حميدان في الميدان
إذا خالفنا شرطي السير، نصرخ بعبارة استنكارية:
- على دوري؟؟؟
- اذا تمت مخالفة المواطن لسرقة مياه او كهرباء .
- اذا فصلوا عنه التلفون لأنه لم يدفع .
- اذا طلبوا منه ضريبة في المطار على بضائع يحملها.
- اذا فصلوه من العمل لأنه تغيب لعدة أسابيع.
- اذا اعتقلوه في حال اطلق النار بالهواء في عرس.
- اذا فسد .
- اذا أفسد.
- واذا واذا واذا .
يكون الرد غالبا بـ:(على دوري؟) واشتقاقاتها، حسب المنطقة.
وقد عبر عن هذه المقولة ضميرنا الجمعي على شكل نكتة متداولة حول العسكري «حميدان» ، الذي يمتحنه المدرب، فيساله كيف يتصرف اذا هجم عليه احد جنود العدو، فيقول حميدان بأنه سوف يطلق عليه النار ، فيقول المدرب واذا هجم عليك جنديان يا حميدان ، قال انه سيردي الأول بالبارودة والثاني سيطعنه بالسنجة، فيسأله المدرب كيف سيتصرف اذا هجمت عليه ناقلة جنود، فقال حميدان بأنه سوف يلقي عليهم قنبلة ، ويساله اذا ترافق مع ذلك هجوم بالطيران ،فكيف سيتصرف، هنا «فقعت» مع حميدان ، فقال للمدرب صارخا ومستنكرا :
- ول ول ول ، على دوري ؟؟؟..اي هو ما فيه في الجيش غير حميدان؟؟؟؟.
فصار التصرف الصحيح يشعر المواطن بأنه مضطهد ومظلوم، فهو يعرف انه يتم التغاضي عن الكثير من السرقات الكبرى والمخالفات الأكبر ، لمجرد أن يكون الإنسان مدعوما.
وبالتأكيد فإننا سنسمع هذه العبارة دوما ، ما لم يتم اعادة بناء الدول على قواعد المجتمع المدني.
وتلولحي يا دالية .