مشهد عبثي قد يشهد نهاية القضية الفلسطينية

 

 

"حماس" و"فتح" تفرغتا للصراع ضد بعضهما وتسهلان لـ"اسرائيل" المهمة

 

الانباط ـ وكالات

حملت صحيفة الاهرام المصرية حركتي فتح وحماس مسؤولية المرحلة المرة التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليا، موضحة ان الفلسطينيين بصراعاتهم يسهلون لاسرائيل مهمة رفض إسرائيل إعطاء الفلسطينيين دولة، مشيرة الى ان فتح وحماس تفرغتا الفلسطينيون للصراع ضد بعضهم، في مشهد عبثي يشهد على نهاية القضية الفلسطينية.

واوضحت الصحيفة في تقرير نشرته امس، انه في الأول من يناير عام 1965 صدر البيان الأول عن قوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة فتح معلنا نجاح أول عملية عسكرية تشنها الحركة ضد إسرائيل، ومن يومها والفلسطينيون يحتفلون بالأول من "يناير" باعتباره يوم انطلاق الثورة الفلسطينية. وبينما كانت كوادر فتح وأنصارهم في غزة يستعدون للاحتفال بهذا اليوم تجديدا لعادة سنوية زاد عمرها على الخمسين عاما، كانت "حماس" الحاكمة في القطاع تمارس عليهم ضغوطا غير مسبوقة، بما في ذلك احتجاز العشرات من كوادر فتح، الأمر الذى أجبر الحركة على إلغاء احتفالاتها السنوية في القطاع.

وقالت "الاهرام" ان حكومة رام الله ردت على هذه التطورات بسحب ممثليها العاملين في معبر رفح، بما يهدد بإغلاق المعبر لحين حل المشكلة القانونية السياسية الناتجة عن عجز "الشرعية" عن ممارسة سلطتها عليه، وسيتم فتح المعبر بشكل متقطع وستتواصل جهود مصر للمصالحة بين فتح وحماس وسيواصل القادة في رام الله وغزة تأكيد رغبتهم فى المصالحة "بينما يواصلون التصرف بطريقة تناقض ذلك تماما"، فيما ستواصل إسرائيل قضم وهضم الأرض الفلسطينية، بينما الفلسطينيون مشغولون بالمكايدة والمكايدة المضادة، وستنطلق الصواريخ من غزة يتلوها اتفاق هدنة جديد، وستواصل الشعوب والحكومات العربية الانشغال بهمومهم الأمنية والسياسية والاقتصادية.

واضافت "الاهرام" ان الفلسطينيين هم الحلقة الأضعف في سلسلة الشعوب العربية التي ظهرت بعد "سايكس بيكو" الذي لم يكن قبله هناك سوريون أو أردنيون أو عراقيون. لقد أسست سايكس بيكو كيانات هشة ضعيفة، لكن خبرة الحروب الأهلية والاحتلال الأجنبي والربيع العربي وإرهاب داعش برهنت على قدرة دول سايكس بيكو على الصمود والبقاء رغم فداحة الثمن وهزال المحصلة.

وتابعت، في البداية ناضلت فتح وقائدها التاريخي ياسر عرفات من أجل تحرير كل فلسطين المحتلة عام 1948، وقد اقنعت هزيمة يونيو 1967 قيادة فتح باستحالة المهمة التي ألقتها على عاتقها، فانتقلت للنضال من أجل دولة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث كان المطلوب هو وضع الفلسطينيين على قدم المساواة مع باقي شعوب المنطقة، وتمكينهم من الدولة التي حرمتهم منها سايكس بيكو، حتى لو كانت هزيلة ناقصة الشرعية.

واعتبرت الصحيفة، ان أي دولة، تحمل اسم وعلم فلسطين كان هو المهمة التاريخية والتحدي الأكبر أمام الفلسطينيين المحرومين من الدولة، وبعدها يكون لكل حادث حديث، وكان التدرج والعمل وفقا لميزان القوة هو الفلسفة التى اتبعتها فتح وياسر عرفات بعد مرحلة المراهقة الأولى، واختارت قيادة فتح طريق البراغماتية الوطنية.

وقالت الصحيفة ان إسرائيل ترفض إعطاء الفلسطينيين دولة، أي دولة، والفلسطينيون بصراعاتهم يسهلون لها المهمة، وبينما كانت فتح وعرفات يقتربون من جنى ثمار استراتيجية البراغماتية الوطنية كانت حماس تبدأ مشوار المراهقة الراديكالية، متبعة سياسة كل شيء أو لا شيء، وهي أفضل سياسة تناسب إسرائيل. حيث تذرعت إسرائيل براديكالية حماس للتهرب من التزاماتها إزاء براغماتية فتح.

 

وانهت "الاهرام" تقريرها انه "بإمكان إسرائيل منع الفلسطينيين من الحصول على كل شيء، بينما تكفلت حماس برفض الحصول على بعض الشيء، فانتهى الأمر بالفلسطينيين وقد حصلوا على لا شيء، وهي المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليا، ولأن انتزاع أي شيء من إسرائيل في ظل الظروف الراهنة بات أقرب إلى المستحيل، فقد تفرغ الفلسطينيون فى فتح وحماس للصراع ضد بعضهم، في مشهد عبثي قد يشهد على نهاية القضية الفلسطينية.