الجهل اساس كل الأزمات !!!

  المهندس هاشم نايل المجالي

كلنا يعلم ان الجهل هو الاساس والاصل في كل الازمات والمصائب التي تقع او ان توشك ان تقع في اي أمة ، والجهل هو الاصل في الانحراف والجريمة والانحلال في الاخلاق والاضطهاد والاستبداد والانغلاق والفساد ، فهو كل شيء يضر بمصلحة المجتمع والانسان والمصلحة الوطنية والمصلحة العامة ، لانه يجعل عقل الانسان منغلقاً ومطموساً عن الصواب فلا يمكنه استيعاب اي فكرة جديدة ولا مرونة بالتعامل والتواصل .

لان الجهل يقتل منابع الابداع واسلوب النقد وآليات التفكير لانه لا يؤمن الا بما يقتنع به ويؤمن به واعتاد عليه ، فلقد تبرمج على اسلوب معين وسلوك معين لا يريد ان يغيره ، فالجهل هو الد اعداء العلم والثقافة والوعي والادراك السليم ، فهناك فئة جاهلة بمعطيات الامور ومدى الحاجة الماسة لتغييرها وتطويرها ، فهؤلاء يشكلون مجموعة مدمرة وليست معمرة ويشكلون مجموعة فاسدة اكثر منها شفافية ناجحة .

فالجهل عدو الوعي ويعمل على قتل وتحييد اصحاب الوعي والمتعلمين والمثقفين ، فهناك في الحقيقة صراع بين التجهيل وبين الوعي ، وهذه حرب غير منظورة لكنها ستبقى دائماً في كل مكان .

وهناك بعض الجهات تسعى لتجهيل مواطنيها في كثير من الامور التي يفاجأ بها الكثيرون ، وتكون بمثابة صدمات تخلق ازمات فجائية وردات فعل سلبية وتخلق ابواق اعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي وتخلق فوضى واحتجاجات لم يكن في داعي لها لو تم طرح الموضوع بصورة منطقية وشفافية وتشاركية وتشاورية كما شاهدنا بالفترة الاخيرة .

وكما يقول بعض الخبراء الاجتماعيين ( سوف تغير كل المحن والازمات عندما تصبح مدرجات الجامعة اهم بكثير من مدرجات الكرة ، ومعامل البحث العلمي اهم من مكاتب البحث الجنائي ، وعندما نعرف ان اسوأ ما في الامة هو الامية ، وان اسوأ ما تضعه بعض الحكومات في اجندتها كخطة اولى هو عنوان التصدي للوعي ومحاربة الشفافية ، لان هذا يغرق الشعوب في الجهل والفساد بالافكار السطحية ، وهذا يعيق اللحاق بالحضارة ، وهنا تكمن المأساة ونحن نثمن الخطوات والاجراءات للحكومة بفتح باب الحوار المفتوح البناء ومنصات التواصل مع المواطنين ، للاجابة على اي استفسار وفتح بوابات استقبال الشكاوي والمظالم ولقاءات دولة الرئيس مع كافة الجهات نقابية وحزبية وشعبية وخبراء ومثقفين لهي خطوة بالمسار السليم لتسلم الاحتياجات والمتطلبات لتفادي تفاقم الازمات والاحتجاجات والحد من الحراكات الغير منطقية والغير مبنية على اسس سليمة بالطرح فالحوارات المفتوحة بين الحكومة وهذه الجهات تعطي مساحات من الحرية ورؤية لتحركها مع مختلف الاوساط وتقلص قبضتها على هذه الجهات النقابية والحزبية والاهلية وحريات المواطنين ، فهناك مصالح مشتركة وان كانت السلطة صاحبة رؤية وقادرة على التحرك فعليها ان لا تحرم مواطنيها من حرية التعبير السلمي ولا التعبير عن الرأي لدى النقابات والاحزاب .

فهي تخلق نوعاً من التوازنات وهو حالة من التحضر والتقدم ، وهو اسلوب من انواع السياسة الناعمة للوصول الى تفاهمات حول كثير من القضايا المعلقة ، وتحقق مآربها بكل توافقية وتشاركية وتؤجل كل حراك عنيف للنهاية وان تفضي التفاهمات الى نتيجة .

فهناك احترام للظروف الراهنة ومواجهة الصعوبات المحيطة بكافة اشكالها ، ومواجهة قوى الشر وابواق بعض الفضائيات وشخصيات هزيلة تتمادى بطروحاتها من خارج الوطن ، وتخلق الفتن وتزور الحقائق وتشوه شخصيات وطنية على انها صوت معارضة لمصلحة الوطن وتنفخ بالبالون لتضخم الامور ، ونحن نعرف انها مرتزقة تعيش على فتات اموال مغرطة وليسوا بضعة من جوقة التطبيل والتزمير لن يخجلوا في لعبتهم فالمال عندهم اهم من الوطن ، ولن يكون شعبنا مضلل ليدفع فاتورتهم التضليلية .

كلنا امل ان يبقى باب الحوار الهادف البناء مع كافة القوى الشعبية و" نقابية وحزبية " مفتوحاً مع الحكومة لمناقشة كافة القضايا ذات المصلحة العامة ومصلحة المواطنين وكل ما يمس عيشهم وحياتهم العملية والمجتمعية لما فيه نهضة الامة وان يكون هناك منصات تواصل اجتماعي ايضاً بالمحافظات بين كافة الجهات الرسمية والمواطنين لتقبل المقترحات والشكاوي واية امور اخرى وهذا يندرج تحت بوابة التواصل السليم والشفافية والاتصال والتواصل .//

 

hashemmajali_56@yahoo.com