الشيخ جابر المبارك: نقف مع الأردن لتجاوز ما يمرّ به

الانباط 

التقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في قصر الحسينية بالعاصمة عمّان امس مع الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.

ونقل سموه خلال اللقاء رسالة خطية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى أخيه الملك عبدالله الثاني تتضمن سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما نقل تحيات وتمنيات صاحب السمو وسمو ولي العهد للشعب الأردني الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار، معربا عن سعادته بلقاء الملك عبدالله الثاني والاستماع الى رؤيته تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية والجهود الديبلوماسية المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية.

هذا، وقد أقام الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية مأدبة غداء رسمية على شرف سمو رئيس الوزراء وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه بمناسبة زيارته الرسمية للمملكة الأردنية الهاشمية.

حضر المأدبة ولي العهد بالمملكة الأردنية الهاشمية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ورئيس مجلس الوزراء د ..عمر الرزاز وأعضاء الحكومة وكبار الوزراء والمسؤولين بالمملكة.

هذا، وعقد سمو الشيخ جابر المبارك ورئيس الوزراء الأردني د.عمر الرزاز جلسة مباحثات رسمية في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة عمان.

وحضر المباحثات من الجانب الكويتي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير المالية د.نايف الحجرف ووزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان ووزير التربية ووزير التعليم العالي د.حامد العازمي ووزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة المستشار د.فهد العفاسي ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ورئيس وفد غرفة تجارة وصناعة الكويت ضرار الغانم وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للاستثمار وديوان سمو رئيس الوزراء.

وحضرها من الجانب الأردني، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير العدل د.بسام التلهوني ووزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د.وليد المعاني ووزير الصناعة والتجارة والتموين د.طارق الحموري ووزير المالية د.عز الدين كناكريه.

وألقى رئيس الوزراء الأردني د.عمر الرزاز كلمة قالها فيها: سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، أصحاب المعالي والسعادة الكرام اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم أجمل ترحيب ضيوفا أعزاء وأشقاء نعتز بهم، فقد حللتم أهلا ووطئتم سهلا وتشرفنا بوجودكم بين أهلكم وأشقائكم في بلدكم الثاني المملكة الأردنية الهاشمية، ومن دواعي الغبطة والسرور أن نلتقي أخوة متحابين لنكمل عقودا من علاقات التآخي والتآلف الوطيد بين المملكة الأردنية والكويت ولنرسم معا ملامح واعدة لمستقبل يعكس عمق علاقات الأخوة والتعاون الوثيق بيننا، كما أن عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية- الكويتية المشتركة في دورتها الرابعة دليل راسخ على عمق العلاقات بين بلدينا الشقيقين، فاستمرار انعقاد اللجنة على مدار الأعوام الماضية يجسد تميز علاقاتنا وشراكاتنا الاستراتيجية التي أرسى دعائمها وأغناها الملك عبدالله الثاني وصاحب السمو الأمير، فتوجيهاتهما المستمرة كانت الدافع والمحفز للعمل دوما على الارتقاء بمستوى العلاقات والدفع بها نحو مزيد من التعاون والتكامل في جميع المجالات.

وأضاف: إن العلاقات الأردنية- الكويتية أصيلة بطبعها عريقة بمجدها مشرقة بحاضرها ومستقبلها وهي علاقات ثابتة دافئة يسودها التآزر وروح الأخوة والتضامن والتنسيق المشترك على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي في تنام مستمر وتطور دائم، ونحن كأردنيين نعتز بالمستوى الكبير الذي وصلنا إليه ونسعى دوما إلى تعزيزه ليبقى في إطار التميز والتكامل ولتبقى الروح الأخوية تتوج هذه الحالة المتجذرة من التآخي والتآلف، كما ان الأردن بطبيعة الحال لا ينسى وقوف الأشقاء الكويتيين إلى جانبه في مختلف الظروف والأحوال فهذه الوقفات المشرفة والكبيرة دليل قاطع على أصالة أهل الكويت ونخوتهم العربية الأصيلة وأخوتهم الصادقة، فقد كنتم السند والعزوة وأثبتم أن المسافة الفاصلة بين بلدينا الشقيقين هي مسافة وهمية، فكلانا نتقاسم فضاء واحدا ونتشارك في وحدة المصير والأمل والمستقبل الواعد بإذن الله. كما ألقى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك كلمة جاء فيها: الأخ عمر الرزاز رئيس وزراء المملكة الأردنية

يسرني بداية أن أعرب لكم عن بالغ الشكر والتقدير على دعوتكم لنا لزيارة بلدكم الشقيق وعن سعادتي البالغة لتلبية هذه الدعوة التي تشكل فرصة سانحة للالتقاء بأشقاء لنا لتبادل الآراء والأفكار التي تعزز من علاقات الأخوة الراسخة بين بلدينا وتمكننا الانطلاق إلى آفاق جديدة. وتابع المبارك: نعرب عن اعتزازنا لمستوى علاقات الأخوة الكويتية الأردنية ونؤكد سعينا لتعزيزها وتوطيدها في كل المجالات، كما نؤكد وقوفنا التام مع الشقيقة الأردن لتجاوز ما تمر به من ظروف دقيقة، معربين عن قناعتنا بأن ما تتميز به قيادة هذا البلد الشقيق من حنكة وحكمة ستكون قادرة على تجاوز هذه المرحلة، كما أن تحرك الكويت لدعم أشقائنا في الأردن مؤخرا وبتوجيهات سامية من صاحب السمو تأتي لتعكس روح الأخوة وإدراكا لأهمية الأردن إقليميا ودوليا وتجسيدا لشراكة استراتيجية مع البلد الشقيق، ونعرب عن اعتزازنا لتبوؤ الكويت المرتبة الأولى عربيا والثاني عالميا بحجم الاستثمارات في الأردن والتي بلغت خمسة مليارات ونصف مليار دينار كويتي ونؤكد سعينا لزيادة هذه الاستثمارات بما يعزز الاقتصاد الأردني ويخلق فرص العمل لشعبه الشقيق.

وزاد: نؤكد هنا أهمية الاجتماع المقبل نهاية شهر الجاري في لندن لدعم الاقتصاد الأردني كما نؤكد مشاركتنا فيه ودعمنا لمقاصده النبيلة، ونتطلع إلى انعقاد أعمال الدورة الرابعة للجنة العليا الكويتية ـ الأردنية والتي تتزامن مع هذه الزيارة والتي تشكل رافدا جديدا في سبيل تعزيز علاقاتنا الراسخة.

وشهد المبارك حفل افتتاح المبنى الجديد لسفارتنا لدى المملكة الأردنية الهاشمية.

وأشاد سمو رئيس الوزراء بالجهود التي تبذلها سفارتنا في الأردن لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تجسيدا للديبلوماسية الكويتية التي أرسى دعائمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، منوها بالدور الذي تقوم به السفارة والقائمون عليها في رعاية مصالح المواطنين الكويتيين المقيمين أو الزائرين وتوفير جميع السبل والمساعدات التي قد يحتاجون إليها.

هذا، ووصل سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك والوفد المرافق لسموه إلى العاصمة عمان في زيارة رسمية للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة تستغرق يومين، وكان في مقدمة مستقبلي سموه عند وصوله مطار عمان المدني رئيس الوزراء الأردني د.عمر الرزاز، حيث جرت لسموه مراسم الاستقبال الرسمية وعزف السلامان الوطني الكويتي والملكي الأردني ثم أدى حرس الشرف التحية.

ويرافق سموه وفد رفيع المستوى يضم كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير المالية د.نايف مبارك الحجرف ووزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان ووزير التربية ووزير التعليم العالي د.حامد العازمي ووزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة المستشار د.فهد العفاسي ونائب وزير الخارجية خالد الجار الله ورئيس وفد غرفة تجارة وصناعة الكويت ضرار الغانم وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للاستثمار وديوان رئيس مجلس الوزراء.

15 اتفاقية ومذكرة تفاهم

عقب المباحثات احتفل الجانبان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين والتي شملت المجالات التالية:

1- مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة والجيولوجيا.

2- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعاون الإسكاني والتنمية الحضارية.

3- مذكرة تفاهم في مجال الشؤون الاجتماعية، ووقع الاتفاقيات وزير المالية د.نايف الحجرف ومن الجانب الأردني وزير المالية د.عزالدين كناكريه.

4- اتفاق في المجال الإعلامي.

5 - اتفاق في مشروع البرنامج التنفيذي في مجال حماية البيئة لعامي 2019-2020.

6- اتفاقية منحة بقيمة 6 ملايين دولار أميركي لتمويل مشروع إنشاء وتجهيز مدرستين أساسيتين في محافظة العاصمة.

7 - اتفاقية معدلة لاتفاقية إعادة جدولة الديون المترتبة على الأردن لصالح الصندوق الكويتي للتنمية، ووقع الاتفاقيات عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وعن حكومة الأردن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.

8 - برنامج تنفيذي للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

9 - مذكرة تفاهم في المجال التربوي والتعليمي، ووقع الاتفاقيتين وزير التربية ووزير التعليم العالي د.حامد العازمي وعن الجانب الأردني وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي د.وليد المعاني.

10 - مذكرة تفاهم في مجال الأرصاد الجوية.

11 - برنامج تنفيذي في المجال السياحي.

12 - مشروع برنامج تنفيذي في المجال الصناعي.

13 - مذكرة تفاهم في مجال المدن الصناعية، ووقع الاتفاقيات وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان وعن الجانب الأردني وزير الصناعة والتجارة والتموين د.طارق الحموري.

14 - مذكرة تفاهم حول تبادل الخبرات في مجال التعاون القانوني والقضائي.

15 - مذكرة تفاهم بين مركز الملك عبدالله الثاني للتميز بالمملكة الأردنية والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، ووقعها عن الجانب الكويتي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.فهد العفاسي وعن حكومة المملكة وزير العدل د.بسام التلهوني.

6 ملايين دولار منحة كويتية للأردن لاستيعاب تداعيات اللجوء السوري

عمان - كونا: وقّع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والحكومة الأردنية أمس اتفاقية يقوم الصندوق بمقتضاها نيابة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتقديم منحة بقيمة 6 ملايين دولار أميركي للإسهام في تمويل مشروع إنشاء وتجهيز مدرستين أساسيتين في محافظة العاصمة عمان تلبية للاحتياجات التعليمية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة في الأردن. ووقع اتفاقية المنحة نيابة عن الصندوق الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الشيخ صباح الخالد فيما وقعها نيابة عن الحكومة الأردنية وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.

وقال مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية عبدالوهاب البدر لـ «كونا» عقب مراسم حفل التوقيع التي أقيمت بمقر رئاسة الوزراء الأردنية ان المنحة مخصصة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للإسهام في خطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن.

وأضاف البدر ان قيمة المنحة مخصصة لإنشاء وتجهيز مدرستين أساسيتين في العاصمة عمان وتنفيذ الأعمال المدنية للفصول التعليمية والتدريبية والإدارية وتزويدهما بالأثاث والتجهيزات التعليمية والإدارية اللازمة والخدمات الهندسية والتصاميم.

وذكر ان المشروع يهدف الى المساهمة في تلبية الاحتياجات التعليمية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة في الأردن من خلال رفع مستوى الخدمات التعليمية المقدمة لهم، وذلك لضمان استمرارية تقديمها في المناطق التي تشهد تركزا للاجئين فيها.

وبين ان المنحة التي يقدمها الصندوق نيابة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هي عبارة عن مساهمة تندرج ضمن المساهمات غير الحكومية وتعهدت بها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار على مدى 3 أعوام لدعم مشاريع وأنشطة توفر فرصا تعليمية للاجئين السوريين في الدول المستضيفة لهم في إطار الدعم الذي تعهدت به الكويت في مؤتمر المانحين الرابع المنعقد في لندن.

ووفق بيانات رسمية فقد قدم الصندوق للحكومة الأردنية 26 قرضا لتمويل مشروعات في قطاعات مختلفة بلغ إجمالي قيمة هذه القروض حوالي 166.7 مليون دينار سحبت بالكامل وسدد منها حتى مطلع فبراير الجاري مبلغ 91.3 مليون دينار.