الاستيطان يخنق "مهد" السيد المسيح

 

حي "جفعات عيتام" يكمل الطوق حول بيت لحم ويجهض حلم 700 عائلة فلسطينية بالتمدد العمراني

 

بيت لحم ـ وكالات

لم يتبق لسكان مدينة بيت لحم ومخيماتها، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مكانًا للتوسع العمراني، جراء استكمال محاصرة "مهد السيد المسيح بالمستوطنات الإسرائيلية.

وخصصت الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، 1200 دونم لبناء حي استيطاني جديد، في مستوطنة "إفرات" قرب بيت لحم، يطلق عليه "جفعات عيتام"، وتعد تلك الأراضي الامتداد الوحيد للتوسع العمراني الفلسطيني مستقبلًا.

 

وقالت صحيفة "هآرتس"، إن الحي الجديد سيوسع المساحة المبنية في الكتلة الاستيطانية المسماة "غوش عتصيون"، لتصل إلى ضواحي بيت لحم من الناحية الجنوبية، وبذلك تكتمل إحاطة المدينة بالمستوطنات.

وذكرت الصحيفة أن الوصول إلى الحي الجديد، سيتطلب شق طرق جديدة في الأراضي الفلسطينية، وفتح بوابة في جدار الفصل العنصري المحيط ببيت لحم.

ويقول حسن بريجية، مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير في بيت لحم، إن "إسرائيل أجهضت حلم نحو 700 عائلة تملك تلك الأراضي باقتناء منزل يأويها مستقبلًا".

وأشار "بريجية"، إلى أن 26 مستوطنة تحيط المدينة من جهاتها الأربع، بالإضافة إلى بؤر استيطانية (غير مرخصة) تحكم الطوق على المدينة.

وشّيد في العام 2003 جدار الفصل العنصري على أراضي المدينة، ليفصلها عن مدينة القدس المحتلة من الجهة الشمالية، كما شّيدت شبكة طرق وأنفاق تخدم مستوطنات شبه متصلة في محيط بيت لحم.

ولفت إلى أن المشروع الاستيطاني، أعلن عنه منذ عدة سنوات وحالة ظروف دولية دون تنفيذه، ويطلق عليه إسرائيليا (E2).

ومنذ العام 2003 استطاعت المقاومة الشعبية من خلال مسيرات منددة بالاستيطان وجدار الفصل، والترافع أمام القضاء الإسرائيلي منع بناء وحدات سكنية استيطانية على تلك الأراضي، والمعروفة فلسطينيا باسم "خلة نحلة".

 

وفي الـ 2004 أعلنت "إسرائيل" تلك الأراضي "أراضي دولة"، يمنع استخدامها، وفي الـ 2014 صدر قرار "إسرائيلي" يسمح باستخدام المستوطنين تلك الأراضي، وصولًا لقرار بناء حي استيطاني مطلع العام الجاري.

ويهدف المشروع، بحسب "بريجية"، إلى فصل بيت لحم عن محافظة الخليل، وبناء تجمع استيطاني ضمن مشروع "القدس الكبرى" الإسرائيلي، مبينا أن المستوطنات في بيت لحم باتت تجاور المدينة والبلدات الفلسطينية.

وندد "بريجية" بالمخطط ووصفه بغير القانوني، مطالبًا بتدخل دولي لمعاقبة ومساءلة إسرائيل على جريمتها المستمرة بحق الأراضي الفلسطينية.

بدوره، قال كريم جبران، الناطق الإعلامي باسم مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، إن المشروع الاستيطاني من شأنه خلق ترابط بين عدد من المستوطنات الإسرائيلية جنوبي بيت لحم، ليحكم الطوق حول المدينة.

كما أن المشروع يهدف إلى فصل بيت لحم عن محيطها، الأمر الذي يتعذر قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا في الضفة.

وذكر أن الأرضي تعود ملكيتها لسكان من بلدات "أرطاس، ووداي رحال، وهندازة، ومخيمي عايدة والدهيشة"، وتعد المنطقة الوحيدة للتوسع العمراني الفلسطيني قبل إعلان "إسرائيل" نيتها بناء حي استيطاني جديد عليها.

وقال: "بات الاستيطان يخنق بيت لحم من الجهات كافة، وخسرت جل أراضيها".

بدورها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالمشروع الاستيطاني، وقالت، في بيان، إن "الحكومة الإسرائيلية تسابق الزمن لخلق وقائع جديدة على الأرض لا يمكن التراجع عنها".

ووصفت المشروع الاستيطاني جنوبي بيت لحم، بـ "الخطير"، وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته، والتدخل الفوري لوقف المشاريع الاستيطانية.

وبيت لحم مدينة تاريخية تقع جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد التي يعتقد أن المسيح ولد في الموقع الذي قامت عليه.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 670 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة والقدس الشرقية، يسكنون في 196 مستوطنة، و200 بؤرة استيطانية.

والاستيطان مخالف للقانون الدولي، وأصدر مجلس الأمن في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016 القرار رقم 2334، الذي يطالب بـ"وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

ويقول الفلسطينيون، إن "إسرائيل" ماضية في استيلائها على الأراضي الفلسطينية بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.