تقرير «الصندوق» شهادة «نجاح» لـ «مبادرة لندن»
يستطيع الأردن أن يطمئن وأن يكون أكثر تفاؤلا، وهو يتوجّه الى مؤتمر «مبادرة لندن» نهاية الشهر الحالي بعد أن أظهرت نتائج تقرير بعثة صندوق النقد الدولي الى الأردن الخميس الماضي ( نجاح) برنامج الاصلاح المالي، وبذلك فالأردن يتوجّه الى الدول المانحة والداعمة بـ(رسالة ) دعم قوية بأن الأردن يستحق الدعم وأنه جاد في المضي قدما بالاصلاحات المالية وقد حقق - وفقا للتقرير - استقرارا ماليا ونقديا ومؤشرات ايجابية من حيث نمو كل من الصادرات والسياحة - على وجه التحديد - .
كما أن الاصلاحات المالية التي اتخذتها الحكومة في العام الماضي 2018، ومنها اقرار قانون ضريبة الدخل من شأنها تعزيز الايرادات الحكومية، الأمر الذي سيساعد على مواصلة تخفيض عجز الموازنة، ونسبة الدّين العام الى الناتج المحلي، وتجعلنا أكثر تفاؤلا بامكانية رفع معدلات النمو خلال هذا العام .
(شهادة) صندوق النقد الدولي التي سيقدمها الأردن لمؤتمر مبادرة لندن ستؤهله بلا شك للحصول على الدعم الدولي من المنح والقروض الميسرة، وبما يمكن من استيعاب كلفة اللاجئين متواصلة الارتفاع، اضافة الى الاستمرار في برنامج الاصلاح المالي والهيكلي .
واذا كان الأردن قد نجح في الاصلاحات المالية والهيكلية عام 2018، فهو يدخل عام 2019 وهو أكثر (تفاؤلا) برفع معدلات النمو من خلال المستجدات الاقليمية، والمتمثلة بفتح أسواق العراق وسوريا، وبدء مرحلة اعادة الاعمار التي يعوّل الأردن على حصة مهمة فيها، اضافة الى التوفير في أهم فاتورة مكلفة على الاقتصاد الاردني، وهي فاتورة الطاقة من خلال عودة (النفط العراقي- ولو بكميات قليلة) وعودة (الغاز المصري- ولو بخطوات تدريجية).
تقرير صندوق النقد الدولي هو (شهادة) و(رسالة) الى العالم، والى المانحين والمقرضين بدرجة خاصة على أن الأردن يستحق الدعم والوقوف الى جانبه، وأن الأردن يشكل بالفعل فرصة حقيقية للاستثمار، ولديه من عوامل النجاح الكثير، وفي مقدمتها: العنصر البشري الكفؤ والمؤهل، اضافة الى الموقع الجغرافي الذي يربط الشرق مع الغرب، ويشكل انطلاقًا لأعمال الاعمار في سوريا والعراق وبوابة أسواق الخليج.
تقرير صندوق النقد الدولي منحنا (الشهادة) التي نحتاجها الى مؤتمر «مبادرة لندن»، وبقي أن نحضّر باقي الملفات التي على ضوئها قد يتقرّر حجم المساعدات والاستثمارات التي يمكن الحصول عليها وجذبها من خلال مؤتمر مبادرة لندن.