قانون دشر بدشر !!
د. عصام الغزاوي
من منا لا يتذكر ايام الطفولة والمراهقة حينما كان يتشاجر اثنان من الاتراب ممسكاً كل منهما بالآخر بحيث يصبحان بموقف متعادل يشعران معه بأن لا خلاص لأي منهما الا بالتفاهم مع الآخر، فيبادر احدهما قائلاً: (دشر بدشر)، أي اتركني مقابل ان اتركك، وهكذا تنتهي المشاجرة بينهما بالتعادل لا غالب ولا مغلوب وينصرف كل منهما لحاله، اليوم مع قانون منع الجرائم الإلكترونية أصبحت كثيرة هي حالات المساومات على فك الاشتباك وفق قانون (التدشير) وقد وصلت الى حد إستعماله وسيلة ابتزاز وترويض وتكميم افواه و(فرك اذن) كل من يتجاوز الحدود في كشف المستور، والنيل من كل مواطن كان صوته عاليا في مناصرة قضايا الوطن لأن الصوت الحر هو اكثر ما يقلق الفاسدين، وبذلك يتعمق الخوف من إنتقاد الفاسدين خشية بطشهم، وتسود سياسة سكّن تسلم، وتُغلق كافة ملفات الفساد بصيغة لا غالب ولا مغلوب ويكون الوطن هو الخاسر الوحيد.//