الهدم الذاتي .. جرح "المقدسيين" النازف

 

الانباط ـ رام الله

بيدين مثقلتين بالقهر والألم، انهال المقدسي حسام العباسي (30 عاما) على جدران منزله في بلدة سلوان ضربا بـ"المهدة"، ليهدمه مقهورا يعتصره الألم، تنفيذا لقرار احتلالي عنصري أجبر بموجبه على ما هو مر، ليجنب نفسه تكاليف الهدم إذا ما نفذته جرافات بلديات الاحتلال، ليضاف ذلك إلى مصيبته في خسران المنزل.

العباسي، تفاجأ بقيام بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة رافقتها المخابرات الاسرائيلية بتسليمه قرارا يقضي بهدم منزله، والذي يتكون من طابق ثالث مساحته 65 مترا، ويضم غرفتين وحماما وبلكونة.

وقال العباسي، انه يعيش في هذا المنزل مع عائلته التي تتكون من زوجته وابنته، وكلفه بناء المنزل أكثر من 50 ألف "شيقل"، قبل ستة اشهر، ليهدمه بيده خشية من المبالغ الباهظة التي قد يدفعها مقابل ترك المهمة لجرافات الاحتلال.

وتابع، انه تسلم قرار الهدم بعد ان استدعته سلطات الاحتلال مؤخرا، وأجبرته على هدم منزله دون استئناف او توكيل محام، مشيرا الى ان قرار الهدم جاءه جاهزا من المحكمة الاسرائيلية.

واوضح ان هدم منزله لم يستغرق أكثر من يوم، حيث تعاون معه الأهالي، وأكد ان هذا المنزل هو الثاني الذي يهدمه الاحتلال لنفس العائلة، مؤكدا أن عائلته مستهدفة من قبل مخابرات الاحتلال.

وأكد ان سياسة الهدم الذاتي لن تهبط من العزيمة، معتبرا في البداية الهدم خسارة كبيرة للمقدسيين، وفي النهاية صمودا وتحديا في الوقوف أمام الخيار الاول الذي ينتهجه الاحتلال لسلب أموال المقدسيين.

وشهدت الآونة الاخيرة قرارات متجددة من أجل تفريغ القدس من الفلسطينيين، بتسليمهم قرارات تقضي بالهدم، فيما يختار البعض هدم منازلهم بأيديهم، عوضا عن سياسية الاحتلال الاجبارية بالهدم مقابل تكاليف باهظة.

وتضاعفت هذه الحالة في شهر شباط الماضي، بقيام سلطات الاحتلال بإصدار قرارات للفلسطينيين في القدس، تجبرهم بالهدم مقابل مبالغ باهظة، او قيامهم بالهدم بأنفسهم.

وأكد المستشار القانوني للجنة الدفاع عن أراضي سلوان أشرف الأعور، ان سياسية الاحتلال لهدم المنازل تزايدت، مشيرا إلى انه خلال الاسبوع يتم هدم منزلين، وهذه السياسة تأتي في سياق تهجير المقدسيين، ويختار المقدسيون الهدم الذاتي مضطرين لصعوبة الوضع، وبسبب مخالفات الاحتلال الباهظة، وبالتالي لا يوجد خيار غير هذا النهج.

وأوضح ان 75% من مباني سلوان مهددة بالهدم من قبل الاحتلال، التي تتعنت في الترخيص وتطلب رسوم ترخيص باهظة لبيوت الفلسطينيين.

 

وتنتهج سلطات الاحتلال هذه السياسة، ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى مواجهة التكاثر الطبيعي للفلسطينيين في القدس لخلق "توازن ديمغرافي" مع اليهود، وهذا ما يفسر الضغط المستمر على الفلسطينيين لإجبارهم على الهجرة من المدينة المقدسة.

 وبحسب التقرير الصادر عن مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، فإن عدد البيوت والمنشأت التي تم هدمها والاستيلاء عليها من قبل سلطات الاحتلال في القدس خلال الـ 2018، بلغت 246 منزلا ومنشآة من بينها 31 حالة هدم ذاتي،  فيما أخطر الاحتلال بهدم 125 منزلا ومنشآة.