واشنطن في العراق بدلا من سوريا … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

التغييرات الدراماتيكية في السياسة الامريكية وخاصة في عهد ترامب تمثلت بتغيير موقع القوات الامريكية من سوريا الى العراق بعد ان قرر ترامب سحب هذه القوات من سوريا … فقد كان معروفا ان العراق ساحة امريكية منذ الاحتلال الامريكي عام ٢٠٠٣ وان الادارة الامريكية سلمت بعض الشيء العراق الى ايران حتى توضح الصورة النهائية للأقليم والاطماع الايرانية والأمن الاسرائيلي في ظل التهديدات الامريكية …

امريكا وفي وقت قريب كانت متمسكة بابقاء قواتها في سوريا حتى قرر ترامب بشكل مفاجئ سحب قواته من سوريا في خطوة غامضة قلبت الاوراق على الطاولة … الا ان بقاء القوات الكردية في شمال سوريا بلا حماية من تركيا التي تتربص بهم الدوائر والمخاوف من تعزيز الوجود الايراني في سوريا ما يهدد امن اسرائيل فرض على واشنطن  بتبديل بعض المواقع والقواعد في الشرق الاوسط والجنوب ونقلها الى العراق وخاصة المناطق المحاذية للقوات الجوية والصاروخية في ايران واعلن ذلك الرئيس الامريكي دونالد ترامب لدى زيارته المفاجئة للعراق وهبوطه في قاعدة عين الاسد بمحافظة صلاح الدين حيث اعلن انشاء عدد من القواعد الجوية على الحدود العراقية الايرانية تكون قريبة من الحدود الايرانية في حال شن ايران اي اعتداء على العراق او نحلفاء ايران في الشرق الاوسط.

اخراج القوات والميليشيات الايرانية من سوريا كان ذا اهمية بالغة بالنسبة للسياسة الامريكية وطالما حذرت من مغبة بقاء قواتها وميليشياتها في سوريا وخاصة في المناطق الغربية من الحدود الاسرائيلية التي انشئت اكثر من ١٥٠ قاعدة جوية على مواقع ايرانية في سوريا في مختلف انحاء سوريا رغم الخلافات التي تسببت بها بين موسكو وتل ابيب … الا ان التدخل الامريكي لرأب الصدع بين الطرفين في الوقت الذي تنتشر فيه العمالة العربية فهي تتواصل لاستغلال الدول الاسلامية وقد تخرج عن طولها فتشق عليه حربا عسكرية واقتصادية مثل السودان وتركيا التي صدرت عملها كثيرا نهاية العام الماضي بالاضافة الى ايران التي تخضع لحصار امريكي كبير ظهر واضحا في عدم السماح لعدد من الدول من شراء البترول الايراني.

وفي ضوء هذه العلاقة بين واشنطن والدول العربية تستقبل عدد من الدول العربية وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الذي زار حتى الآن الاردن والعراق ومصر والقى خطابا في الجامعة الامريكية بالقاهرة يشبه الخطاب الذي القاه الرئيس السابق باراك اوباما حيث اعرب عن تأييده لدعم الولايات المتحدة لتحقيق الوحدة العربية وتمكين شعوبها وتحقيق اهدافها.

ولهذا امر عادي حدا في ضوء الخلافات الخليجية الايرانية ومحاولات الولايات المتحدة سحب القوات والميليشيات الايرانية من سوريا لكون هذه الميليشيات تدعم قوات النظام والروس والمساعدين له في بقاء الاسد في السلطة حيث اقامت واشنطن عددا من القواعد الجوية والصاروخية في العراق على الحدود الايرانية للتدخل في حال حدوث اشتباكات بين واشنطن وطهران او بين تل ابيب وطهران خاصة وان اسرائيل ترفض رفضا قاطعا بقاء القوات الايرانية والميليشيات في سوريا كونها تشكل تهديدا لأمن اسرائيل واستقرارها …

من الواضح ان واشنطن ستتابع ما اطلق عليه الناتو العربي البذي تم تأسيسه برئاسة الولايات المتحدة وعضوية مصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي التي تشكل القوة العسكرية والبشرية لمواجهة ايران عسكريا كما تشكل القوة المالية اللازمة لتوفير السلاح لهذه الدول لمواجهة ايران في حال عدوانها على دول الخليج… !!!