حبا في الأردن...ارحل دولة الرئيس قبل أن تُرحّل

 

د. خليل ابو سليم 

          يبدو أن الرزاز ما زال مصرا على أن لا يترك الرابع قبل أن يزرع كل محاسيبه ومعارفه في كافة مفاصل الدولة، والذي يبدو أيضا أن دولته ما زال يمارس الاستهبال و الاستغفال على شعب بات يحفظ عن ظهر قلب كل الاقوال التي يتشدق بها في حله وترحاله عن سيادة القانون والعدالة المزعومة وتكافؤ الفرص والنزاهة والشفافية.

 في مقال سابق قلت أن الرئيس انتظر عدة شهور حتى ينهي احد أصدقائه مشوار عمله في الخليج العربي، وبقي محتفظا له بموقع شاغر لمدة زادت عن الأربعة شهور، ثم أجرى مقابلات وهمية ولا أساس لها من الصحة، وفي نهاية الأمر لم يكن ولن يكون إلا ما أراده الرئيس، ألا وهو تعيين صديقه في منصب مدير عام الضمان الاجتماعي.

 اليوم يطل علينا دولته من نفس النافذة ويباغتنا بجملة من التعيينات التي تحمل أنفاس الشللية والمحسوبية التي يدعي محاربتها، ويبدو جليا أيضا أنه ما زال مستمتعا بتلك السيمفونية التي يعزف على أوتارها، ليفاجئنا بدفعة من التعيينات الخرافية - وأرجو أن لا أكون مخطئا ببعض الحروف- في خمسة من المواقع القيادية، والمزاد ما زال مفتوحا للمزيد من التعيينات. سبق ذلك كله تعديلان وزاريان حملا نفس الأنفاس، غير عابئ بما يقال عنه في الشارع، وضاربا عرض الحائط بكل القيم التي يتغنى بها، ولعله سجل سابقة تاريخية في السياسة الأردنية عندما أكمل مسيرة من سبقوه وقام بإلغاء وزارتين بعد إنشائهما من اجل أن يتولا أمورهما من الهابطين علينا بالمظلات، وحتى يثبت الرئيس أن لا غنى له عن تلك الوزيرة، اسند لها وزارة السياحة.

 نعم يا دولة الرئيس، أنت من يضحك على الشعب، وأنت من مارس الشللية والعنصرية والجهوية والطائفية والإقليمية وحتى الانبطاحية أمام نزواتك ورغباتك الجامحة، ولعلي أقولها دون مواربة، إن كان من سبقوك قد أفسدوا الاقتصاد والمالية الأردنية، فأنت من أفسد الإدارة الأردنية وأسس لحقبة غير مسبوقة في تاريخ الفساد الإداري، ولا أظنني مبالغا إذا قلت انك ولجت التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن سجلت اسمك فيه بأحرف من سواد.

اليوم أقولها ولست خائفا على شيء بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، ارحل يا رزاز غير مأسوف عليك، أنت وكل من عينتهم من وزراء ومدراء ومسؤولين، وستبقى لعنة الأردنيين تطاردك من زاوية إلى زاوية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وصدق الشاعر صالح عبد القدوس عندما قال: لا خير في ود امرئ متملق              حلو اللسان وقلبه يلتهب

 يعطيك من طرف اللسان حلاوة

   ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

 مع الاعتذار للثعلب طبعا.//