الملوثات البيئية تغتال الأطفال

في اليوم العالمي لمرض السرطان

 

الملوثات البيئية تغتال الأطفال

 

الأنباط – العقبة - د. نهاية القاسم

 

تعتزم وكالة البحر الأحمر للاعلام البيئي والحفاظ على البيئة البحرية إطلاق حملة توعوية ضد الملوثات البيئية وعلاقتها بزيادة الإصابة بمرض السرطان ، عبر موقعها الإعلامي الخاص بالوكالة.

 

بمناسبة اليوم العالمى لسرطان الأطفال الذي يصادف 15/ شباط من كل عام ، الصحة العالمية: 80% من المصابين فى الدول النامية. ومسؤولة فى أحد المستشفيات: 175 ألف مصاب سنويا والوفيات تصل لـ96 ألفا،فمثلا تعتبر أورام الدم الأكثر انتشارا فى مصر.

 

السرطان مصطلح يطلق على اكثر من مئة نوع من الأورام الخبيئة التي يمكن ان تصيب أي جزء من أجزاء الجسم , وتنتج هذه الأورام عن حالة انقسام غير منضبط لمجموعة خلايا وذلك لخلل يصيب المادة الجينية في تلك الخلايا , ومن اخطر خصائص الأورام الخبيثة هو انتشارها السريع حتى انها قد تصل الى كافة انحاء الجسم خلال عدة اشهر من الإصابة , وغالبا ما يؤدي ذلك الى وفاة الشخص لأنه لا يوجد علاج ناجع يؤدي الى القضاء على كافة أنواع الأورام الخبيثة وتتركز معظم العلاجات في تأخير تقدم الخلايا السرطانية او في تخفيف الالام التي يعاني منها المريض في مراحل المرض المتقدمة.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت يوم 15/ شباط من كل عام يوما عالميا لسرطان الأطفال، وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن 80% من الأطفال المصابين بالسرطان يعيشون فى الدول النامية، وتزيد مخاطر الإصابة لدى الأطفال الرضع، وهناك 12 نوعاً للإصابة بسرطان الأطفال، ويعتبر اللوكيميا المعروف باسم سرطان الدم وسرطان الدماغ من أشهر أنواع السرطانات التى تصيب الطفولة، وتقدر تقارير جمعية السرطان الأمريكية بأنه سنوياً يشخّص فى الولايات المتحدة 10 أطفال بالمرض قبل سن الخامسة عشر، وعلى المستوى المحلى تشير بعض الإحصاءات أن عدد الأطفال الأقل من 15 سنة المصابين بالسرطان بين الفترة 1998 - 2005 وصل إلى 6113 حالة: 3379 منها ذكور و2734 إناث، وذلك وفقا لآخر إحصائية صدرت من المنظمة العالمية للصحة.

 

كما تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية ان السرطان يتسبب بوفاة ما يقارب 8 مليون انسان سنويا وهذا العدد يمثل 13% من عدد الوفيات الكلي في العالم , وتشير الاحصائيات أيضا ان 70% من حالات الوفاة بالسرطان تحدث في الدول النامية , بينما يعد التدخين والغذاء والماء الملوثين بمواد كيميائية او بفيروسات وبائية مسؤولة عن نصف حالات الوفاة تقريبا , اما عن اكثر أنواع السرطان انتشارا بين الرجال والنساء على حد سواء فهو سرطان الرئة والذي قتل اكثر من 1.37 مليون انسان عام 2008 .

 

إن أنواع السرطان التي تحدث فى الأطفال تختلف عن تلك التى تصيب البالغين، ويصاب سنوياً فى جميع أنحاء العالم، ما يقرب من 175 ألف حالة سنويًا، ويصل معدل الوفيات نحو 96 ألف حالة وفاة سنويًا، ونسبة الشفاء من السرطان لا تتجاوز 80% عالمياً.

 

اشهر أنواع مرض السرطان

 

 

 

يتم تسمية الورم الخبيث بسرطان العضو او الجهاز الذي يصيبه من الجسم وقد تم ادراج اكثر من مئة نوع من السرطان لكن هناك عدة أنواع مشهورة ومنها سرطان الرئة وسرطان القولون وسرطان المعدة وسرطان الدم وسرطان الكبد , وتختلف نسبة إصابة الرجال بالأنواع المختلفة من الأورام عنها في النساء وذلك بسبب اختلاف التكوين التشريحي لكلا الجنسين فمثلا يعتبر سرطان الثدي من اهم أنواع الأورام واكثر خطرا على النساء بينما لا يصيب الرجال كذلك بالنسبة الى سرطان عنق الرحم اما الرجال فهناك سرطان البروستاتا الذي يختصون به دون النساء , كلن في المجمل يعد سرطان الرئة من اكثر أنواع هذا المرض الخبيث فتكا بالرجال والنساء على حد سواء فقد تسبب بوفاة ما يقارب مليون ونصف انسان سنويا خلال الفترة من 2010 وحتى الان ,بينما يأتي كل من سرطان المعدة والكبد والقولون في المراتب التالية .

 

تحدث معظم حالات الوفاة بمرض السرطان في البلدان النامية اذ بلغت نسبة الوفيات في هذه الدول اكثر من 70% ويعود السبب الى ارتفاع مستويات التلوث وغياب الرعاية الصحية الوقائية وغياب وسائل التثقيف والتوعية , وغياب السياسات الحكومية الرامية الى الحد من التلوث ومحاربة الامراض الفيروسية والحد من طرق انتقالها من خلال الإجراءات الصحية الخاطئة , كذلك غياب الوسائل الحديثة في الكشف المبكر عن الأورام الخبيثة وغياب ثقافة الكشف الدوري عن بعض أنواع الأورام الشائعة .

 

تقسم مسببات السرطان حسب مصدرها الى ثلاثة اقسام رئيسة وهي :

 

- مسببات اشعاعية مثل الاشعة فوق البنفسجية.

 

- مسببات حيوية بيولوجية مثل الفيروسات المسببة للأمراض الوبائية والمزمنة ومنها الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي.

 

- مسببات كيميائية وتشمل جميع الملوثات من معادن ومركبات عضوية يمكن ان تتسرب الى مياه الشرب او الغذاء او الهواء ومن اشهر هذه الملوثات هو دخان التبغ الذي يدخل الى جسم المدخن بإرادته بينما يجبر ملايين الأشخاص لاستنشاق كميات كبيرة من الدخان عن طريق ما يعرف بالتدخين السلبي، ويدخل في الملوثات أيضا دخان عوادم السيارات والغازات المنبعثة من المصانع الكيماوية ومحطات انتاج الطاقة ومواقد الحطب التقليدية.

 

ونتيجة للخبرات المتراكمة في مجال محاربة السرطان فقد صار ثابتا ان هناك اكثر من 20 مادة كيميائية بالإضافة الى مجموعة من الفيروسات تسبب مرض السرطان بشكل مؤكد بينما يرتبط التعرض لعدد اكبر من المواد والملوثات باحتمالية الإصابة بالسرطان .

 

سلوكيات تزيد من نسبة الإصابة بالسرطان

 

تشير كل الدراسات ان سلوكيات الانسان اليومية تلعب دورا بارزا في زيادة نسبة الإصابة بمرض السرطان ومن هذه السلوكيات:

 

- التدخين : اذ يحتوي دخان التبغ على اكثر من 400 مادة عضوية سامة لكثير منها علاقة مباشرة بزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان , ويتهم التدخين بالمسؤولية عن اكثر من خمس الوفيات التي تحدث في العالم بسبب السرطان.

 

- تناول الكحول والمخدرات وهذه المواد تعمل على اتلاف الكبد والحاق اضرار جسمية بالبنية الخلوية لكثير من أعضاء الجسم مما يجعلها فريسة سهلة للمسببات للأورام الخبيثة

 

-  قلة النشاط البدني فمعظم الذين يعيشون في المدن اليوم يلجأون الى وسائل التنقل من سيارات وقطارات وكذلك يقومون بغالبية أعمالهم وهم يجلسون على مكاتب في غرف مكيفة ومريحة مما يقلل النشاط البدني الذي يبذلونه.

 

- استنشاق الهواء الملوث وهذه معضلة يعاني منها سكان المناطق الريفية وسكان المدن الكبرى وان كانت اشكال تلوث الهواء مختلفة فالتلوث في المدن يأتي من عوادم السيارات والمصانع التي تكون قريبة من المناطق السكنية اما في المناطق الريفية فإن استعمال مواقد الحطب في الطبخ والتدفئة يعد المصدر الأول لتلوث الهواء في غالبية الدول النامية , وتقدر منظمة الصحة العالمية نسبة من يموتون بسرطان الرئة سنويا بأكثر من 18% من مجموع من يموتون بمرض السرطان ومن المعروف ان سرطان سبب سرطان الرئة الأساسي هو تلوث الهواء.

 

-العادات الغذائية السيئة مثل تناول كميات كبيرة من الدهون والبروتينات الحيوانية وعدم تناول الخضروات والفواكه بكميات مناسبة، وهذا يؤدي الى السمنة الزائدة بالإضافة الى مشكلات هضمية متعددة أهمها اضطرابات القولون والتي تعد احد اهم أسباب سرطان القولون .

 

تعتبر السلوكيات الخاطئة في الغذاء او عدم ممارسة النشاطات الرياضية من اهم العوامل المؤدية الى زيادة احتمالية الإصابة بمرض السرطان،  لكن التدخين هو اكثر السلوكيات خطورة وقتلا بالسرطان فهو يؤدي الى اكثر من 22% من الوفيات بالسرطان, اما دخان المواقد فيؤدي الى وفاة اكثر من أربعة ملايين انسان سنويا، منهم 6%يموتون بسرطان الرئوي.

 

عند الحديث عن التلوث فإن الامر لا يقتصر على تلوث الهواء فقط وان كان خطيرا ويتسبب بنسبة لا بأس بها من الوفيات بسرطان الرئة لكن هناك أنواع أخرى من التلوث لا تقل أهمية فمثلا يؤدي تلوث المياه والاطعمة بالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ الى الإصابة بعدة أنواع من الأورام الخبيثة،  كما يمكن للتلوث الاشعاعي ان يتسبب بوفيات إضافية بالسرطان بين العاملين في المجال النووي او في التصوير الاشعاعي او عند التعرض للأسلحة المحتوية على مواد اشعاعية ،  واذا ما تم إضافة التلوث الناتج عن تدخين التبغ الى أنواع التلوث فإن التلوث بذلك يكون اهم سبب للإصابة بمرض السرطان .

 

يؤدي تلوث الهواء في المدن الكبرى الى مقتل اكثر من ربع مليون انسان سنويا بينما يموت نفس العدد تقريبا جراء تلوث الهواء من حرق الحطب في المناطق الريفية غالبية الدول النامية وهو ما يعني ان اكثر من نصف مليون انسان يموتون سنويا من تلوث الهواء فقط .

 

يهدف علاج مرض السرطان الى التخلص من الخلايا المصابة بالورم الخبيث اما عن طريق استئصالها او القضاء عليها , ويتم حاليا اتباع عدة وسائل لتحقيق هذا الهدف منها , العمليات الجراحية لاستئصال الأورام وتتم في حال كون الورم محصورا في عضو او جزء منه يمكن الاستغناء عنه, كذلك يمكن قتل الخلايا السرطانية بالإشعاع وهذا , او بعلاجات كيماوية وهذه المواد تترك اثرا بالغا على الجسم فهي تؤدي الى ضعف عام والى خسارة الوزن وتساقط الشعر وقد يحتاج الانسان الى سنوات ليتعافى من اثارها هذا اذا تعافى كليا من مرض السرطان .

 

 

 

تعتبر وسائل الوقاية من مرض السرطان اقل تكلفا واسهل بكثير ليقوم بها كل شخص في نظر الخبراء فإتباع سلوكيات حياتية صحية تتمثل في تناول غذاء صحي وممارسة الرياضية اليومي والمحافظة على وزن مناسب والابتعاد عن التدخين والكحول تعمل على تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان الى اكثر من 30% وهو ما يجعل الوقاية من المرض اسهل واوفر على الفرد والدولة والهيئات الدولية .

 

تعمل منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع كافة الهيئات الصحية على محاربة مرض السرطان من خلال إجراءات وقائية أهمها تشجيع إيجاد أنظمة صحية تسهل الكشف المبكر عن المرض لتسهيل علاجه , كذلك محاربة انتشار الامراض الفيروسية التي قد تسبب المرض , كذلك تشجيع الدول النامية للحد من الاعتماد على الوسائل التقليدية في التدفئة والطبخ والتي تسبب تلوث الهواء.

 

ومن عوامل الخطرة المرتبطة بالسرطان:

 

-       الملوثات البيئية على اختلاف أنواعها وخاصة الملوثات الاشعاعية

 

-       الوجبات السريعة

 

-       التعرض للإشعاع خاصة فى فترة الحمل

 

-       التعرض لدخان التبغ

 

-       التعرض للمبيدات الزراعية

 

-       عدم غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها.//