اكتمال "صفقة القرن" وتسليمها لترامب

 لـ"الاحتلال" الحق بضم المستوطنات الكبرى والسيادة على "الأقصى"

 

ـ دولة فلسطينية على 90% من الضفة وتبادل أراض بينها وبين "إسرائيل"

 

عواصم ـ وكالات

قال مسؤولون أمريكيون إن خطة السلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف باسم "صفقة القرن"، قد اكتملت، وتم تسليم تفاصيلها للرئيس الامريكي رولاند ترامب".

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة، امس القول إن ترامب سعيد بما جاء في الوثيقة.

وأضافت: "يبلغ طول وثيقة المشروع في 175 إلى 200 صفحة، وأقل من خمسة أشخاص يمكنهم الوصول إلى الوثيقة الكاملة" وذلك بحسب مصادر رفيعة المستوى لشبكة "فوكس نيوز".

وذكرت، أن السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان وكبير مستشاري البيت الأبيض جارد كوشنر والمبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، اطلعوا الرئيس عدة مرات على تفاصيل الصفقة.

وقالوا، إنه من غير المحتمل إطلاق الصفقة قبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة في 9 أبريل/ نيسان، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية "لن نفعل أي شيء يهدد أمن إسرائيل".

ومن المقرر أن يزور كوشنر العاصمة البولندية وارسو، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لحضور قمة تستضيفها الولايات المتحدة وبولندا لمناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالشرق الأوسط، بما في ذلك السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

ونقلت "فوكس نيوز" عن المسؤولين قولهم، إن اجتماعات كوشنر في وارسو تمثل فرصة كبيرة للإدارة لتذكير الشركاء الإقليميين بأن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يعزز الجهود الأمريكية لمواجهة التأثير الإيراني في الشرق الأوسط.

وفي نهاية الشهر، من المتوقع أن يسافر كوشنر مع جرينبلات إلى خمس دول عربية لمناقشة تفاصيل اتفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مع زعماء المنطقة في الوقت الذي يحاول فيه كسب المزيد من الدعم للخطة.

وقال مسؤولو الإدارة إن ترامب متفائل بشأن قدرة الخطة على المضي قدما، وذكر أحدهم "وضعنا في الاعتبار مجموعة مختلفة من الظروف".

يأتي ذلك، بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن معلومات تحسم الجدل حول التطبيع بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل".

وذكر موقع قناة "i24"، أن الرياض غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" أو الموافقة على "صفقة القرن" التي يعدّها الرئيس ترامب، دون أن يقدّم الجانب الإسرائيلي تنازلات للفلسطينيين.

وكانت قناة التلفزة الاسرائيلية 13 كشفت الأربعاء الماضي، النقاب عما قالت إنها البنود الرئيسة لخطة التسوية الأميركية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، فيما سارع المبعوث الأميركي للمنطقة جيسون غرينبلات إلى التشكيك بهذه البنود واعتبارها "غير دقيقة".

وحسب التقرير الذي بثته القناة، فإن الخطة "تمنح "إسرائيل" الحق في ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، إلى جانب فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى".

وتنص الخطة، وفق التقرير، على "تدشين دولة فلسطينية على 85-90% من الضفة، على أن يتم الإعلان عن عاصمة لهذه الدولة في أحياء من القدس الشرقية المحتلة، في حين أن أحياء أخرى في المنطقة سيتم إلحاقها بـ"عاصمة إسرائيل".

ورغم أن الخطة تتضمن تجميد البناء في المستوطنات التي تم تدشينها في أطراف الضفة، إلا أنها في المقابل تنص على عدم إزالة أية مستوطنة، مما يعني أن عشرات المستوطنات ستظل قائمة داخل الدولة الفلسطينية المقترحة.

وأشارت القناة إلى أن الخطة "تنص أيضاً على تبادل أراض بين الدولة الفلسطينية العتيدة وإسرائيل، دون إيضاح طابع المعايير الذي يتم على أساسها هذا التبادل".

وحسب القناة، فإن "إدارة ترامب ستقوم بالإعلان عن الخطة بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل/نيسان المقبل، مشيرة إلى أن واشنطن تتوقع أن يرد الجانب الفلسطيني برفض الخطة".

وقال بارك رفيد المعلق السياسي في القناة، إنه حصل على بنود الخطة من خلال قيام مسؤول كبير في إدارة ترامب أخيراً، بإطلاع عدد من الصحافيين على فحواها.

في المقابل، رد المبعوث الأميركي للمنطقة جيسون غرينبلات على ما نشرته القناة بأنه "غير دقيق". وفي تغريدة كتبها فجر امس على حسابه في "تويتر"، قال إن "عددا قليلاً من الأشخاص فقط على علم ببنود الخطة الأميركية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وتتعارض الخطة التي كشفتها القناة الإسرائيلية مع الكثير من التسريبات التي زخرت بها وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية والعربية بشأن "صفقة القرن"، التي أشارت إلى أن الخطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في شمال سيناء.