الواقعية الفرنسية تفسد مخطط برشلونة

 

 

باريس – وكالات

 

 

 

لم يفلح لاعبو برشلونة في ترجمة السيطرة والفرص في مباراة أمس الأول الثلاثاء  التي جمعتهم مع ليون، في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي.

قدم الفريق الإسباني مباراة جيدة وتمكن من فرض أسلوب لعبه على صاحب الأرض، الذي دخل اللقاء عازماً على إحكام السيطرة على مفاتيح لعب برشلونة ومراقبة ليونيل ميسي، وهو ما نجح فيه خلال المباراة الأولى ، في انتظار مواجهة حسم التأهل على ملعب كامب نو.

اعتمد إرنسيتو فالفيردي على طريقة 4-3-3، حيث دفع بسيرجي روبيرتو في مركز لاعب الوسط بجوار بوسكيتس وراكيتيتش لتعويض غياب آرثر، كما شارك الثلاثي ميسي وديمبلي وسواريز في خط الهجوم.فيما لعب الفرنسي جينيسيو برونو بطريقة 4-4-2، بتواجد رباعي في الوسط مال كثيرا لتأدية الأدوار الدفاعية، ومهاجمين موسى ديمبيلي وممفيس ديباي، وإن كان الأخير قد لعب كمهاجم متأخر.

سيطرة تامة كان بإمكان برشلونة إنهاء المباراة لصالحه في في الشوط الأول، الذي شهد سيطرة وفرصاً للفريق أبرزها كرة ديمبلي في الدقيقة الأولى التي كادت أن تسهل الأمور كثيراً.

لجأ المدرب الإسباني للدفع بروبيرتو في مركز لاعب الوسط مع إشراك سيميدو في الجهة اليمنى، حيث يميل الأول للعب بفاعلية أكثر على المرمى على عكس فيدال الذي يقوم بأدوار دفاعية أكثر، بالإضافة لألينيا الذي يفتقد لخبرة لعب مباريات دوري الأبطال القوية.

ظهر ميسي في أفضل حالة له بعد تقديم مواجهتين بمستوى متوسط سواء أمام أتلتيك بيلباو أو بلد الوليد، حيث تولى مهمة قيادة هجمات برشلونة على المرمى الفرنسي، وصنع العديد من الفرص من خلال اختراقه للدفاع الذي عانى بشدة لإيقافه.

غياب المبدع

 لا يزال فالفيردي يعاني من عدم العثور عن لاعب الوسط المبدع الذي يعوض غياب آرثر، وهو ما اتضح في اللقاء الذي على الرغم من سيطرة البلوجرانا فيه على الكرة بنسبة 63% إلا أن درجة الإبداع عند لاعبي الوسط كانت ضعيفة للغاية.

حاول ميسي كثيراً لإيجاد الحلول أمام خط دفاع ليون القوي والمتماسك، ومع تعليمات فالفيردي بضرورة اقتراب النجم الأرجنتيني أكثر من منطقة الجزاء ليكون بالقرب من المرمى، كان من المفترض أن يأتي دور خط الوسط الذي تراجع مردوده الهجومي كثيرا خاصة في الشوط الثاني.

افتقد برشلونة اليوم للتمريرات المؤثرة بين الخطوط التي تساعد في خلق فرص بها نسبة خطورة أكبر، في حين عجز راكيتيتش وبوسكيتس عن تقديم ذلك، بالإضافة لديمبلي ثم كوتينيو.

وبالحديث عن الإبداع أصبح حال لويس سواريز، يزداد سوءا من مباراة لأخرى، فالمهاجم الأوروجوياني قدم مباراة متواضعة وظهر بدون حيلة أمام صلابة قلبي دفاع الخصم، فضلا عن فشله في استغلال الفرص التي أتيحت له.واقعية فرنسية رفض مدرب ليون المخاطرة تماما في مباراة الذهاب على أرضه، فمنذ بداية اللقاء كانت النية مبيتة لترك الاستحواذ لبرشلونة والتركيز بشكل كامل على منع ميسي من مواجهة المرمى، المهمة التي تولها الثنائي حسام عوار وندومبيلي.لعب ليون اليوم بـ 4 لاعبين في خط الوسط، يزيدون إلى خمسة في الحالة الدفاعية مع تراجع ديباي للخلف، مما صعّب على برشلونة العثور على مساحات كافية للوصول إلى المرمى أو حتى اللعب على الأطراف في ظل يقظة الثنائي ميندي وديبوا.

كما لعب البلجيكي ديناير دوراً حاسماً في التصدي لمحاولات ميسي وسواريز، كذلك الظهير تيريير الذي بذل مجهودا خرافيا في العمل الهجومي وكذلك المساندة الدفاعية التي كانت مضاعفة.حاول المدرب الفرنسي استغلال الهجمات المرتدة بسرعة ديباي وتراوري وموسى ديمبيلي، ولكن الفاعلية الهجومية كانت غائبة بشكل ملحوظ لليون، حتى مع وصول ديباي بكرات لم تكن مؤثرة على مرمى تير شتيجن.//