الفلسطينيين خارج المساعدات الامريكية … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

منذ اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ويهود العالم تمهيدا لتنفيذ مشروع صفقة العصر الذي يتطلب تحقيق الصلح بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية وخاصة الكبرى ذات الموارد الاقتصادية الكبيرة والمساحات الواسعة والثروات البترولية الهائلة مقابل تطبيع العلاقات بين الجانبين السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية والتعليمية والفلسطينيين يتعرضون لمختلف انواع الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية من اسرائيل والولايات المتحدة لحملهم على الموافقة على مشروع صفقة العصر والانضواء تحت لواء واشنطن وتل ابيب …

في اطار الضغط الامريكي الهائل على السلطة الفلسطينية مارست واشنطن ضغطا هائلا على الفلسطينيين تمثل بتخفيض المساعدات الامريكية لوكالة التنمية بالامم المتحدة لاقامة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والانروا باكثر من ٦٥ مليون دولار كخطوة على طريق وقف تمويل الاونروا التي تقدم خدماتها التعليمية والصحية والبيئة لابناء اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات نزولهم في مناطق الاونروا الخمس في الاردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية الامخر الذي ادى الى تخفيض حجم المساعدات التي تقدمها واشنطن للاونروا …

اسرائيل بدورها ضيقت على الاونروا خدماتها في الضفة الغربية وقطاع غزة ما زاد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناطق تواجدهم ولم تكتف واشنطن بذلك فحسب وانما طالبت اسرائيل من الامم المتحدة بوقف عمل الاونروا والغائها من الوجود لزيادة الضغط على اللاجئين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية لارغامهم على المضي قدما في المفاوضات مع اسرائيل …

هذا العام ضاعفت الولايات المتحدة ضغطا جديدا على الفلسطينيين من خلال وقف برامج وكالة التشغيل الامريكية في الضفة الغربية ولفترات طويلة متوقفة هذه الوكالة تماما وكذلك في قطاع غزة الذي يخضع لحصار امريكي واسرائيلي منذ ١٢ عاما ومعاناة الفلسطينيين واخضاعهم للمزيد من الضغوط للتعامل مع المشاريع الامريكية والاسرائيلي.

لقد بدأت وكالة التنمية الامريكية بوقف مشاريعها في القدس والضفة الغربية منذ بداية الشهر الحالي لاحكام الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم لجلبهم الى مائدة المفاوضات مع اسرائيل التي لم تتوقف عن تنفيذ مشاريعها الاستيطانية ومصادرة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس لاقامة المزيد من المستوطنات الجديدة وتسمين المستوطنات القائمة واقامة الطرق الالتفافية حولها حتى لا يضطر المستوطنون الى المرور بقرى الفلسطينين واراضيهم في طريقهم الى مستوطناتهم بحيث اضحت مساحة المستوطنون في الضفة الغربية نحو ٤٥ في المائة من اراضيها بما فيها القدس التي يفترض ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المعتزم اقامتها الى جانب فلسطين.

الوكالة الامريكية للتنمية تقدم مشاريع زراعية وصناعية وحرفية في الاراضي الفلسطينية قيمتها ٣٠٠ مليون دولار ووقف هذه المشاريع والمساعدات يخرج الفلسطينيون من اطار المساعدات الامريكية ما يزيد معاناتهم الاقتصادية ويضاعف مصالحهم السياسية والاجتماعية ويعقد اوضاعهم المعيشية ويزيد تفاقم مشكلة البطالة والفقر في ظل الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها ..

اهداف امريكا ممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين لحملهم على تقديم التنازلات امام واشنطن وتل ابيب وانخراطهم في مشروع صفقة القصر الا ان الفلسطينيين يسلكون العديد من الخيارات وعدم الرضوخ امام امريكا واسرائيل من خلال التضامن والتصدي لها والتمسك بالارض والاصرار على المقاومة والتحرير … !!!