باعوز .. قرية سورية تكتب نهاية "خلافة داعش"

طردت بقاياهم بعربات نقل الأغنام و"التنظيم" بادل الأسرى بوجبات الطعام

باعوز .. قرية سورية تكتب نهاية "خلافة داعش"


 

الانباط ـ وكالات

باغوز.. قرية صغيرة سورية تقع في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور والواقعة على اطراف الصحراء لم يكن يسمع بها ولا اين تقع الا قلة من الناس، لكنها اليوم باتت شهيرة وحديث العالم وصحفه وفضائياته وعواصمه الكبرى بعد ان شهدت ازقتها واحدة من ابرز صور نهاية "داعش".

صحيفة The Guardian البريطانية رصدت حال قرية باغوز اخيرا، وهي تستعد لطرد آخر فلول (تنظيم الدولة الإسلامية "داعش") بالكامل.

وقالت الصحيفة متحدثة عن عناصر التنظيم الارهابي: "غادروا باغوز في قافلة من الشاحنات وشقّوا طريقهم ببطء عبر الصحراء، حيث اندفعت خلفهم أعمدة رفيعة من الدخان الأسود ناتجة عن إطلاق القذائف"، حيث تدلَّت أرجل مقاتلي (داعش) من على ظهر السيارات، التي تُستخدم عادةً في نقل الأغنام. كانوا يُحدّقون في القوات الكردية دون التفوّه بكلمة والكوفية ملفوفة حول وجوههم.

بعد نحو 5 سنوات، وصلت معركة تفكيك "خلافة" داعش الوحشية إلى مرحلتها الأخيرة في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، تسلَّل مقاتلو "داعش" إلى قافلة إجلاء مدنيين قوامها حوالي 15 شاحنة تحمل نساء وأطفالاً، لكن جرى التعرّف عليهم واعتقالهم عند نقطة تفتيش، وكان يُمكن رؤية حفنة من الوجوه الأجنبية بوضوح من داخل الشاحنات، وتتزامن هزيمة "داعش"، بصورة متكررة مع تدفق آلاف المدنيين إلى خارج القرية.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين:"اليوم أُنقذ حوالي ألف، كانت مفاجأة كبيرة، لم نتوقع أنَّ هذا العدد الكبير قد غادر".

تزايد عدد سكان القرية الصغيرة في الأشهر الأخيرة مع تقدُّم قوات سوريا الديمقراطية على طول نهر الفرات، مما أجبر مقاتلي "داعش" على التراجع من قرية تلو الأخرى إلى باغوز، حيث جرى تطويقهم على يد 4 وحدات قتالية منفصلة على جانبي الحدود الصحراوية.

ويخشى قادة أنَّ تكون تلك المنطقة الصغيرة مليئة بأنفاق ومُفخَّخة بالعبوات الناسفة والمركبات الانتحارية، التي حوَّلت معارك لاستعادة مدن كانت خاضعة لسيطرة "داعش" في السنوات القليلة الماضية، إلى قِتال دموي. غادر ما يقارب 20 ألفاً من المدنيين وعائلات المقاتلين الارهابيين باغوز، وكثير منهم كان يمشي لساعات للوصول إلى نقاط تمركز قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.

وأظهرت قافلة الإجلاء الأربعاء 20 شباط، بالإضافة إلى لجوء ارهابيي "داعش" للاختباء بين النساء والأطفال، أنَّ المعركة تتحرك باتجاه فصلها الختامي.

ولجأ "داعش" إلى مبادلة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، مقابل الحصول على الطعام هذا الأسبوع، في دلالة أخرى على أنَّ "داعش" يضعف أخيراً.

ويأمل مقاتلو "داعش" الفارّون، في التخفَّي بالاندماج بين المدنيين، ثم ترك مخيمات النازحين الكردية في نهاية المطاف والمغادرة إلى إدلب أو إلى محافظة الأنبار العراقية.