تقدير استراتيجي "اسرائيلي" يدعو الى إعادة لبنان للعصور الحجرية

 

مركز أبحاث الأمن القومي: واشنطن ستتخلى نهائيا عن سورية وترِكَت "إسرائيل" وحدها

 

القدس المحتلة ـ وكالات

دعا تقدير استراتيجيّ "اسرائيلي"، إلى تنفيذ نظرية الضاحيّة الجنوبيّة في بيروت عام 2006، أيْ تدميرها كليًّا، ولكن على جميع أنحاء لبنان، أوْ كما قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الأمن سابقًا "سنُعيد لبنان إلى العصر الحجريّ".

يذكر أنّ القائد العّام السابِق لجيش الاحتلال الجنرال احتياط غادي آيزنكوط، هو الذي وضع نظرية الضاحية وطالب بتطبيقها على الدولة اللبنانيّة.

وتابع التقدير، الذي أصدره مركز أبحاث الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، انه يجب على "إسرائيل"، الترويج لحملةٍ دوليّةٍ لفضّ الاشتباك مع إيران في لبنان، وتحسين فعالية قوة (اليونيفيل) في "فضح" نشاط حزب الله على الحدود، ومُطالبة الدولة اللبنانيّة بتنفيذ الالتزام بالقرارات الدوليّة القاضية بإبعاد عناصر حزب الله من الحدود، وتحضير الشرعيّة الدوليّة لتأييد استخدام "إسرائيل" القوّة العسكريّة ضدّ البنيّة التحتيّة اللبنانيّة، في حال قام حزب الله بالتصعيد وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيّار وقواتٍ بريّةٍ باتجاه الأراضي "الإسرائيليّة".

ورأى التقدير أنّه من المتوقع في عام 2019 أنْ يطلب من "إسرائيل" تقديم رد، أوْ على الأقل التصدّي لتحدّيات رئيسيّة في سوريّة والجبهة الشماليّة بشكلٍ عامٍّ، وهي ان، "سوريّة لن تعود إلى حالتها ما قبل الحرب، وسيبقى الأسد حاكمًا "ظالمًا" يعتمد على حلفاء الخارج".

واضاف، "لن تكون روسيا قادرة على إقامة نظام مستقر وفعال في جميع أنحاء سوريّة "، اما "واشنطن فستتخلّى نهائيًا عن سوريّة، وسيصبح هذا البلد تحت النفوذ الإيرانيّ والروسيّ"، في حين ان "إيران وحزب الله، سيستمران بالتمركز العسكريّ في سوريّة ولبنان، وستبقى إيران في المنطقة".

اوضح التقدير انه، "سيتم تخفيض مجال نشاط إسرائيل العسكريّ بسوريّة، وإذا قررت العمل ضدّ الصواريخ الدقيقة لحزب الله، فإنّ ذلك سيزيد من خطر التصعيد على الجبهة اللبنانيّة وتوسعها في الساحة الشمالية كلها"، واضاف، ان القنوات السياسية، ولا سيما "أستانا وجنيف"، ستفشل بسدّ الفجوات الضخمة بين العناصر المتشددة والقوى الإقليمية والعالمية المعنية في سوريّة".

وتابع، "في الوقت الحالي، سمحت روسيا وتركيّا لإيران بتعزيز نفسها في سوريّة، وهو اتجاه من المُتوقّع أنْ يزداد بسبب الانسحاب الأمريكيّ، لافتًا إلى أنّ الانسحاب الأمريكيّ له عدة آثار بالنسبة لإسرائيل: وهي ان مهمة القضاء على خلايا (داعش) ما زالت بعيدة عن نهايتها، ومن المرجح أنْ ينجح "نظام الأسد" في الاستيلاء على شرق سوريّة، فيما روسيا وإيران، حققتا هدفهما، وبالتالي تُرِكَت إسرائيل وحدها في هذه الحملة ضدّ ترسيخ إيران في سوريّة"، كما أكّدت الدراسة.

وأردف التقدير، الذي عكف على إعداده كوكبة من الباحثين، "أنّه لدى إسرائيل مصلحة في تنفيذ عملية إعادة تأهيل سوريّة مع التركيز على جنوب سوريّة".

وشدّدّ التقدير الذي تمّ تسليمه لرئيس كيان الاحتلال في حفلٍ رسميٍّ، "على أنّه يتعين على "إسرائيل" صياغة إستراتجيّةٍ جديدةٍ فيما يتعلّق بالجبهة الشماليّة، وعلى وجه الخصوص اللبنانيّة".