البابا فرنسيس يثمّن "روح الأخوة" الأردنية في استقبال اللاجئين

 الانباط-عمان

ثمّن قداسة البابا فرنسيس الجهود الذي بذلتها المملكة في استضافة اللاجئين، واصفًا بأنها استضافتهم بروح الأخوّة. جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه خلال لقاءه صباح امس الاثنين بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي بمناسبة العام الجديد.

وبحسب البيان الصادر من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، أشار الأب الدكتور رفعت بدر، إلى أن لقاء الحبر الأعظم بالجسم الدبلوماسي المعتمد لدى حاضرة الفاتيكان، أو لدى الكرسي الرسولي بحسب تسمية الفاتيكان في المحافل الدولية، وهو لقاء يجري سنويًا مع بداية العام يستعرض فيه البابا ما تم إنجازه العام الماضي، متطرقًا إلى الرؤية الفاتيكانية لأبرز الملفات على الساحة الدولية، وما يسعى إلى تطبيقه في العام الجديد من خلال حث الجماعة الدولية على إيجاد حلول لبعض الصراعات المستمرة ومواجهة التحديات الإنسانية الراهنة.

ولفت الأب بدر إلى أن البابا فرنسيس تطرق في خطابه هذا العام لعدة قضايا دولية، ركّز فيها على أهمية العمل المشترك بين الدول للوصول إلى العدل والسلام العالمي، خاصًا بالذكر منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الشأن ثمّن قداسته استقبال الأردن ولبنان لأعداد هائلة من اللاجئين "بروح الأخوّة"، ما تطلب تقديمها لتضحيات جمة، معبرًا عن أمله بأن يعود هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم عندما تتوفر الظروف الملائمة.

ووجّه البابا فرنسيس نداءً جديدًا للجماعة الدولية كي تعمل في سبيل حل سلمي في سوريا، مشيرًا إلى موجة النزوح الكبيرة التي ولدتها الحرب والتي أثرّت على الدول المجاورة. كما عبّر عن أمله لاستئناف المفاوضات السلمية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي من أجل الوصول إلى اتفاق يأخذ التطلعات الشرعية للشعبين، من خلال التأكيد على مبدأ الدولتين لتعيشا جنبًا إلى جنب بسلام وأمان، والذي طال انتظاره. مؤكدًا على دور المجتمع الدولي الاساسي لتحقيق هذه المطالب الشرعية. وأشار الأب بدر بأن السفير الفلسطيني لدى الكرسي الرسولي عيسى قسيسية قد نقل عقب اللقاء تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقداسة البابا والتزامه بدعوة قداسته لاستئناف المفاوضات على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين.

وشدد قداسته على ضرورة أن ينعم المسيحيون بمستقبل في منطقة الشرق الأوسط، وحثّ السلطات على ضمان أمن وسلامة المسيحيين كي يستمروا في العيش داخل أوطانهم كمواطنين بكل معنى الكلمة. وبعد أن أشار إلى العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مختلف دول الشرق الأوسط، لفت البابا فرنسيس إلى الزيارة التي سيقوم بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شباط، والمغرب في آذار، المقبلين، مؤكدًا بأنهما ستشكلان فرصة هامة من أجل تعزيز الحوار ما بين الأديان والتعارف المتبادل بين مؤمني الديانتين الاسلامية والمسيحية، مستذكرًا اللقاء التاريخي الذي جرى قبل ثمانمئة عام في مصر بين القديس فرنسيس الاسيزي والسلطان الملك الكامل.