الفوضى الالكترونیة الخلاّقة
من غیر المعقول أن یتحول البعض إلى مجرد قوارض تقتات على نفایات الشائعات والأكاذیب والروایات منتھیة الصلاحیة، و»سوالیف ّ الشایب الذي ماتت أجیالھ والشاب الذي تغرب»، حتى وصل الأمر إلى نشر قوائم في غالبھا معلومات غیر صحیحة عن إفلاس شركات كبرى وھروب مستثمرین كبارا وإغلاق مصانع عملاقة،وأن الكارثة باتت على الأبواب، ومع أن ھناك أسماء حقیقیة وقعت في مشاكل مالیة ومنھا من أفلس،ولكن أولئك لا یعرفھم الجمھور كثیرا وغیر نافعین أصلا للاقتصاد العام، بل إن منھم من شكلت ألاعیبھ وتحایلھ ّ ة على مآلات وضعھم، ولھذا یجب أن یرتقي الناس بأخلاقھم وعدم تدویر تلك النفایات المعلوماتیة دون التأكد، فما ھو سر تعلق نتیجة مسبقّ !الكثیرین بالبحث عن النفایات وتصدیق كل ما یقال؟ لقد كتبت سابقا وأعیدھا ھنا: «ھناك ما یقارب 44 ملیار دینار ودائع شخصیة واعتباریة لأردنیین مودعة في البنوك الأردنیة وھذا حسب مصدر مالي رفیع المستوى، ومن ھنا نرى أن ھناك أرصدة كبرى في البنوك تعمل بالفائدة دون تشغیل، لأن ھناك مطاردة لأي استثمار بالضرائب غیر المبررة أو بالبیروقراطیة الإجرائیة وھذا ینعكس على تدفق السیولة المالیة وتشغیل الشباب، ولكن ماذا عن العواصف !العاتیة للأخبار غیر الدقیقة من الداخل والكاذبة من الخارج ؟ لنتذكر.. عندما بدأ التفكیر في دوائر القرار الأمیركي بتغییر شكل الحكومات والنھج السیاسي في العالم العربي، ظھر مصطلح خبیث اسمھ «الفوضى الخلاّقة»، ظاھره الثورة على الأنظمة الدكتاتوریة والتخلص من القیادات التاریخیة، وباطنھ إعادة ھدم وبناء الدولة حسب فلسفة ُ «الماسونیة»، ولكن لم ینتبھ المایسترو إلى أن ع ُ مر الأنظمة العربیة أطول بأضعاف من عمر أي رئیس أمیركي أو وزیر خارجیة مثل كوندالیزا رایس التي كشفت عن المبدأ ، لذلك لم یسعفھم الوقت لمشاركة الفوضى التي تم تحریكھا في عدد من الدول العربیة وسمیت . ّ «الربیع العربي»، فسقطت دول ودمرت ولم ترفع رأسھا حتى الیوم الآن نرى كیف تغیرت أدوات الفوضى الخلاقة وبسرعة نحو «السوشیال میدیا» والرسائل التعبویة القصیرة خصوصا عبر «واتس اب» بدل التحریض المكشوف لوسائل إعلام ودعم القوى المعارضة وتجنید أنصاف الوطنیین ومحبي الشھرة والتمویل لغایات تجییش الشارع السیاسي وتحریض فئة الشباب، الذین بطبیعتھم لا یمتلكون الخبرة الكافیة بالشأن السیاسي، ولھذا یأتون الیھم من باب كیف تكونون أنتم صنّاع القرار بما یتعلق بمصیركم ، لیتعلم الصغار كیف یتمردون على واقعھم دون تعلیمھم كیف یصبحون منتجین فكریا وسیاسیا ّ واقتصادیا، وكیف یتمكنون من أدوات صنع مستقبل أفضل، ولھذا كان جل ما یھتف بھ متظاھروا العرب ھو الأھازیج وجملة یسقط النظام .، فسقط الجمیع ولم ینھض أحد من ھنا یجب توجیھ الإعلام بعیدا عن الطاقة السلبیة التي تلبستنا، وبث الشعور بالمسؤولیة الوطنیة والتحفیز على المشاركة الإقتصادیة ّ والسیاسیة والثقافیة والتكافل الإجتماعي، وإعلاء روح القیم الوطنیة لا الثمن فقط، ودفع الشباب نحو استثمار وقتھم في أعمال اقتصادیة وإنتاجیة ومحاربة الإتجاه السلبي في السلوك العام ، فجمیعنا یعرف الحكومات وماذا تعمل، ولكن بالتالي ھذا الوطن كالسفینة إذا جدفنا ..جمیعا قد ننجو جمیعا، وإلا فعلینا أن لا نشعل النار أكثر