العنف بعد الانسحاب الامريكي … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

من الواضح ان المخطط الامريكي للانسحاب من سوريا لم يؤثر على مخططات كل من الادارة الامريكية والكيان الصهيوني وتنفيذ سياسات كل منهما في الشرق الاوسط رغم ان التوقعات كانت تتجه الى تحقيق هدوء نسبي في سوريا وما حولها الا ان الاعتداءات الاسرائيلية على مطار دمشق واستهداف مراكز وقوات ايرانية تدل على ان السياسة الاسرائيلية تمضي على نفس الوتيرة.

مرد ذلك يعزى الى الاتفاق الامريكي الامريكي على مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي حيث اوكلت مهته ردع التمدد الايراني في سوريا الى اسرائيل وكذلك تقطيع الاذرع الطويلة للميليشات الايرانية وخاصة حزب الله ما حدا باسرائيل الى الاعلان عن اكتشاف خمسة انفاق لحزب الله بين لبنان والكيان الصهيوني باشرت اسرائيل الى ترويجها فورا.

اما الغارة الجوية التي شنها الكيان الصهيوني على مواقع وقواعد ايرانية في مطار دمشق فكانت اكثر جرأة ووضوحا واستفزازها باستخدام سلاح الطيران والقاء عدد كبير من الصواريخ رغم ان وسائل الدفاع الجوي السوري ردت على العدوان واطلقت العديد من الصواريخ على القوات الغازية.

ما نرغب في الوصول اليه ان المخططات الامريكية الاسرايلية المتفق عليها طوال فترة الثورة السورية ستواصل اسرائيل تنفيذها وفق المخططات المتفق عليها ما يتسبب في استنزاف ايران سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتحجيم القوة الايرانية المتصاعدة في الشرق الاوسط ما يسبب القلق والمخاوف للدول العربية خاصة في الخليج العربي واليمن.

امريكا يؤكد مسؤوليها الذين يزورون المنطقة انها لن تتخلى عن المنطقة ولن تعيد العلاقات الروسية الاسرائيلية الى سابق عهدها.

الوضع الجديد بعد قرار ترامب سحب قواته من سوريا يتطلب تواجد امريكيا عسكريا مكثفا في العراق على الحدود الايرانية وبقاء القوات الامريكية في قاعدة التنف على الحدود العراقية السورية الايرانية الاردنية لابقاء الطريق البري بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت مفتوحا وهذا ما حدث حيث اعلن المسؤولين الامريكيين ان قواتهم ستبقى في قاعدة التنف وتقطع الطريق البري بين طهران ودمشق مرورا ببغداد كما اعلنوا بقاء قوات امريكية في جنوب سوريا لحماية اسرائيل بالدرجة الاولى وبعض الدول الحليفة …

في الوقت ذاته اشترطت واشنطن لسحب قواتها من سوريا حماية حلفائها وفي هذه الحالة المقصود منه الحماية الكردية التي اشترطت عدم تسليم اسلحتها كما كان مقررا سابقا الا بضمان حرية الاكراد ومستقبلهم ومنع تركيا من قتلهم او التعرض لهم لا سيما وان الدول الغربية لا تزال تتهم الدولة العثمانية في بداية الحرب العالمية الاولى عام ١٩١٥ بابادة الارمن.

لقد ضربت واشنطن عرض الحائط باتفاقها مع تركيا الحليفة في حلف شمال الاطلسي ولم تنفذ عهودها بارغام القوات الكردية على الانسحاب شرق الفرات كما طلبت تركيا ورغم تمركز القوات الامريكية في المناطق التي تتواجد فيها قوات الحماية الكردية الا انها لم تتدخل رغم ولم ترغم القوات الكردية على الانسحاب من منطقة شرق الفرات ومنذ سنوات والقواعد الترتكية في شمال سوريا بين مد وجزر بل ان العلاقات التركية الامريكية سادت كثيرا ومؤثرة في المرة الأخيرة لعدم وقوف امريكا بالشكل الذي تريده تركيا من الثورة السورية ورفضها اقامة مناطق لحظر الطيران في شمال سوريا والتصدي للقوات الروسية والايرانية الداعمة لقوات الاسد التي تواجه قوات الثورة السورية…

التواجد العسكري الامريكي في العراق بعد الانسحاب من سوريا ستكون له تداعيات كبيرة في المنطقة على صعيد في المنطقة على صعيد سحب القوات الايرانية وميليشياتها الداعمة في سوريا … !!!