العقبة... لأكثر من مرة


عامر الحباشنة

في ظل الانفتاح الإعلامي المتخصص وغيره من أعلام الهواة المفتوح، تحضر العقبة كمنطقة إقتصادية خاصة في المشهد الإعلامي من خلال المتابعات والأحاديث والتصريحات ألتي تصدر عن هذه الجهة او تلك،  ولعل الأشهر الماضية شهدت اكثر من عنوان تعلق بأحداث ومشاريع تشهدها المنطقة الاقتصادية الخاصة، وهذا أمر طبيعي بل ومطلوب كعملية رصد وتوثيق ومتابعة لما تشهده المنطقة الاقتصادية، وعندما تصدر المواقف والأحاديث من غير الجهات الاعتبارية فذاك يقع في إطار الجو العام السائد والمتخم باعلام التواصل الاجتماعي واثيره ومحطات التلفزة الخاصة والرسمية، حيث فسيفساء الصورة التي يختلط بها المداحون والناقدون والغاضبون والمحبطون مع تداخل هنا وهناك عنوانه الاهواء والاسقاطات الشخصية النابعة من اختلاط المعلومة بالانطباع.

هذا كله لا يضير، بل هو سياق طبيعي، لكن ما اود التركيز عليه هنا، المواقف والتصريحات التي يصدرها الأشخاص والمسؤولون ممن يحملون الصفات الاعتبارية والقادرون على أخذ المعلومة من مصادرها وتمحيصها بعيدا عن الدعائية والاهواء وذلك بحكم المسؤولية الاعتبارية لأولئك الأشخاص والذوات.، فمثلا عندما يصرح احد ومن موقع مسؤول ابان هدم الصوامع القديمة ويسأل مستنكرا، هل تم بناء البديل وكأنه غائب عن المشهد، وعندما يمارس مسؤول هواية الحكمة باثر رجعي في تقيبم هذا الأمر أو ذاك وكأنه لم يكن صاحب قرار، فتلك ظاهرة تستحق القراءة والتحليل.

العقبة كتجربة تراكمية حالها حال الوطن وليست جزيرة معزولة، فهي متأثرة بما يحصل وطنيا واقليميا سلبا كان ام إيجابا، ولتلك التجربة الممتدة لعقدين من الزمن الكثير من الإيجابيات مثلما هناك كم من الملاحظات والزوايا غير المضاء عليها بقصد او بغير قصد.

لذلك، فإن الإعلام المسؤول مطلوب منه البحث في التجربة عبر قراءة استقصائية لا استعراضية ولا دعائية، تقرأ المشهد وتساعد على تقييمه، والمسؤولون المناط بهم نقل الصورة ممارسة الإضاءة على ما حصل ويحصل انطلاقا من قناعات بعيدا عن ردود الفعل وسطوة الإعلام المفتوح عبر منهجية واضحة.

لذلك أنه حان الوقت لعقد لقاء وطني موسع تشترك به الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية وبمشاركة الفاعلين ممن يمتلكون ملاحظات، لقاء يضع النقاط على الحروف ويلغي المناطق الضبابية التي يقتات عليها البعض ويستثمر بها لغير هدف وغاية.

في العقبة تحقق الكثير من الإنجازات وهناك تجارب ناجحة يمكن تعميمها تخدم في النهاية نجاح التجربة للغاية التي تأسست لها، وأن كانت هناك ملاحظة او اجتهاد أخطأ فهذا لا يلغي تلك الإنجازات، فلا نحمل التجربة اكثر من طاقتها فهي في البدء والنهاية بنت المرحلة ومتاثرة بها ذاتيا وموضوعيا،

ختاما، إذا استطعنا أن نعظم الإيجابي والتاشير على السلبي فإننا نؤسس لاشتباك إيجابي يقود بالضرورة لفهم ما يجري والبناء لمواجهة تحديات حقيقية يواجهها المجتمع والجميع وبغير ذلك فليحفظ كل روايته ويبقي متمسكا برايه والخاسر عندها نحن جميعا.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.//