الاعلام ...واللعب بالنار !!

نحمد الله ان الشغب في ملاعبنا لم يصل الى ما نشاهده في ملاعب اوروبا ..حيث يقتصر على ما تطلقه الجماهير من هتافات يندى لها الجبين ..والفاظ تعف عن سماعها الاذان ...الى جانب بعض الاساءات التي تكون ضحيتها في العادة المنشأت من كراسي ومرافق صحية وغيرها ينالها التخريب والتكسير وتدفع الاندية الثمن الباهظ عقابا لها على ما فعله جمهورها ..رغم انها لا تملك في العادة سلطة تنفيذية او ضابطة عدلية تخولها محاسبة اي مسيئ ...ولهذا نجد ان الشغب محصور داخل حدود الملاعب ...بفضل الاجراءات الرادعة التي يتخذها جهاز قوات الدرك ...الذي يواكب كل صغيرة وكبيرة ويمنع اية امتدادات خارجية ..!!

لكن ما يحصل على ساحتنا يبقى في الاطار الضيق ورغم ذلك تجد بعض وسائل الاعلام تبالغ احيانا في وصف الامور ووضعها في سياق من الخوف والقلق يحيد عن الهدف ...لا بل انه يزيد من حجم المشكلات ..دون محاولة احتواء الامور والتروي في اطلاق الاتهامات هنا هناك ...وكأنها محاولة لاتهام اطراف محددة  ...رغم ان الكل مسؤول عما يحصل في ملاعبنا من شغب ..ولا نعفي طرف على حساب الاخر لان طرفي المشكلة في العادة ليسوا ملائكة ...ومثلما تسمع الاساءة من الطرف الاول ..تأتيك الاخرى من الطرف الثاني ..ولهذا لا تجدنا مع من يحاول لي ذراع الحقيقة ومحاولة الصاق مسؤولية ما يحصل في ملاعبنا في الفترة الاخيرة من شغب للمندسين كما يقال دوما  ...!!

وان كنا نركز في العادة على الشغب الذي يحصل في مباراة الفيصلي والوحدات ..لجماهيرية الناديين وخصوصية المنافسة بينهما ..فأننا نتطلع ان يلعب الاعلام الرياضي بكافة وسائله دورا مسؤولا في ايجاد الحلول وتوعية الجماهير واستقطاب المسؤولين وخبراء الرياضة والامن العام والدرك ومسؤولي الاندية للحديث عما يحصل وايجاد الحلول لها ..دون اللجوء للتجييش ومحاولة صب الزيت على النار بلقاءات واستطلاعات وتحقيقات لا تهدف سوى تأجيج المشاعر وخلق حالة من التوتر غير المبررة ..رغم ان الموضوع اشبع تماما ولم يعد الحديث عنه بالصورة التي تحصل حاليا مستساغا او مقبولا ...!!

مشكلة مباراة الفيصلي والوحدات ليست مستعصية وان كان البعض يدفع في وضعها بهذا الاتجاه ..لكن الاصل ان تكون هناك برامج توعية يا حبذا لو بثت من داخل الاندية .. حتى تكون المشاركة مفتوحة لكافة الاطياف وليست مقتصرة على ما يقوله رؤساء الاندية .. الذين باتوا يشكلون محور كل حديث في اية مشكلة تحدث ..وعلينا ان لا نجيش الناس ونضع الامور في غير مكانها فهناك من يرغب ببث خطاب يزيد الامور تأزيما ...!!