ما الذي فعله فيتال ليحصد ثمرة هذه الأجيال..!

لانباط - عمر الزعبي

لم يكن احد يتوقع ان يظهر نشامى المنتخب الوطني بهذا الشكل، في اول مبارتين له في البطولة الاسيوية، حسب المعطيات التي ظهرت خلال المعسكرات والتدريبات الودية، حيث كانت جميع المؤشرات حالها كحال التي شاهدناها قبل انطلاق بطولة كاس آسيا الماضية "استراليا ٢٠١٥".

هذه المرة النشامى خادعوا التوقعات، وخطفوا الانظار منذ اول تسعين دقيقة لعبها امام الكنغر الاسترالي، ليس فقط من خلال النتائج، بل من خلال الاداء والاسلوب الجماعي الجميل، الذي عجز اي من المنتخبات المشاركة بالظهور فيه.

ولعل السر خلف كل هذا الاداء والنتائج، هو المدير الفني للمنتخب البلجيكي فيتال، هذا الرجل الذي لم يحظى بثقة الشارع الرياضي والإعلامي عند تسلمه دفة التدريب، نظرا للخبره القليلة في عالم التدريب ، وعدم. توليه مهمة مدير فني بالسابق، لكنه اثبت ان المتتخب ليس بحاجة الى مدرب قدير بقدر ما يحتاج الى مدرب صاحب عقل كبير، يعرف النقاط السلبية ويعالجها، ويعلم النقاط الايجابية ويعززها، وذلك ما فعله فيتال، عندما تسلم مهمة التدريب، عمل كثيراً على الجانب المعنوي وتحفيز اللاعبين، خصوصاً في وقت دخل المنتخب حالة الترقب للمشاركة في البطولة، بالإضافة الى التركيز على الجانب البدني، ورفع منسوب اللياقة للاعبين ، الامر الذي احدث الفارق خلال اولى مواجهتين.

ولاشك ان فيتال، عمل فردياً على اللاعبين، واخبر كل لاعب بعنصر القوة الذي يتميز به، وجعله يدرك كيف يستفيد من ذلك مع المجموعة، وذلك ما شاهدناه عندما يتغول البخيت والتعمري على الاطراف مستغلين عامل السرعة، وبني عطية وسعيد مستغلين عامل اللياقة البدنية، وبهاء عبدالرحمن والرواشدة مستغلين التسديد من مسافات بعيدة، والعجالين وشلباية بين لهم دورهم الحقيقي فوق ارضية الميدان، كما بين لبني ياسين وطارق خطاب الطريقة الافضل للتعامل مع الكرات العرضية والبينة وداخل الصندوق، واستغل خبرة عامر شفيع بإنعكاس الحماس والثقة عند اللاعبين، كل ذلك لم يكن مجرد كلام، بقدر ما كان ملموس فوق ارضية الميدان.

ويعلم الجميع ان نجاح اي فريق يتحقق في حال طبق اللاعبون ما يريده المدرب، وذلك ما قاموا به النشامى، عندما طبقوا تعليمات فيتال تماماً، الامر الذي ساعدهم في تحقيق ست نقاط من اول مبارتين.

كما ان الروح الشبابية التي يتمتع بها فيتال، بالتأكيد انعكست ايجابيا على اللاعبين، حيث عمل جاهداً على توليف فريق يعمل بروح الفريق الواحد، بغض النظر عن الميول النادوية للاعبين، وغالبا ما يركز على العواطف والمشاعر، الذي تترك أثر طيب في القلوب.

نجح فيتال بالمهمة الاولى وهي الصعود بالمنتخب للدور الثاني، لكن يجب ان نستغل هذه المشاركة بأكبر عدد من الطموحات، وان تكون البطولة الاسيوية انطلاقة حقيقية لجيل يبحث عن تحقيق ما يحلم به الشعب الاردني، من مقارعة كبار اسيا والمنافسة على بطولة آسيا، ولما لا من بعد ذلك الوصول لكأس العالم 2022 في قطر