الاستحقاق الكردي
يستحق الأكراد كثيراً من الاحترام والشراكة، فهم جزء منا وامتداد حي لتاريخنا وثقافتنا، وعليه يستوجب بكل وضوح وقوة أن يشغل الشعب الكردي المكانة اللائقة التي يستحقونها من قبل العرب وذلك لأسباب جوهرية ثلاثة :
أولاً : على قاعدة المساواة، وإزالة الظلم، وفرض العدالة والمساواة، علينا أن نحترم القومية الكردية، حتى يحترموا قوميتنا العربية، ومن هذا المنطلق يجب أن يُسجل للرئيس القومي الراحل صدام حسين شجاعة الإقرار بالقومية الكردية وإعطاءها ما تستحقه كعراقيين لديهم قومية أخرى، على خلاف البلدان التي يعيشون فيها، بعد أن تقسمت أرضهم تعسفاً بين : تركيا وإيران وسوريا إضافة إلى العراق.
فالمظاهر الإيجابية التي أقرتها الدولة العراقية في عهد الراحل منذ عام 1972 حتى عام الاحتلال والحصار والغزو، وفي العهد الجديد منذ عام 2003، على كل الملاحظات التي يمكن أن تُسجل على العهدين، فقد نال الكرد قسطاً وافراً من تحقيق ذاتهم لدى العراق، الأمر الذي يتطلب نقل وإنفاذ ما تحقق لهم في العراق ليتم في سوريا ولدى نظامها وفي مفاصيل مؤسساتها، كي تواصل سوريا انتصارها وتماسكها ووحدة أراضيها بالرضى والتفاهم والشراكة وليس بالقوة المفروضة.
ثانياً : لقد أدى الكرد دوراً إيجابياً شجاعاً ومعطاء لحفظ أرض سوريا من الإرهاب والتطرف وقدموا التضحيات الكبيرة في مواجهة تنظيمي القاعدة وداعش، وعليه يستحقون نيل التقدير والمكافأة على إنجازهم لمصلحة الوطن السوري والإسهام بتحرير أرضها من الفوضى والإرهاب والتطرف، خاصة وأنهم لم يرفعوا شعار الاستقلال عن أرض سوريا الوطن والدولة.
ثالثاً : إن التعددية والديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص بين مكونات الدولة الوطنية في كل من العراق وسوريا هي الضمانة لاستمرارية الوحدة وقطع الطريق على التدخلات الأجنبية ومنع نفاذها بين مكونات الشعب الواحد نظراً لتوفر الإحساس بالاستقرار والطمأنينة وتكافؤ الفرص واحترام الذات والخصوصية الوطنية والقومية كما وفرتها لمساحة إيجابية مقبولة ومعقولة الدولة العراقية للقومية الكردية، على قاعدة الحكم الذاتي والشراكة المركزية، وبذلك قدمت نموذجاً إيجابياً يُحتذى لتعايش القوميات الأخرى مع العرب في إفريقيا وخاصة للأمازيغ في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وللأفارقة في السودان وجيبوتي والصومال.
إن الترفع عن صدمات الماضي وانفجاراته ومآسيه والخراب الذي خلفه، وتقديم رؤى متماسكة بديلة تتوسل استقرار الوطن، وكما نُقل عن الرئيس السوري بشار الأسد « لن نتوقف أمام الماضي وعلينا أن ننظر إلى المستقبل» إنما هي خلاصة واثقة متمكنة تعكس الإقرار بالنصر الإيجابي وليس التسلط عبر القوة، ونحن إذ نقف مع سوريا الوطن والشعب والنظام والوحدة، إنما ننظر لها باعتبارها رافعة ومظلة وسندا للأردن ولفلسطين وللعرب : وهذا ما نتمناه ونتوسله ونسعى إليه.