المرأة العربية تحرز تقدما في المشاركة السياسية، ولكنها ما زالت الأدنى بين مناطق العالم
بيان صادر عن شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة "رائدات"
بمناسبة يوم المرأة العالمي
عمان في 8 مارس 2019
المرأة العربية تحرز تقدما في المشاركة السياسية، ولكنها ما زالت الأدنى بين مناطق العالم
تهنئ شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة "رائدات" جميع النساء في الوطن العربي وفي العالم أجمع بمناسبة يوم المرأة العالمي، وتشيد بالجهود المبذولة من حكومات العالم وبرلماناته وأحزابه ومؤسساته المدنية والنقابية والعمالية نحو توفير مزيد من الاليات والسياسات والتشريعات والبرامج والمؤسسات لحماية حقوق المرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الهدف الخامس المتعلق بالمناصفة بين الجنسين في مواقع القرار.
وتحيي الشبكة جهود البرلمانيات العربيات من عضوات شبكة رائدات والمؤازرات لهن في نشر ثقافة المساواة والدفاع عن حقوق المرأة في البرلمانات العربية، والتي أثمرت عن تبني عدد من القوى الحزبية والبرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني في العواصم العربية لورقة السياسات التي أطلقتها الشبكة في إبريل 2018 والتي تتعلق برفع نسبة تمثيل النساء في الاحزاب السياسية والقوائم الانتخابية الحزبية وصولا إلى تحقيق المناصفة تدريجيا بحلول العام 2030.
وتشيد الشبكة على وجه الخصوص بمخرجات اللقاءات التي عقدت في تونس وعمان والخرطوم والقاهرة والاسكندرية والكويت ونواكشوط والتي أسفرت عن حوارات بناءة مع القوى السياسية الفاعلة أدى بعضها إلى إطلاق أوراق سياسات محلية تتلاءم مع الظروف التشريعية والسياسية الخاصة بكل دولة.
وتنظر الشبكة إلى لقائها القادم في البرلمان العراقي في بغداد بآمال كبيرة، لا سيما، وأن اللقاء من المتوقع أن يسفر بدوره عن ولادة لجنة صياغة محلية يمثل فيها كل الشركاء من برلمان وأحزاب وحكومة ومؤسسات مجتمع مدني، تكون مهمتها إطلاق ورقة سياسات عراقية لرفع نسبة تمثيل النساء إلى ما لا يقل عن الثلث في كل المواقع القيادية الحزبية وفي المجالس المنتخبة.
في الوقت ذاته، فإن الشبكة ما زالت تنظر بقلق إلى البطء في جسر الفجوة بين الجنسين عالميا وعربيا على صعيد المشاركة السياسية، رغم كل الخطط والاستراتيجيات الوطنية التي وضعتها الحكومات لتحقيق الهدف الخامس من التنمية المستدامة، مذكرة بأن هذه الفجوة تتجاوز 76% على مستوى العالم، و81% على مستوى الوطن العربي، في حين أن 80% من لاجئي العالم جراء الفتن والحروب والصراعات هم من النساء والاطفال، و60% من فقرائه والأميين فيه والمصابين بسوء التغذية هم من النساء، وهي مؤشرات خطيرة تؤكد أن المرأة تدفع ثمن القرارات السياسية التي تحرم من المشاركة في صنعها بالأساس.
وعلى الرغم من أن كل الدراسات تظهر أن المؤسسات التي تشارك المرأة في إدارتها هي أقل فسادا وأكثر التزاما بالحاكمية الرشيدة وأكثر تشغيلا للنساء وأكثر حماية للبيئة وتحقيقا للأرباح وإرضاء للعملاء والموظفين على حد سواء، وأن النساء حين يوجدن في القرار السياسي في بيئة ديمقراطية يرشدن الإنفاق العام ويفعلن آليات المساءلة والنزاهة والرقابة والشفافية ويوجهن أولويات الانفاق في الموازنات نحو الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية والتأمينات والبنى التحتية بما يحسن من مستويات معيشة المواطنين ورفاههم ويرفع من الناتج المحلي الاجمالي، إلا أن المجتمعات ما زالت بعيدة عن تحقيق المساواة بين الجنسين في مواقع القرار، فما بالك بالمناصفة، بالأخص في المنطقة العربية التي تأتي في أدنى مناطق العالم الستة من حيث المشاركة السياسية للمرأة ؟!
كما تنظر الشبكة بقلق إلى الدول التي ما زالت تعصف بها الفتن والصراعات والحروب الأهلية، في المنطقة العربية وخارجها، والتي تراجعت فيها مكتسبات المرأة جراء حالات عدم الاستقرار السياسي والأمني، وتدعو إلى إشراك المرأة في عمليات السلام وحفظ الأمن تفعيلا لقرار مجلس الأمن رقم 1325 وسعيا لنشر قيم الأمن والسلام الذي لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة النساء في عمليات التفاوض والمصالحة وإعادة البناء.
وتعد الشبكة النساء في الوطن العربي بمواصلة العمل الدؤوب لتحقيق المساواة بين الجنسين في كل المجالات، وصولا إلى مجتمعات عادلة تحلق بجناحين ويتمتع جميع المواطنين فيها بمواطنة تامة على أسس من العدالة والتكافل واحترام سيادة القانون.
وكل عام ونساء العالم بألف خير.
رئيسة الشبكة
د. رلى الفرا الحروب
#رائدات #شبكةالبرلمانياتالعربياتللمساواة #يومالمرأة_العالمي #UNWOMEN