غضب "غزي" على "حماس" لازالة "الجندي المجهول"

 ساسة ومحللون: لا نقبل المساس برمز وطني

  ـ غزة

أثار تغيير معالم ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، وإزالة معالم النصب التذكاري، جدلاً واسعاّ وغضباً بين النشطاء والمحللين والسياسيين، الذين طالبوا المسؤولين في غزة بتوضيح ما يحصل، مطالبين بارجاع النصب التذكاري للجندي المجهول، باعتباره معلما وطنيا ورمزا نضاليا.

وبهذا الخصوص قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: "لا نقبل بأي شكل، ولا نقبل التبريرات والذرائع للمس بهذه الرمزية التي كانت تعبر عن تضحيات الجنود المجهولين، الذين ما زالوا يحملون معنا هموم القضية الفلسطينية ومتابعين النضال الوطني.

وأكد، لا نقبل المس بالرموز التي تشير إلى شعبنا ونضالاته، ونضالات الجيش المصري الذي دفع أثمان في إطار التضحية دفاعاً عن شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، مطالبا بإعادة النصب التذكاري كما كان وفاءً، وتقديراً لهؤلاء الجنود المجهولين.

وحول منع النشيد الوطني بالجامعة الاسلامية من قبل استاذ التاريخ قال أبو ظريفة:" لن نقبل بمنع النشيد الوطني من أشخاص ولا من تنظيمات ولا جماعات ولا من مجموعات المس بهذه المكانة المقدسة، فالنشيد الوطني دفعنا أثمانه دماء وتضحيات جسام".

وأردف:" كل الأصوات التي تحاول حرف بوصلة النضال عن أهدافها الرئيسية ننصحها بالتوقف عن مثل هكذا أفعال تزيد الحالة الفلسطينية تعقيداً وانقساما"

من جانبه، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب: "أنّ ما أقدمت عليه البلدية الخاصة بحركة حماس في القطاع، من اقتلاع الجندي المجهول وإقامة ما يشبه النصب مكانه أمر مستنكر، ويندرج في إطار شطب التاريخ والرموز الوطنية التي تمثل الشعب الفلسطيني بشكل عام"

وأضاف، أنّ الجندي المجهول بني عام 1956 أثناء تولي مصر القطاع، ورمز إلى صمود وكفاح الشعب الفلسطيني والجنود المصريين الذين اسُتشهد العديد منهم دفاعاً عن فلسطين وعن العروبة، مشيراً الى أنّ إقامة الجندي الذي يمثل رمزا وطنياً، يعكس الوفاء لهؤلاء الشهداء.

وأكد وجوده في كثير من بلدان العالم كتعبير عن الاعتزاز بكفاح الشعوب،واضاف: "رغم كل المبررات التي ستبررها "حماس"، فإن النتائج تقول أنّها تشطب تاريخ النضال الوطني، وتمس لرموز العزة لشعبنا في سياق رؤيتها وبرنامجها الذي يهدف إلى صياغة نمط حياة اجتماعية وسياسية واقتصادية معينة للشعب الفلسطيني، تنسجم مع رؤيتها التي تعتبر أنّ تاريخ شعبنا بدأ من عندها، والأمر غير ذلك تماماً، مطالباً الحركة بالعودة عن هذا الإجراء وإعادة ما تم إزالته.

من ناحيتها، قالت د. رانية اللوح القيادية في حركة فتح: " في حين يحاول العدو الإسرائيلي بكل جهده أن يطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، فان من الواجب الوطني على كل الفلسطينيين التمسك بهويتهم الوطنية، والتي من أهم مكوناتها الأرض والآثار والعلم، والنشيد الوطني".

وأضافت:" أن الجندي المجهول، له دلالته الوطنية وله علاقة بتضحيات الجنود المصريين والفلسطينيين على حد سواء، ورمزية الجندي المجهول والذي يحمل بندقية المقاومة حتى التحرير، هو الجندي الصلب الذي يشير إلى الشمال حيث أراضينا وحيث القدس المحتلة، ورمزيته بالقتال حتى التخلص من الاحتلال"

وأكدت إن هدم الجندي المجهول بكل ما يحمله من رمزية، ولدواعي حزبية ضيقة احيانا، يعد كارثة وطنية لا يمكن السكوت عليها، وسحبه ورميه، ووضع شكل لا قيمة ولا معنى له هو كارثة لا أظنها عفوية أو غير مقصودة، لا بد من الوقوف عليها ومحاسبة مفتعليها.

وأشارت اللوح منذ فترة ليست ببعيدة منع دكتور جامعي النشيد الوطني في الجامعة الإسلامية، وقبلها تم إنكار السلام الوطني والاستهانة به، ومن قبل كان هنالك تغيير لنمر السيارات، حيث وضع علم فلسطين منكسا، وهذا لا يمكن لحكومة تحترم نفسها وهيبتها أن تقوم بهذا الفعل المشين.

واعتبرت أنّ ما حدث في الجندي المجهول مؤخرا، تكملة لمسلسل هدم التاريخ الفلسطيني وشطب صفحات لها مدلولاتها، مطالبة "حماس" بتوضيح صريح، فعلى ما يبدو أننا أمام مسلسل هدم وجودي وثقافي ومعنوي لا ينتهي اذ بقي الصمت والتعتيم سيدا المشهد.

وقال الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني" أنّ إثارة أي قضية جانبية ليس من الصواب، وأنّ وجود الجندي لا يؤثر على أحد، بمعنى كان يجب عدم إثارة هذا الموضوع وأنّ يبقى الجندي برمزيتهِ، ويجب عدم الدخول في معتركات سياسية نحن في غنى عنها خاصة في هذا التوقيت الذي يعاني منه الفلسطيني ويلات الحصار الاسرائيلي"

وأضاف: "الأجدر على بلدية غزة أن تقول ما هي دوافعها، ويجب عدم إثارة أي قضية قد تؤثر على العلاقة مع مصر، ويجب الارتقاء في هذا التوقيت لمواجهة الاحتلال".