أبو رمان و«جائزة الترضیة» !! -
ھناك وزارات في الدولة الأردنیة أطلقنا علیھا نحن معشر الكتاب والصحفیین «جوائز ترضیة» لعدد من الوزراء في عدد من الحكومات المتعاقبة ومنھا وزارة الشباب ووزارة الثقافة ومنھا أیضا وزارة التنمیة السیاسیة وتطویر القطاع العام ووزارة السیاحة والآثار، وعندما نقول عنھا جوائز ترضیة فھذا لا یعني التقلیل من قیمة تلك الوزارات ولا التقلیل من قیمة ومكانة الوزراء الذین تسلموھا، ومنذ آواخر الثمانینات من القرن الماضي، تبوأ عدد من الشخصیات و الوزراء المھمین والمؤثرین تلك الوزارات مثل عبد الكریم الكباریتي، وعوض خلیفات، وخالد الكركي، وعید الفایز وغیرھم مع حفظ الألقاب، ولا أعلم لماذا تعامل ھؤلاء مع تلك الوزارات بحدود أنھا مجرد منصب .وزاري، في الوقت الذي كان یمكن إعطاء تلك الوزارات قیمة مضافة من خلال برامج عمل محددة بعد ھذه السنوات الطویلة من عمر «وزارات الترضیة» أو جوائز الترضیة، فرض الواقع الموضوعي أھمیة استثنائیة على تلك الوزارات وبخاصة وزارتي الثقافة والشباب اللتین أوكلتا في ھذه الحكومة للزمیل الدكتور محمد أبو رمان، وزارتان حملھما ثقیل للغایة، وبھذا الحمل وحسبما قال لي الدكتور محمد أبو رمان خلال لقائي بھ، انھ سیحول ھذا التحدي إلى نافذة نجاح ، وسیعطي بحكم الظرف الموضوعي قیمة مضافة للوزارتین، وأسھب في شرح كیفیة التعامل مع الشباب وتطویر قدراتھم الذاتیة والثقافیة وفي كیفیة صناعة وإنتاج ثقافة شبابیة مضادة للعنف والفكر الإرھابي من خلال تفعیل قرابة 190 مركزا شبابیا منھا عدد كبیر معطل بالإضافة إلى إیجاد مركز دراسات متخصص في وزارة الشباب یعنى بالشباب والتحدیات التي تواجھ ھذا القطاع، بالإضافة إلى إعداد میثاق فكري – ثقافي على غرار المیثاق الوطني یرعى الثقافة الوطنیة التي ینتجھا الشباب الأردني، واعترف الدكتور محمد أبو رمان بتقصیر وزارة الثقافة في متابعة الحركة الثقافیة بصورة عامة، والحركة الفنیة الإبداعیة من موسیقى وغناء وفن مسرحي ورسم ونحت، وكشف عن أن ھناك برامج قید الإعداد من .قبل مختصین من اجل رعایة ھذه الفنون ودعمھا :استوقفني في كلام الوزیر نقطتان الأولى: عدم تحمیل الوزراء السابقین أیة مسؤولیة عن تردي وضع قطاع الشباب وعدم تحمیلھم التراجع والتدھور في الساحة الفنیة .والثقافیة وحمل الظرف السیاسي أو الأولویات العلیا للدولة تلك المسؤولیة والثانیة: أنھ وفي مقابل تبرئة الوزراء السابقین من «الفشل» كلف نفسھ أدبیا بمھمة النھوض والتطویر لوزارتین مازالت الصورة النمطیة .عنھما ھي المھیمنة وھي أنھما وزارتان فائضتان عن الحاجة اعتقد أن الریاضة والفن والأدب تجلب وببساطة السمعة والشھرة لأي بلد في العالم مھما علت درجتھ العلمیة أو تطور وضعھ الاقتصادي، فقد قدم نجیب محفوظ وغیره من عمالقة الأدب المصري لمصر أكثر بكثیر مما جلبھ السیاسیون، وكان نزار قباني عنوانا للإبداع «الدمشقي»، أما محمود درویش فكان «عاشق من فلسطین» أحبھ كل أحرار العالم، مثلما كان غالب ھلسا و"سلطانتھ» عنوانا لإبداع ابن .ماعین والأردن البذرة الإبداعیة على ضفتي نھر الأردن مزروعة ومنتجة منذ بدء الخلیقة، أما ما نحتاجھ ھو فقط رعایة ھذه البذرة والرعایة ھنا لیست كلمة تقال بل ھي عمل جدي وحثیث یختصر الزمن ویعید بناء أجمل ما فیھ ویعید إنتاجھ بصورة راقیة متجددة، مثلما كان المناخ الأردني الإبداعي بیئة لسمیرة توفیق اللبنانیة التي أصبحت ھویتھا الفنیة أردنیة خالصة بسبب كلمات الشھید ھزاع المجالي وأغنیة «وین على رام .الله»، أو أغنیة على «العین مولیتین وطنعش مولیا» وغیرھا من الأغاني التي باتت بحكم الزمن من التراث والإرث والفلكلور الأردني