"اسرائيل": احتمال كبير لاندلاع مواجهة عسكرية شاملة خلال 2019

"تقدير لأبحاث الأمن القومي" ارتفاع قابلية انفجار الضفة والمواجهة مع المقاومة في غزة مرجحة

 

القدس المحتلة ـ وكالات

قال معهد أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، أنّ هناك احتمالات متزايدة لاندلاع مواجهاتٍ عسكريّةٍ مع إيران وحزب الله والفلسطينيين، لافتًا إلى أنّ هذه هي الجبهات المتوترة في مواجهة إسرائيل خلال العام 2019.

جاء ذلك في التقدير الاستراتيجي السنويّ للعام الجديد 2019 الذي قدّمه المعهد التابع لجامعة تل أبيب للرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين، ما يؤكّد على الأهمية التي يُوليها أركان كيان الاحتلال لهذا المعهد ولدراساته، وخصوصًا أنّ أغلبية الباحثين هم من جنرالات الجيش السابقين وباقي الأذرع الأمنيّة، علمًا أنّ رئيسه هو الجنرال احتياط، عاموس يدلين، قائِد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابِقًا.

التقدير، الذي نشره المعهد على موقعه الالكترونيّ، لا يختلِف عن التقدير الذي نشره العام الماضي، حيث اشار مُعدّوه إنّ أسباب القلق الإسرائيليّ من الواقع الإقليميّ تبدأ في التواجد العسكريّ الإيرانيّ في سوريّة والذي أصبح حقيقةً واقعةً، وبموازاة ذلك، تتوجّس تل أبيب من  مشروع تطوير الصواريخ الخّاص بحزب الله، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة باتت غيرُ مردوعةٍ، مُشيرًا أيضًا إلى قابلية الوضع للانفجار في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.

واوضح التقدير، إنّ مُواجهةً عسكريّةً في الجنوب أمام "حماس" في غزة باتت السيناريو الأعلى للعام الحاليّ، ذلك لأنّ أسبابه تتعاظم.

بالإضافة إلى ذلك، افاد التقدير، الذي شارك في إعداده جنرالات ووزراء وضباط، أنّ معظم الجبهات المحيطة بإسرائيل باتت شبه متفجرة، بانتظار الصاعق الذي قد يشعلها: سوريّة، لبنان وقطاع غزة، ورغم وجود حالة من الردع المتبادل بينها وبين إسرائيل، فإنّ هناك احتمالاً كبيرًا لاندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ وشاملةٍ، وفق التقدير.

وكان لافتًا جزم التقدير بأنّه في حال تحقق هذا السيناريو القائم على فرضية مواجهةٍ عسكريّةٍ شاملةٍ، فإنّها لن تكون أمام جبهةٍ واحدةٍ، وإنمّا قد تجد إسرائيل نفسها أمام “حرب الكل”، بحيث تُواجِه: إيران، سوريّة وحزب الله في الشمال، والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة جنوبًا، الأمر الذي يتطلّب منها أنْ تكون مستعدّةً لها.

وطبقًا للتقدير، فإنّ أوّل هذه السيناريوهات هي “حرب الشمال الأولى” أمام إيران وحزب الله وسوريّة، وهو التهديد الأكثر خطورة أمام إسرائيل في الـ 2019.

عُلاوةً على ذلك، أشار التقدير إلى أنّه في ظلّ بدء عودة الاستقرار إلى سوريّة وتسليح روسيا لها، فإنّ ذلك يضع صعوبات أمام استمرار العمليات الإسرائيليّة هناك.

وأشار إلى أنّه بعد أنْ انتهت عملية (درع شماليّ) لتدمير الأنفاق المزعومة في الشمال بدون حربٍ مع حزب الله، فإنّ ذلك يتطلّب العودة لقطاع غزة لإعادة ترميم صورة الردع التي أصابها الكثير من الضرر أمام المقاومة، مؤكّدًا على أنّ جبهة غزة هي الأكثر ترجيحًا لسرعة انفجارها من جبهاتٍ أخرى.

وعن خطة السلام الأمريكيّة، "صفقة القرن"، قال التقدير إنّه في ظلّ تدهور الأوضاع في الضفّة، فمن المُرجّح أنْ يُعلِن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب عن الصفقة، مستدركا إنّ فرص نجاحها تبدو ضئيلةً للغاية، وفي أحسن الأحوال ستنجح إسرائيل في معركة تحميل الفلسطينيين الذنب عن عدم إنجاحها.

وفيما يتعلّق بمُواجهة الملّف النوويّ الإيرانيّ، أكّد على وجود احتمالٍ ضعيفٍ لأنْ تصل طهران إلى هدفها، مشدّدّا على أنّه طبقًا لكافة الدلائل والمؤشّرات والقرائن فإنّ النظام الإيرانيّ كان وما زال وسيبقى مُستقّرًا، مُوضحًا أنّ يملك القدرة على إحباط أيّ مُعارضةٍ داخليّةٍ.