فنزويلا … واجواء الحرب الباردة … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

المشكلة التي تعيشها فنزويلا حاليا تعيد الى الاذهان الفترة التي عاشها العالم خلال الحرب الباردة التي امتدت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي من حيث استقطاب الدول من قبل العسكريين الغربي الذي تمثله الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الغربية والشرقي الذي يمثله الاتحاد السوفييتي والدول الحليفة حيث كانت كوبا مصدر الخلاف والاستقطاب الا ان الاتحاد السوفييتي تمكن من المحافظة على استقلالها وعدم سقوطها بيد الامبريالية الامريكة رغم وصول الخلافات السوفيتية الامريكية قاب قوسين او ادنى من الحرب بعد اصرار امريكا على تفتيش الاسطول السوفييتي الذي توجه الى كوبا …

نقطة الشبه الثانية بين كوبا وفنزويلا ان العالم انقسم الى قسمين بين مؤيد لفنزويلا واستقلالها سياسيا واقتصاديا وبين مؤيد للسياسة الامريكية في احتواء فنزويلا والهيمنة عليها ويشمل ذلك الدول الكبرى والمتوسطة والصغرى على حد سواء حيث تدعم روسيا الرئيس امادور وحكومته يساندها في ذلك عدد من اعضاء مجلس الامن الدولي خاصة الصين وعدد من الدول الاوروبية الكبرى مثل اسبانيا والمانيا اللتين تدعمان الانقلابيين برئاسة رئيس البرلمان الذي اعلن نفسه رئيسا لفنزويلا بالوكالة الذي يحظى بدعم الادارة الامريكية وكل من فرنسا وبريطانيا وغالبية الدول الاوروبية ولا ينحصر انقسام دول العالم على القارة الاوربية وانما شمل ذلك دول امريكا اللاتينية الوسطى التي انقسمت بين مؤيد لحكومة الرئيس امادور ومؤيد لرئيس البرلمان …

ربما يكون الدور المهم الذي يدور حول محور اسبانيا المانيا الداعم لرئيس البرلمان كون اسبانيا المستعمر السابق لامريكا اللاتينية والوسطى حيث استعمرت دول هذهي القارة باكملها باستثناء البرازيل التي كانت من حصة البرتغال …

الاهتمام بفنزويلا يكمن في كونها من اكثر دول العالم احتياطا للبترول الذي ينسجم عنه ثروة هائلة في البلاد تقدر بمليارات الدولارات وكونها من اهم دول منظمة الاوبك المصدر للبترول التي تلعب دورا رئيسيا في تحديد الاسعار والتحكم بها بالاضافة الى تواجد اعداد كبيرة من الجماعات الثورية واليسارية المعادية للامبريالية الامريكية المؤيدة للافكار اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي تمت وترعرعت في الاتحاد السوفييتي السابق وجمهورية الصين الشعبية علاوة على كونها منشأ للثوار الذين حاربوا الامبريالية الامريكية مثل جيفارا وكاسترو وقاعدة الحركات المكافحة للاستثمار.

من الواضح ان هناك صداما حول السلطة في فنزويلا رغم الديمقراطية التي تتبناها البلاد حيث جرت انتخابات برلمانية ورئاسية في شهر مايو ايار الماضي اسفرت عن فوز امادورا برئاسة البلاد الا ان المعارضة فازت برئاسة البرلمان التي حاولت قلب نظام الحكم الا انها فشلت ما حدا برئيس البرلمان الى اعلان نفسه رئيسا للبلاد بالانابة الا ان المؤسسة العسكري اعلنت تأييدها للرئيس امادورا فيما انقسمت دول العالم بين مؤيد للرئيس امادورا ورئيس البرلمان …

المخاوف تتزايد من احتدام صدام عسكري بين دول تؤيد الرئيس امادورا مثل روسيا والدول الاشتراكية السابقة ودول تؤيد رئيس البرلمان مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغالبية الدول الاوروبية ما قد يتسبب في حرب عالمية ثالثة او مقاطعة اقتصادية بين دول العالم والمطلوب لحل الخلاف في فنزويلا من خلال الحوار او اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة… !!!