الاحتلال: قدرات سلاح المدرعّات السوري تحسّنت كثيرًا

جنرال إسرائيلي: "السلاح" ما زال لاعبًا مهما جدًا بالشرق الأوسط

 

القدس المحتلة ـ وكالات

مع بدء تعافي سوريّة وفشل رهانات الاحتلال الاسرائيلي، بدأت المصادر الأمنيّة في تل أبيب تُسّرب معلومات سريّة للإعلام حول قوّة الجيش السوريّ، واللافِت، أنّ المُحللّين والخبراء ومراكز الأبحاث في إسرائيل باتوا يُشدّدون على أنّ ما يُطلِقون عليها بـ”حرب لبنان الثالثة” ستكون بمُشاركة سوريّة، وهو ما يُمكِن اعتباره بمثابة إقرارٍ اسرائيلي بقوّة الجيش السوريّ، رغم الحرب التي ما زالت مُستمرّة هناك منذ ثمانية أعوامٍ.

ولم تكن التقديرات الإستراتيجيّة الإسرائيليّة في الأعوام المُنصرِمة تأخذ بعين الاعتبار قوّة الجيش السوريّ، ولكن الآن باتت تخشى سلطات الاحتلال تدّخل هذا الجيش في أي حرب مُقبِلة الى جانب حزب الله اللبنانيّ، وإيران، او المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.

وفي هذا السياق من المُفيد العودة إلى الوراء قليلاً، فقد رأى القائد السابِق لسلاح المدرعات الإسرائيليّ الجنرال شموئيل أولنسكي أنّه من السابق لأوانه نعي القوات المُدرعّة السوريّة، التي باتت أكثر تدريبًا بسبب حالة القتال التي تعيشها منذ حوالي سبعة أعوام، لافتًا إلى أنّها ما زالت لاعبًا مهمًا جدًا في الشرق الأوسط، رغم التآكل الذي يسببه القتال في قوتها، على حد تعبيره.

وطالب من القادة العسكريين والأمنيين الكفّ عن طمأنة الجمهور عبر نعي قدرة الجيش السوريّ المدرعة نتيجة الأزمة، ووردت أقواله في حديث أدلى به لموقع موقع (ISRAEL DEFENSE)، مضيفا ان جيش الاحتلال يعلم أنّ سلاح المدرعات السوري بات أكثر تدريبًا اليوم لأنّه يُحارِب.

وأشار إلى أنّه في حالة احتكاكٍ دائمٍ ومستمّرٍ، ولكنه استدرك قائلاً إنّه على الرغم من ذلك، فإنّ ثمة تآكل لديه مردّه القتال المُتواصِل، إلا أنّه لا يزال قائمًا، مُوضِحًا أنّ المُدرعّات السوريّة هي بالتأكيد لاعبٌ جديٌّ بالشرق الأوسط، ولا حاجة إلى المُسارعة إلى نعي قدرة المناورة البريّة للجيش السوري، على حد تعبيره.

وعن دور المُدرعّات في حرب الصواريخ ضدّ عمق "اسرائيل"، قال إنّ الجيش السوريّ شهد قبل "الحرب الأهليّة" ميلاً نحو نمط الحرب الصاروخيّة، حيث أغلق وحداتٍ مُدرعّةٍ وأنشأ مكانها وحدات كوماندو، كما  تزوّد بصواريخ مُضادّة للدروع وبقدراتٍ هندسيّةٍ، وأقام السوريون منظومةً صاروخيّةً مُهمّةً جدًا، وهذا الميل لا يخص فقط المنظمات شبه العسكرية.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة (معاريف) أنّ جهاتً أمنيّةً إسرائيليّةً تُلاحِظ ارتفاعًا في إطلاق صواريخ ارض- جوّ في سوريّة خلال الأشهر الماضية، مُضيفةً أنّه على ما يبدو فإنّ السوريين يُطلِقون الصواريخ المُضادّة للطائرات بشكلٍ خاصٍّ في محاولة للمحافظة على مجالهم الجوي نظيفًا، وفي سعيٍ لخلق حالةٍ من الردع.

وبحسب الصحيفة، فإنّ الاستنفار العاليّ في منظومة الدفاع الجويّ السوريّة يأتي على خلفية الاعتداءات الإسرائيليّة الأخيرة، وبحسب التقديرات، يأتي الاستنفار أيضًا مقابل سلسلة نشاطات منسوبة لإسرائيل في السنوات الأخيرة نجحت فيها الطائرات بالدخول إلى المجال الجويّ السوريّ والعمل ضدّ نقل الوسائل القتالية أوْ محاولات إنتاج الأسلحة، فيما يسمى “معركة بين الحروب”.

واضافت الصحيفة أيضًا، أنّ الجيش السوري انتقل من مرحلة كبح المسلحين وتنظيم “داعش” الإرهابيّ إلى مرحلة استقرار الأرض، ويسمح لنفسه بالقيام بأمورٍ أكثر ممّا كان لا يتجرّأ على فعلها في السابق.

واوضحت المصادر إنّه بفضل الدعم الروسيّ، الإيرانيّ وحزب الله تعزّزّت قوّة الجيش السوريّ، وجنوده حققوا انجازات ونجحوا بإستعادة أجزاءٍ واسعةٍ لم تكن تحت سيطرتهم في السنوات الـ8 الماضية.

ولفت الموقع إلى أنّه في شهر آذار (مارس) الماضي سُجّل نموذج لقدرات الدفاع الجويّ السوريّ، عندما شخصت هذه المنظومة هجومًا إسرائيليًا ضدّ شحنة كانت مخصصة على ما يبدو إلى حزب الله، وفي أعقاب الهجوم أطلق السوريون صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيليّة.