23 أسيراً يعانون من "السرطان" بسجون الاحتلال

"السرطان" السبب الأول باستشهاد الأسرى الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد

رام الله ـ الانباط

يعاني عشرات الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من مرض السرطان، فيما لا تقدم إدارة السجون الا المسكنات ما يشكل خطورة على حياتهم ويعرضهم للموت.

وأكد مركز أسرى فلسطين للدراسات في تقرير له امس، أن (23) أسيراً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية سوى المسكنات الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرضهم للموت في أي لحظة.

ويعيش الأسرى المصابين بالسرطان ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة السرطان الذي لا يجد دواء شافيا في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر"، بأن أخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الأسير" سامي عاهد ابو دياك " 36 عاما من جنين والمعتقل منذ 16 عاماً، ويقضى حكم بالسجن المؤبد، ويعانى من مرض السرطان في الامعاء وحالته الصحية خطيرة جداً.

وأضاف، بأن الأسير "ابودياك" يصارع الموت وحياته مهددة بالخطر الشديد، ومن المتوقع استشهاده في أي لحظة، ويتعرض لجريمة قتل بطئ في سجون الاحتلال، وقد انخفض وزنه الى اقل من النصف، بينما يعانى من استهتار الاحتلال بحياته، حيث اوقفت إدارة عيادة الرملة العلاج الكيماوي عنه وبررت ذلك بأن جسمه لم يعد يستجب للعلاج وبأن حالته ميؤوس منها.

وحمَّل سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن تدهور صحة "أبودياك" ووصله لمرحلة الخطر الشديد، نتيجة اهمال علاجه، مما نتج عنه تسمم وتلوث وتعفن في أمعائه بسبب العملية الجراحية الفاشلة التي اجريت له.

وأشار "الأشقر" الى انه نتيجة عدم توفر علاج مناسب للأسرى المصابين بالسرطان فان أوضاعهم الصحية تتراجع بشكل مستمر، ومنهم الأسير "ياسر ربايعة" (44عاماً)من بيت لحم، والمعتقل منذ عام 2001 ومحكوم بالسجن المؤبد، ويعانى من سرطان الأمعاء، وحالته الصحية في تراجع، وتماطل ادارة السجون في إجراء عملية جراحية له لاستئصال الورم .

كذلك الأسير "بسام امين السايح" 45 عام، من نابلس، والذى يصنف بأنه من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، ويعانى من سرطان مزدوج في الدم والعظم، ونتيجة الاهمال الطبي تراجعت صحته وأصيب بقصور حاد في صمام القلب ومشاكل في الرئتين وصعوبة في التنفس.

كذلك يعانى أكبر الأسرى سناً "فؤاد الشوبكي" (79 عاماً) من ظروف صحية متردية، بعد تبين بانه يعانى من سرطان "البروتستاتا" وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج اكثر من مرة دون فائدة وحالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، كما تراجعت صحة الأسير المصاب بالسرطان "معتصم طالب رداد"، من طولكرم، حيث بدأ يعاني من قصور في عمل القلب، والتهابات مزمنة بالأمعاء، ونزيف حاد ومتواصل، وآلام شديدة، ما أدى لإصابته بفقر الدم.

وحذر "الأشقر" من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون، حيث يعتبر السرطان السبب الأول في استشهاد الأسرى الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون .

ونوه الى أن الأسرى الذين يصابون بأمراض السرطان داخل السجن تلاحقهم أثاره خارج السجن وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسري بعد التحرر كالأسير فايز زيدات، والأسير زكريا عيسى والذي استشهد بعد إطلاق سراحه بأربعة شهور فقط، نتيجة معاناته من السرطان، كذلك الأسير المحرر الشهيد حسن عبد الحليم ترابي من نابلس، والذي عانى مدة طويلة من السرطان، وحين قارب على الموت قامت بنقله الى مستشفى العفولة، واستشهد بعد 3 أسابيع من إطلاق سراحه عام 2013 .

ودعا كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم .

وطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود ، بضرورة تشكل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد اصابة الاسرى بمرض السرطان داخل السجون ، والعمل من اجل إطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان، والذين يهددهم الموت في كل لحظة نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية .