بخيت: دعم التعليم وتطويره من أهم أولويات "سلطة العقبة"

في ندوة نظمتها "لجنة الصحفيين" و"راهبات الوردية"

 الرواشدة: ربع سكان محافظة العقبة من الطلبة والاكتظاظ إشكالية

بدر: أزمة ثقة بين الطلاب ومدارسهم ينعكس على مستقبلهم

 

العقبة – الأنباط - خليل الفراية

أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف احمد بخيت، عزم سلطة المنطقة الخاصة تقديم الدعم والرعاية الكاملة لقطاع التربية والتعليم في محافظة العقبة، نظراً لأهمية هذا القطاع ودوره الرئيس في بناء الاجيال والتنمية الشاملة وبما يسهم برفع سوية هذا القطاع الحيوي والهام.

وقال بخيت خلال حضوره ندوة متخصصة نظمتها لجنة نقابة الصحفيين ومدرسة راهبات الوردية في العقبة بعنوان "التربية والتعليم في محافظة العقبة بين الواقع والاحتياجات" امس، إن دعم التعليم وتطويره في منطقة العقبة احد اولويات السلطة الهادفة الى اشراك كافة شرائح المجتمع المحلي في المحافظة في الجهود المبذولة لإحداث التنمية الشاملة والمستدامة، مؤكداً ان السلطة خصصت قطعة ارض مساحتها 70 دونما بجوار الجامعة الاردنية فرع العقبة لإقامة مدرسة مركزية للذكور على هذه الارض، مشيراً إلى ان المرحلة الاولى من مجمع المدارس المركزية المجمعة ستنتهي قريباً بحيث ستكون على غرار المدارس في الدول المتقدمة تضم مرافق خدماتية وترفيهية وبرك سباحة وملاعب رياضية ومختبرات.

من جانبه، بين نائب محافظ العقبة الدكتور محمد الحراحشة ان المحافظة تولي العلمية التعليمية جل اهتمامها وذلك لان بناء المجتمعات المتقدمة والبناءة يبدأ من المدرسة والمعلم، وعليه فلا بد من متابعة ذلك مع الجسم التربوي والتعليمي الرسمي والخاص ليصار الى بناء جيل واع منتم يستشرف المستقبل ويحقق آمال وطموحات القيادة والشعب، ويأخذ على عاتقه بناء المزيد من التطورات التكنولوجية والصناعية والعمرانية ولا يلتفت الى الوراء وينظر الى الجزء الممتلئ من الكأس .

وقال مدير التربية والتعليم في محافظة العقبة جاسر الرواشدة، ان ربع سكان محافظة العقبة الذي يبلغ 200 الف هم من الطلبة الذي يبلغ عددهم 51 الفا، في حين ان عدد المعلمين في المحافظة يبلغ 3885، مبيناً ان عدد الغرف الصفية في المحافظة 1115 غرفة صفية، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد الطلبة لكل غرفة صفية 45 ما يشير الى وجود خلل واضح بعملية الاكتظاظ المدرسي.

واكد، ان العملية التربوية تعاني من اختلالات واضحة، مبيناً ان الوزارة بالتعاون مع سلطة العقبة وذراعها التطويري والاستثماري شركة تطوير العقبة ومجلس المحافظة تعمل على حلها ضمن الاولويات من خلال طرح حزمة من المشاريع والعطاءات تجاوزت 10 مليون دينار.

وبين الرواشدة نحن بحاجة الى تأهيل المعلم على كافة الاصعدة.

بدوره، بين مدير المشاريع في شركة تطوير العقبة المهندس عامر الحباشنة، ان الشركة، الذراع التطويرية لسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، قد طرحت المرحلتين الأولى والثانية لتنفيذ مجمع المدارس المركزية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ليستوعب زهاء 6 آلاف طالب وطالبة من مختلف مناطق العقبة، استجابة لحاجات أبناء العقبة التعليمية، وكذلك حاجة سوق العمل في المنطقة الى التخصصات المهنية، بهدف  تطوير القطاع التعليمي، وتوفير خدمات تعليمية وتربوية نوعية لأهالي المنطقة والعاملين فيها، وما يزال العمل قائما في المشروع.

وقالت مديرة مدرسة راهبات الوردية في العقبة دميانا بدر، أن هناك أزمة ثقة بين الطلاب ومدارسهم وإداراتهم وأساتذتهم وربما العكس أيضاً وهذا ينعكس على مستقبلهم وما يحمل من مخاطر هو أن يتحول الطالب إلى حقل اختبار ونتيجة إيحاءات خاطئة وليس أنطلاقا من معرفة حقيقية لوضعه فيصبح بالتالي مستوعب معلومات وعالما تنقصه القيم والتمرس على اساليب المحبة والانتماء والتفهم، بالإضافة الى أزمة ثقة بين الأهل والأبناء فتتحولت العلاقات إلى صراع أجيال سلبي بدل تبادل الخبرات الغنية من أجل نمو حقيقي واستمرارية أكبر في العطاء الى جانب أزمة الوضع الأقتصادي.

واشارت ان الطالب في مدارسنا يطلب ثقة في عمره وخبرته وطاقاته ورؤيته المختلفة للأمور ولكن عليه أن لا ينسى بأن هذه الثقة لا تمنح مجاناً بل تأتي نتيجة جهد متواصل وعطاء دون حدود وفردوس الحياة والنجاح يغتصب اغتصاباً.. والعبرة لمن اعتبر.

وطالبت بدر كافة الجهات المعنية منح قطاع التربية والتعليم الاهمية الكاملة نظراً لمخرجات هذا القطاع ودوه الهام في بناء اجيال متميزة ، مستعرضة واقع التعليم في الماضي والحاضر باسلوب اثار اعجاب الحضور.

واشار رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس المحافظة جهاد الفران ان قطاع التعليم في العقبة يعاني من اختلالات عدة أبرزها تردي البنية التحتية للمدارس، واكتظاظ الصفوف بما وصل إلى 60 طالبا وأحياناً أكثر، إضافة إلى النقص الحاد في معلمي التخصصات العلمية في المدارس الرئيسية، رغم تبني القطاع الخاص لبعض المدارس الحكومية.

وبين الفران أن مشكلة الاكتظاظ في مدارس المدينة، التي تأخذ بالتوسع سكانياً تؤرق الطلبة وأولياء أمورهم، مؤكداً أن العقبة بحاجة الى عدد كبير من المدراس الحكومية في مناطق مختلفة، مؤكدا أن قضية التربية والتعليم في العقبة هي صلب اهتمام مجلس المحافظة، مشيراً إلى أن المجلس يعمل مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لإيجاد حلول جدرية لتخفيف آثار مشكلة نقص المدارس واكتظاظ الصفوف وصولاً لحل المشكلة من جذورها.

وأكد مدير مجلس التطوير التربوي الدكتور جميل الشقيرات ضرورة إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرار.

وبين مدير التعليم الخاص في مديرية تربية العقبة حسين الشبول ان التعليم الخاص نما خلال السنوات القليلة الماضية نمواً ملحوظاً وتوسع الاستثمار في هذا القطاع بشكل لافت للنظر، مؤكداً ان عدد المدارس الخاصة في محافظة العقبة يبلغ 55 مدرسة و 14670 طالبة وطالبة ، مشيراً ان عدد المعلمين العاملين في القطاع الخاص بلغ 1163 معلماً ومعلمة .

وشدد نائب رئيس نقابة المعلمين في العقبة وصفي المزايدة حرص النقابة على العلاقة بين كافة القطاعات، مبيناً أهميه الارتقاء في مهنه التعليم ولأهمية المعلم ودوره في المجتمع.

وبين رئيس مجلس اولياء الامور محمود النعانعة ان العملية التربوية والتعليمية في العقبة يعتريها عدد من الاختلالا ، مؤكداً على دعم قطاع التربية والتعليم من قبل مؤسسات المجتمع المدني، مشيرا الى ان التحديات التي تواجه العملية التربوية هي عدم استقرار العملية التدريسية وضعف الطاقة الاستيعابية لبعض المدارس.

وشدد النعانعة على ضرورة وضع خطة شاملة تضمن استحداث مدارس جديدة وإجراء توسعة في مدارس قائمة من خلال توجيه الموازنات المخصصة ودعوة القطاع الخاص لتفعيل تجربة تبني المدارس.

ولخص الطالب محمد السنجلاوي من مدرسة راهبات الوردية ما يعانيه الطالب بنقص الرقابة على المعلم وإهمالِ المشرفين التربويين لدورِهم، اضافة الى اكتظاظ الطلبة في الصفّ الواحد، إذ أن أعدادَهم تجاوزت 50 طالباً، الى جانب الإهمالُ الكبير في مرافقِ المدرسة، بالإضافةِ الى إهمالِ النظافةِ العامة للمدرسة.

وفي نهاية الندوة، اوصى المشاركون بضرورة إعادة دراسة وضع المدارس الحكومية المتواجدة في العقبة من حيث الأعداد والقدرة الاستيعابية ومن ثم إعادة توجيه الفوائض في المدارس المكتظة إلى التي لا تواجه ضغوط واكتظاظات مع ضرورة توفير حوافز وبيئة جاذبة للعملية التعليمية فيها، بالاضافة الى تشجيع الاستثمار والتوسع ببناء المدراس الخاصة وتقديم حوافز وجوائز تقديرية لافضل مدرسة ولافضل معلم ولافضل طالب.

ودعا المشاركون لضرورة العمل على بناء مدارس جديدة لاستيعاب الاكتظاظ الكبير في مدارس العقبة بالاضافة الى اعادة النظر في المناهج المدرسية للصفوف الثلاثة الاولى والتوصية بانتفاع ابناء المعلمين في القطاع الخاص بمكرمة المعلمين.

واوصى المشاركون باستحداث مديرية للتربية والتعليم للبادية الجنوبية في العقبة تنفصل عن مديرية تربية وتعليم العقبة، واستحداث مفوض في السلطة الخاصة يعنى بالتربية والتعليم، وانشاء مجلس للتعليم يختص باعادة توزيع الاولويات الى جانب العمل على الصيانة الدورية لجميع المرافق المدرسية.//