"الاحتلال" تعتقل 980 طفلا فلسطينيا بـ2018

 

الأشقر: اعتقال القاصرين يهدف لخلق جيل ضعيف وتدمير واقعهم ومستقبلهم

 

رام الله ـ الانباط

اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي (980) طفلا فلسطينيا بينهم مرضى وجرحى في العام 2018.

وذكر تقرير لمركز أسرى فلسطين للدراسات نشر اخيرا، بأن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الماضي استهداف الأطفال، بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام والغرامات المالية الباهظة، حيث رصد (980) حالة اعتقال استهدفت القاصرين بينهم مرضى وجرحى.

وقال الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز، بان الاحتلال يتعمد اللجوء لاعتقال القاصرين بهدف خلق جيل ضعيف وغير متوزان وتدمير واقعهم ومستقبلهم، لذلك جعل من اعتقال الاطفال الخيار الاول وزج بهم في ظروف اعتقاليه قاسية، بل لجأ الى اعتقال قاصرين لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، بينهم الطفل زيد طه (6 سنوات) من الخليل، أثناء خروجه للعب بمنطقة قريبة من بيته .

وأوضح الأشقر بأن الاحتلال لا يزال يعتقل حالياً في سجونه (250) طفلاً موزعين بين سجنى مجدو وعوفر وعدد في مراكز التوقيف والتحقيق، يتعرضون لكل أشكال الانتهاك والاهانة ويحرمون من كافة حقوقهم التي نصت عليها المواثيق الانسانية، ما يزيد عن (55) منهم يعانون من أمراض مختلفة .

وأشار الى ان المحاكم العسكرية الإسرائيلية استمرت في فرض الغرامات المالية الباهظة على الأسرى الاطفال، وذلك ضمن سياسة مبرمجة ومعتمدة، الأمر الذي يشكل عبئاً على ذويهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ورفع فاتورة مشاركة أبنائهم في مقاومة الاحتلال، حيث وصلت قيمة الغرامات التي فرضت على الاطفال في محكمة عوفر فقط خلال العام 2018 (997 الف شيكل) أي ما يعادل (270 الف دولار) .

فيما واصل الاحتلال فرض الأحكام القاسية والردعية بحق الأطفال وأصدرت محكمة عوفر حكماً بالسجن الفعلي لمدة 35 عام بحق الأسير الفتى الجريح أيهم باسم صباح 16 عاماً من بيتونيا وغرامة مالية قيمتها "مليون شيقل"، وكان اعتقل ولم يتجاوز عمره 14عاما بعد اطلاق النار عليه واصابته بجراح متوسطة.

كما واصل الاحتلال فرض عقوبة الحبس المنزلي والابعاد بحق الأطفال، حيث أصدر ما يزيد عن 95  قرارًا بالحبس المنزليّ بحقّ قاصرين، وابعد 31 طفلاً عن منازلهم الى منازل اقارب لهم في مناطق بعيدة، كما اعتقل 12 طفلا على خلفية النشر على موقع الفيسبوك ووجه لهم تهمه التحريض.

وبين "الأشقر" بان الاحتلال اعتقل (9) اطفال خلال العام الماضي بعد اطلاق النار عليهم واصابتهم بجراح مختلفة، كما شارك أطباء الاحتلال في ابتزازهم لتقديم معلومات مقابل العلاج.

وتعمدت قوات الاحتلال ممارسة الانتهاكات بحق الأطفال منذ لحظة اعتقالهم، وذلك باستخدام الضرب المبرح واصطحاب الكلاب البوليسية المتوحشة وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد وإبقائهم دون طعام أو شراب لفترة طويلة.

وأكد الأشقر بأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، التى شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة.

 

وطالب مركز أسرى فلسطين المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته، تجاه اطفال فلسطين، وما يتعرضون له من جرائم فاقت كل الحدود، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال لوضع حدّ لعمليات الاعتقال التي تستهدفهم دون مبرر، ووقف ما يتعرضون له من معاناة متفاقمة بشكل يومي .