مؤتمر يناقش المنظمات العابرة للحدود والأمن في المنطقة الأورو- متوسطية

أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة "أن الأمن بعنوانه الواسع هو محور اهتمامنا وسياستنا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني" .
وقال القضاة: إن وجودنا ضمن محيط مشتعل بالنار يحتّم علينا كمؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث ودراسات سياسية واستراتيجية الوعي الكامل بهذه الأحداث لنكون قادرين على التعامل معها برؤية واضحة؛ لا تقتصر على ردة الفعل الآنية بل على فهم واسع لطبيعة الأحداث بأبعادها كافة.
وأضاف خلال افتتاحه اليوم المؤتمر العلمي الدولي "المنظمات العابرة للحدود والأمن في المنطقة الأورو- متوسطية" الذي نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مشروع "باورز" (السلام والحرب والعالم في مشروع التحديات الأمنية الأوروبية) ضمن شبكة "جان مونيه" بدعم من برنامج الاتحاد الأوروبي إيرازموس بلس، أنه يتوجب علينا فوق ذلك أن نكون قادرين على تحديد مسارنا وتحمّل مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية والعالمية أمام الأزمات والتحديات.
وأوضح مدير المركز الدكتور موسى شتيوي، من جهته، أن المنطقة والعالم قد شهد بروز تنظيمات متطرفة وعنيفة عابرة للحدود لعبت دورا كبيرا في تأجيج الصراعات داخل دول عديدة في الشرق الأوسط إضافة للخسائر البشرية التي نتجت عن هذه الصراعات .
واشار إلى أن الأردن لم يكن يوما بمنأى عن الاستهداف المستمر لهذه التنظيمات لأمنه واستقراره، ولكنه بقي عصيا عليها وحافظ على استقرار أمنه بفضل قيادة الملك الحكيمة ورؤيته الثاقبة لطبيعة هذه التنظيمات والخطر الذي تشكله من جهة وبفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ووحدة الشعب الأردني والتفافه حول قيادته وأجهزته الأمنية من جهة أخرى.
ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه تسع جامعات من دول روسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا إضافة إلى الأردن، مواضيع تتعلق بالتهديدات الأمنية للمنطقة الأورو – متوسطية والتعاون الأمني العابر للحدود في مجال الهجرة القسرية وغيرها؛ ليكون الحوار بناء ومثمرا وممنهجا يمكن من خلاله الوصول إلى رؤى مشتركة وتوافقية؛ لأن التعددية وتبادل المشورة والخبرة يثريان النقاش وتجعل النتائج أكثر دقة وصوابا.
وقدمت رئيسة وحدة المشاريع والبرامج الدولية منسقة شبكة باورز ألا أكولشينا، بدورها، نبذة عن الشبكة ومهامها المناطة بها مشيرة الى ان المؤتمر سيبحث مواضيع حيوية تشمل جميع البيئات في كل دول العالم.
وعقب حفل الافتتاح ألقى وزير الخارجية الأسبق عبد الإله الخطيب الكلمة الرئيسية للمؤتمر موضحا فيها أن هناك دولا في هذه المنطقة لا يوجد فيها منظمات عابرة للحدود، وأن عملية مكافحة العنف تحتاج أن يكون لدينا هياكل قوية معززة بما يكفي لتحقيق أمن مستدام.
ولفت الخطيب إلى أن إعادة بناء الدولة الوطنية بشكلها الصحيح كفيل بحد ذاته لحلول الأمن في المنطقة، مشددا على ضرورة أن نكون ناجحين في بناء مجتمعات "مدمجة" عادلة وشرعية يتم من خلالها سياقة الناس والخدمات والأموال والأفكار، وتطرق الخطيب إلى الأسباب الجذرية لانعدام الأمن وعدم الاستقرار ودور الصراع الفلسطيني في ظهور المجموعات السياسية التي تحول دون حالة الاستقرار المطلوبة.
يشار إلى أن المؤتمر يجمع عددا من الأكاديميين والخبراء العالميين من البلدان الرئيسية من أجل خلق حوار علميّ وعلني حول القضايا الأمنية المستجدة، وسيناريوهات الأمن المستقبلية في المنطقة الأورو- متوسطية، إلى جانب ما تعلق ببعض التهديدات والمخاطر المجهولة، والسياسات والتعاون الأمني العابر للحدود، وتأثير الهجرة القسرية على الأمن الأوروبي المتوسطي.