امتلاك بيونغ يانغ لـ"النووي" يجعل غزوها مستحيلا وتدخل الصين سيقلب الموازين

 الانباط ـ وكالات

"لعبة الحرب الخطيرة"، هذا ما وصف به تقرير جديد المخاطر التي قد تواجه العالم في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة  وكوريا الشمالية.

ونشر موقع "ناشيونال إنترست" العسكري الأمريكي تقريرا عما أطلق عليه "أبواب الجحيم" التي تهدد العالم، بسبب لعبة ترامب الخطيرة.

وقال الموقع إن إثارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "وحش" كوريا الشمالية مجددا، يعيد إلى الواجهة احتمالية استخدامه سلاحا نوويا بصورة كبيرة خلال النزاع الوشيك.

وانتهت القمة بين الجانبين، التي عقدت في هانوي في 27-28 شباط/فبراير، دون توقيع وثيقة مشتركة كان مخططا لها مسبقا، كما هو موضح سابقا في الجدول الزمني للبيت الأبيض، ما يعيد إلى الواجهة مجددا احتمالية وصول المواجهة إلى صدام عسكري بين البلدين.

ورصد الموقع ، المشاكل الجمة، التي يمكن أن يواجهها الجيش الأمريكي، وكوريا الجنوبية، حال اندلعت مواجهات حربية مباشرة مع بيونغ يانغ.

ورصد الموقع السيناريو المتوقع للعمليات العسكرية، التي يمكن أن تقوم بها القوات الأمريكية وكوريا الجنوبية لتدمير ترسانة كيم جونغ أون النووية.

وأشار إلى أن الجيش الأمريكي سيواجه في البداية بطاريات المدفعية الكورية الشمالية، التي لا يمكن إيقافها بسهولة، خاصة وأنها يمكن أن تطول عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول بسهولة.كما أن الجيش الكوري الشمالي يمكن أن يستنزف القوات الأمريكية والكورية الجنوبية بصورة كبيرة.

ولكن السيناريو الأكثر تشاؤما هو أن التدخل العسكري الأمريكي الكوري الجنوبي يمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري صيني في الحرب.

ورصد التقرير 3 نقاط رئيسية ستكون حاسمة في "أبواب الجحيم" التي ستندلع حال شن حرب على كوريا الشمالية: وهي السلاح النووي الكوري الشمالي، وقدرة المدفعية الكورية الشمالية التقليدية على دك سيؤول بالكامل وتدمير جيشها بصورة كبيرة، والتحديات الدبلوماسية المتعلقة بتأمين ترسانة بيونغ يانغ النووية حالة انهيار نظام الحكم فيها واحتمالية اندلاع حرب أهلية بها.

وقال مايكل مازار، الباحث العسكري: "ببساطة، ليس لدى الجيش الأمريكي ما يكفي من القوات للتوغل لكوريا الشمالية، وتفكيك الأسلحة النووية، وأداء عمليات أخرى نوعية لسيناريوهات ما بعد الصراع أو انهيار بيونغ يانغ".

وأوضح، أن امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية يجعل غزوها أو احتلالها دربا من دروب المستحيل.

واضاف "في غضون 5 أو 8 سنوات، من المرجح أن تمتلك كوريا الشمالية قدرات نووية تكفي لجعل أي تحرك عسكري ضدها أمرا باهظ التكلفة في غياب قدرات كبرى لتحييد القوة النووية الكورية الشمالية".

وبالنسبة لترسانة المدفعية الهائلة التي تمتلكها كوريا الشمالية، والتي تصل لأكثر من 10 آلاف قطعة مدفعية، فهي يمكن أن تحول سيئول إلى بحر من النيران.

وأوضح الباحث أنه حتى إذا حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، شن عملية محدود بالاستيلاء على كايسونغ، وهي مرتفعات تضع كوريا الشمالية مدافعها عليها تجاه سيؤول، فان الأمر محفوف بمخاطر كبرى، وأشار إلى أن الاستيلاء عليها سيستغرق أسابيع للوصول إلى أماكن تلك المدافع المحصنة بشدة، ولن تتمكن المدفعية التقليدية أو الغارات الجوية من تدمير أي منها ولن يكون هناك طريق إلا الغزو البري، الذي يجعل خطر النووي يعود إلى الواجهة مرة أخرى.

أما المشكلة الثانية المتعلقة بعملية الغزو المحدود تلك، فهي أنها ستحتاج تقريبا إلى قوات هائلة، ستتضمن نحو فيلقين من كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى قوات أمريكية كبرى.

وقالت الدراسة، إنه إذا ما نجحت تلك القوات الضخمة في مهمتها فيمكنها إنجاز مهمتها في أسبوع على الأقل لتحقيق اختراق واضح لتلك النقاط العسكرية، ولكن الأزمة الأخرى أن الخسائر التي سيواجهها الجيش الجنوبي ستكون فادحة، بخلاف أن هذا لن يضمن تأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل بصورة كبيرة.

أما السيناريو الوحيد، الذي يكون فعالا في الحرب ضد كوريا الشمالية، هو مهاجمتها بنوع هجومي يطلق عليه "الممر الضيق"، والذي يتضمن هجوم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في نقطة محددة بصورة قوية ومدعومة بشدة بقوات هجومية فقط، للوصول إلى مرتفعات كايسونغ وإزالتها تماما، ما تزايد احتمالية استخدام كوريا الشمالية أسلحة كيميائية.

وقال، إن تلك الطريقة ستحد من قدرات كوريا الشمالية بصورة كبيرة، خاصة وأنها ستخلق ثقب وثغرة خطيرة في دفاعاتها، لكنه استطرد قائلا "لكن المهمة الأصعب ستكون على سيئول هي الوصول إلى بيونغ يانغ، لأن "الشمالية" تعد مجموعة كبرى من الدفاعات المتسلسلة لحماية العاصمة.

وبالنسبة لمعركة تأمين الأسلحة النووية "الشمالية"، فتلك هي المعضلة الأخطر، والمفترض أنه ما ستركز عليه القوات الأمريكية.

ويشير التقرير إلى أن الجيش الأمريكي يعد خطة محكمة من أجل الاستيلاء والسيطرة على الأسلحة النووية الشمالية، بعد وفاة أو مقتل كيم جونغ أون، خلال تلك الحرب، خوفا من اندلاع حرب أهلية قد تجعل تلك الأسلحة النووية في مهب الريح، لكن تلك الخطة تواجه خطرا كبيرا من أن أي خليفة لكيم جونغ أون سيكون أكثر حرصا للحفاظ على سيطرته على الأسلحة النووية كمسألة قوة سياسية بالنسبة له، ويمكن لأي خليفة إخفاء تلك الأسلحة بسهولة، بعيدا عن نطاق القوة الجوية الأمريكية وستفشل أي غارات في ضرب مواقعها كما فشلت الولايات المتحدة في السابق بالعراق.

وقال ستاسي بتيجون، المدير المشارك لمركز راند العسكري: "أصابتني قدرات كوريا الشمالية في إخفاء أسلحتهم النووية بالصدمة، فعثور الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية على أي أسلحة نووية أو مواد نووية أمر شبه مستحيل"، وتابع: "كل هذا ولم نتحدث عن تدخل الصين في الحرب، فهذا سيقلب كل الموازين وسيجعل فعليا أبواب الجحيم تفتح على القوات الأمريكية وأي حلفاء لها".