؤسسات الإعلامية تقدر بحوالي 25% من مجموع الإعلاميين.

كما واظهرت النتائج العامة لرصد عينة الدراسة بأن امرأة واحدة مقابل كل 10 رجال ورد ذكر اسمها أو ذكر ما قامت به أو اقتباس عنها أو مقابلتها في جميع وسائل الاعلام، وأن هنالك صحفية واحدة من بين كل 3 صحفيين تعمل في جميع وسائل الاعلام، وكانت نسبة الإستعانة بالنساء الخبيرات 16% مقابل 84% للخبراء الرجال،

دراسة تشير الى معيقات عمل الصحفيات في الأردن وتؤكد تعرض 45% منهن للتحرش الجنسي

واشارات دراسة أخرى حول "تقييم واقع عمل الصحفيات في مؤسسات الاعلام الأردنية" صدرت في نهاية عام 2018 عن منظمة دعم الاعلام الدولي بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الى أن نسبة الصحفيات في وسائل الاعلام بلغت 23%، وأنهن يعانين من معيقات متعددة ومتشابكة وتمييزية في مجال عملهن.

وأبرز هذه المعيقات، ساعات العمل الطويلة التي لا تراعي إحتياجاتهن ومسؤولياتهن الأسرية، وعدم حصولهن على الاميتازات كما يحصل عليهن زملائهن، وعدم تقدير آدائهن وإنجازاتهن من قبل المؤسسات الإعلامية التي يعملن بها. وأكدت 45% منهن على تعرضهن للتحرش اللفظي أو الجسدي من قبل زملائهن ورؤسائهن أو من قبل مصادر معلوماتهن، أو خلال عملهن الميداني.

الأردن يفتقر الى سياسات وإستراتيجيات إعلامية مراعية للنوع الاجتماعي

وتؤكد "تضامن" على أن للإعلام دور فاعل ومؤثر في حماية حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص والتصدي لأي إنتهاك لهذه الحقوق، وقد ساهم العديد من الكتاب والكاتبات من خلال طرح الآراء والتفاعلات والتغطيات والحملات الإعلامية المتميزة في إحداث التغيير الإيجابي وإسماع صوت النساء وإبراز دورهن في المجالات السياسية ، الإجتماعية ، الإقتصادية والثقافية ، وإشراكهن وإدماجهن في مجتمعهن ، وفي التصدي لعدم المساوة وللعنف الواقع عليهن ومنع التمييز ضدهن.

إلا أنه يلاحظ بإن النهج الإيجابي الذي تتبعه العديد من وسائل الإعلام لا يقع ضمن سياسات وإستراتيجيات إعلامية واضحة المعالم والأهداف تعمل لصالح النساء، وإنما في سياق تغطية "المناسبة" أو "الحدث" التي سرعان ما تفقد زخمها بعد إنتهائها. فلا بد من إتباع إستراتيجية إعلامية تعمل على تغيير الصورة النمطية للنساء، وإبراز دورهن وأهميته في صياغة مستقبلهن ومستقبل أسرهن ومجتمعهن.

كما تبرز ضرورة الإهتمام الإعلامي بحقوق النساء والرجوع اليهن بمختلف القضايا التي تهم مجتمعهن كخبيرات وصاحبات رأي، منعاً لحدوث تغييب إعلامي لآراء وخبرات نصف المجتمع، حيث لا يختلف إثنان على أن الأردن يزخر بالخبرات النسائية في مختلف المجالات من عالمات وأكاديميات وطبيبات ومهندسات ومحاميات وقاضيات ودبلوماسيات وبرلمانيات ووزيرات وإعلاميات وفنانات وشاعرات وكاتبات وصاحبات أعمال وعاملات وناشطات بالعمل الإجتماعي وحقوق الإنسان ، ونساء عديدات يرأسن أسرهن ، فهن في كل مجال وفي كل مكان.

وتؤكد "تضامن" على أن الإعلام بوسعه فعل الكثير من أجل الوصول الى تغطية إعلامية تراعي النوع الاجتماعي، مع أنه يمكن الوصول الى قائدات الرأي العام والخبيرات بكل سهولة من خلال توسيع قائمة إتصالات الإعلام لتشملهن ولأخذ آرائهن بالتحليل والنقد أسوة بالرجال حتى ولو كن لا يتمتعن بالطابع الرسمي.

وتشير "تضامن" الى أن دليل "أين النساء؟" والصادر عن الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، وضع أسس يمكن من خلالها للإعلاميين / الإعلاميات ردم الفجوة بين الجنسين عند إجراء التغطية الإعلامية ، فمثلاً عند مقابلة أو أخذ رأي القادة السياسيين وهم في الغالب رجال يمكن أخذ رأي أو مقابلة قائدات سياسيات من برلمانيات وعضوات أحزاب ووزيرات ويمكن الوصول اليهن والى غيرهن من خلال المنظمات النسائية ، كما ويمكن التساؤل عن الصور التي تظهر بها أدوار النساء ، هل يظهر الرجال والنساء بصور نمطية كتلك التي تشير الى الرجال كسياسيين والنساء دوماً في أدوار داعمة أو ضحايا؟ ، أو حول كيفية تغطية الإنتهاكات وكيفية تصوير الضحايا ، أهي حالات فردية أم أسلوب ممنهج.

وتؤكد "تضامن" على حقيقة أن النساء والرجال معاً يصيغون المستقبل ، وأن كل محاولات التهميش والإقصاء للنساء، وعدم إبراز دورهن ومساهماتهن وتضحياتهن في ظل الإصلاحات الديمقراطية لا بل والتنكر لمكتسباتهن ، لا يمكن التصدي لها بدون وجود إعلام قوي ومنصف يعمل لصالح النساء.

برنامج "صوتك هويتك" مشروع اعلامي مجتمعي بين "راديو البلد" و "تضامن"

وإيماناً من "تضامن" بأهمية الاعلام في تعزيز وحماية حقوق النساء والفتيات، يتم تنفيذ برنامج "صوتِك هويتك" وهو برنامج إذاعي ضمن مشروع دعم الاتحاد الأوروبي للمجتمع المدني من خلال الإعلام وهو مشروع إعلامي مجتمعي يهدف إلى تمكين المرأة الأردنية إعلاميًا، تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي "راديو البلد" بالشراكة مع جمعية معهد تضامن النساء الأردني.

ويسلط البرنامج الضوء على القضايا المجتمعية المتنوعة التي تمس قضايا حقوق الإنسان بشكل عام وقضايا النساء والفتيات بشكل خاص. وذلك من خلال استضافة المختصين والمختصات وخبراء وخبيرات في هذه القضايا.

يهدف البرنامج إلى رفع وعي المجتمع من خلال الإعلام بأهمية حقوق الإنسان وحقوق النساء والفتيات والقضايا ذات الصلة.