منتدون يدعون إلى ضرورة انخراط الآباء بشكل فعلي في رعاية أطفالهم

أكد منتدون أهمية حضور وانخراط الآباء في حياة أطفالهم، وإبراز الدور التشاركي بين الأبوين برعاية الأطفال؛ كخطوة مهمة تجاه المساواة الجندرية في العمل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
جاء ذلك، في ندوة نظمتها السفارة السويدية في عمان بالتعاون مع مؤسسة "صداقة"، أمس الخميس بعنوان "المساواة الجندرية في العمل: دروس من دول الشمال (الإسكندنافية) والممارسات الجيدة من الأردن"، بحضور السفير ووزيرة التنمية الاجتماعية السابقة هالة لطوف، والعضوات المؤسسات لمؤسسة صداقة وجمع من المدعوين.
وقال السفير السويدي في الأردن إيريك اولنهاك، إن التحديات التي تواجهها النساء في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالمساواة الجندرية في بيئة العمل أو غيرها، كانت تعاني منها النساء في السويد منذ خمسين عاما مضت، لكن بفضل الناشطات المدافعات عن المساواة الجندرية والسياسيين الشجعان والإصلاحات المتتالية استطاعت النساء في السويد أن تصل إلى ما وصلنّ إليه اليوم، موضحا أن الدرس الذي قد نتعلمه من السويد هو أن إمكانية التغيير في الأردن كما في الشرق الأوسط ممكنة وقائمة، ما دام هناك ناشطات نسويات وسياسيين شجعان وإصلاحات تشريعية فيما يتعلق بالمساواة الجندرية.
ورأى السفير أن إجازة الأبوة التي منحها نظام الخدمة المدنية للآباء ومدتها 3 أيام، والسعي لتطبيق ذلك في القطاع الخاص خطوة مهمة على صعيد إحداث التغيير في الثقافة المجتمعية لجهة إبراز الدور التشاركي للآباء والأمهات في رعاية أطفالهم.
وأضاف السفير، أن هناك فرصا اقتصادية ضخمة إذا ما تم فتح سوق العمل أمام النساء في الأردن والمنطقة، كما أن هناك فرصة كبيرة للازدهار والمكتسبات الاقتصادية إذا ما تم الاستفادة من قدرات ومواهب النساء.
وقالت العضو المؤسس في مؤسسة "صداقة" رندة نفاع، إن المؤسسة تعمل على صعيد جعل الحضانات سلعة عامة بحيث تصبح متاحة لجميع الأسر العاملة، فضلا عن الضغط باتجاه إقرار تشريع بشأن إجازة الأبوة لمدة 3 أيام في القطاع الخاص كما هو معمول بها حاليا في نظام الخدمة المدنية في القطاع العام؛ بهدف تغيير الصور النمطية لدوري الأبوة والأمومة، والتأكيد على أن رعاية الأطفال حق للآباء كما هو للأمهات وهو دور تشاركي بين الأبوين يساهم بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
واستعرضت الندوة التي قام بتسييرها نائب السفير السويدي جاكوب ستروم، وأسا هيلدستراند من السفارة السويدية، الفائدة المتأتية من حضور الآباء في حياة أطفالهم وقضاء وقتا أكثر مع أطفالهم عبر التركيز على إجازة الأبوة التي تؤسس لبناء علاقات معهم، الأمر الذي سيبني أسرا أقوى وبالتالي مجتمعات متماسكة وهو مفتاح المساواة بين الجنسين وسبيل تحقيق النمو الاقتصادي، فضلا عن أهمية رفع الوعي بشأن الدور التشاركي للآباء والأمهات في رعاية أطفالهم.
وأجمع المتحدثون بالندوة، التي تأتي كجزء من حملة "آباء أردنيون وسويديون"، على أهمية انخراط الآباء بشكل فعلي في رعاية أطفالهم، والدور التشاركي للآباء والأمهات في ذلك، مؤكدين أهمية حضور الآباء في حياة أطفالهم ومشاركة المسؤوليات مع الأمهات في رعاية الأبناء؛ لما لذلك من أثر إيجابي على النشأة السليمة للأطفال، وقوة وتماسك العائلة والمجتمع، ودعم النساء على الانخراط في سوق العمل.
رئيسة قسم المساواة في وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية السويدية كارين بنجستون، ومديرة مكتب البرنامج الدنماركي آن كابل، وحنان شعشع من السفارة النرويجية في عمان ، سلّطن الضوء على تجربة دول الشمال الأوروبي (الدول الإسكندنافية) في تحقيق المساواة الجندرية في العمل،من خلال إجازة الأبوة وإتاحة حضانات لتكون بمتناول الجميع، وترتيبات العمل المرن، اضافة لتمكين النساء في أدوار القيادة والفرص المتساوية في العمل.
وشارك بالندوة، مديرة مديرية عمل المرأة في وزارة العمل الدكتورة إيمان العكور، والمتخصصة في الجندر في منظمة العمل الدولية فريدا خان، ورئيسة قسم المساواة في وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية السويدية كارين بنجستون، ومديرة مكتب البرنامج الدنماركي آن كاهل، ومن السفارة النرويجية في عمان حنان شعشع، ومن شركة "الحكمة" للأدوية زيد بيطار، ومن شركة "ايكيا" الأردن لينا طبقي، ومدير مصنع ((Tusker Apparel رائد فوده، والأبوان الأردنيان عمر بقاعين ومحمد الإفرنجي.
وأطلقت السفارة السويدية في عمّان بالتعاون مع "صداقة"، مسابقة للصور الفوتوغرافية لرفع الوعي بدور الآباء في رعاية أطفالهم، حيث دعت الآباء لالتقاط صور مع أطفالهم لنشاطات داخل المنزل وإرسالها على صفحة السفارة السويدية في الأردن مع استخدام #أبوي، مع التذكير بأن آخر موعد لقبول الصور هو 27 شباط الساعة الرابعة عصرا.
وكانت السفارة السويدية بالتعاون مع "صداقة"، قد أطلقت أيضا، مساء الأربعاء الماضي معرضا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "أبوي، آباء أردنيون وسويديون" لرفع الوعي حول الدور التشاركي للآباء والأمهات في رعاية أطفالهم.
يذكر ان مؤسسة "صداقة" تسعى لتحقيق بيئة عمل صديقة للمرأة بهدف تشجيع النساء على الإنخراط في سوق العمل وتحقيق المساواة الجندرية.
--(بترا)