الصفدي: استقرار المنطقة يتطلب ان تقوم العلاقات الإقليمية على مبدأ حسن الجوار

القى كلمة في القمة العربية الأوروبية الأولى

 الانباط – عمان

نقل وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أمس الاثنين تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى قادة الدول العربية والأوروبية المشاركين في القمة العربية الأوروبية الأولى وتمنيات جلالته أن تكون القمة "محطة فارقة على طريق تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، التي تستند إلى تاريخ طويل من التفاعل، ويجب أن تتطور في ضوء ما يجمعنا من مصالح مشتركة، وما نواجه من تحديات تتعاظم قدرتنا على تجاوزها إن تصدينا لها بمنهجيات منسقة".

وشكر الصفدي الذي يترأس وفد المملكة إلى القمة مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة والأشقاء في مصر على استضافة القمة وتنظيمها وشكر جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي على جهودهم.

وقال الصفدي في كلمة المملكة في القمة التي بدأت أعمالها أمس بحضور خمسين دولة أن تاريخا طويلا من التفاعل العربي الأوروبي أثبت أن ما يجمع العالم العربي وأوروبا أكثر مما يفرقهما وأن فِي البناء على الجوامع مصالح أمنية واقتصادية "نعظمها إن طورنا التعاون الثقافي والتجاري والاستثماري والأمني".

وأكد أن ثمة ترابطا بين أمن المنطقة العربية واستقرارها وأمن القارة الأوروبية، ما جعل من التعاون العربي الأوروبي وحل أزمات العالم العربي ضرورة لحماية أمن أوروبا ومعالجة تحدي اللجوء والهجرة المشترك.

وأكد الصفدي أن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة بما سبب ويسبب من ظلم ومعاناة وانتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني، الذي تشكل قضيته قضيتنا المركزية الأولى.

"وقال، إن "حل هذا الصراع على أساس حل الدولتين، الذي ينهي الاحتلال، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل".

وقال وزير الخارجية إن "القدس، المدينة المقدسة عند المسلمين والمسيحين واليهود، هي كما يؤكد الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، جلالة الملك عبدالله الثاني، "مفتاح السلام" وشدد على أن المملكة ستستمر في تكريس كل امكاناتها لحماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الاسلامية والمسيحية.

وأضاف، "يثمن الأردن موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لحل الدولتين وسياساته التي طالما سعت إلى تخفيف المعاناة وإيجاد الأمل، بما في ذلك إدانته الاستيطان خرقا للقانون الدولي ودعمه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي يجب ان تزود إمكانات استمرار القيام بواجباتها وفق تكليفها الأممي، إلى حين حل قضية اللاجئين في سياق حل شامل للصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية، وبما يلبي حق العودة والتعويض، مؤكدا أن المملكة تدعم كل جهد حقيقي فاعل ينهي حال الجمود الخطرة في العملية السلمية، ويفتح الآفاق نحو السلام العادل والشامل.

وقال، إن الأردن "يثمن للاتحاد الأوروبي أيضا دعمه للاجئين السوريين. ونأمل أن يثمر مؤتمر بروكسل الثالث الشهر القادم التزاما عمليا إزاء اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم"، مشيرا الى أنه "رغم ظروفنا الاقتصادية القاسية، تستضيف المملكة مليونا وثلاثمائة ألف شقيق سوري.

نشكر كل من دعم جهودنا توفير الخدمات الأساسية والعيش الكريم لهم. ونؤكد أهمية استمرار هذا الدعم. ذاك أن توفير التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل للاجئين ليس واجبا إنسانيا فقط. هو تحصين لهم ضد الجهل واليأس والاستغلال من المتطرفين. هو استثمار في أمننا المشترك."

وأكد وزير الخارجية "ضرورة تكثيف جهودنا للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وفق القرار 2254، حل يقبله السوريون، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها، ويتيح العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها".

وقال الصفدي، "يجب إنهاء المعاناة في اليمن عبر حل سياسي وفق القرار 2216، والمرجعيات المعتمدة. وضمان التزام الحوثيين اتفاق ستوكهولم خطوة مهمة على طريق الحل. والحاجة ماسة كذلك للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية يضع ليبيا على طريق إعادة البناء"، مشددا عى أن "دعم العراق في مسيرة إعادة البناء والإعمار متطلب رئيس لتدعيم استقرار المنطقة،" لافتا إلى أن "العراق الشقيق حقق ، وبتضحيات جسام، نصرا كبيرا على الإرهاب هو نصر لنا جميعا والوقوف إلى جانب العراق في إعادة البناء وتثبيت الاستقرار تكريس لهذا النصر".

وأضاف، ان استقرار المنطقة يتطلب ايضا ان تقوم العلاقات الإقليمية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال وزير الخارجية، "يمثل حل أزمات المنطقة أداة رئيسة في حربنا المشتركة ضد الإرهاب الذي يعتاش على الفوضى وينتشر في بيئات اليأس. وستظل المملكة في مقدم الجهود المستهدفة القضاء على الإرهاب، في إطار التحالف الدولي، وعبر اجتماعات العقبة، التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، منبرا لتكريس نهج شمولي لدحر الإرهاب، وتعرية ظلاميته مسخا خارج قيمنا الإنسانية المشتركة، وضدا لقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحملها ديننا الإسلامي الحنيف.

وأشار الى أنها "كثيرة هي التحديات التي نواجهها. لكن الفرص أكثر، وقدرتنا على استثمار هذه الفرص تتعاظم عبر إيجاد آفاق سياسية واجتماعية واقتصادية تفتح الأبواب أمام مشاركة كاملة للشباب والمرأة في مسيرات التنمية وعملية صنع القرار".

وقال، إن الأردن يُؤمن "أن في شراكتنا مصلحة مشتركة، وسيبقى شريكا فاعلا ومبادرا لمأسسة تعاون عربي أوروبي سيزيد قدرتنا بناء المستقبل الذي يكرس ثقافة الحوار والاعتدال، الذي يحل فيه الاستقرار محل التوتر، والأمل والفرص مكان اليأس والحرمان، ويسود فيه السلام الذي ننشد جميعا حقا لكل شعوبنا".