ھلوش
... المعارضة زمان كانت أشھى وأنضج كنا حین نخرج في مسیرة ، تقف عواطف وخدیجة وأم محمد ، وصبحیة ..على سطح المنزل ویقذفن لنا البصل ، صبحیة أسمھا بحد ذاتھ كان یشكل موقفا وكان یرعب الخصم ...الیوم تغیر الحال : كارمن ، سوزان ، ھلوش ..صرن یخرجن في المسیرات ..صدقوني أني سمعت واحدة تنادي على صدیقتھا في اعتصامات الرابع أیام حكومة الملقي وتقول لھا : ھلوش ...تذكرت صبحیة وقتھا .. المعارضة زمان كانت أشھى كان عبدربھ ، یأتي للمسیرة في (تراكتور) ..وكان لابد أن یوقفھا على (نزلة) من أجل (التعشیق) ..كان یأتي بالفروة ، وحاملا شبریة تحت الحزام ، ومع كل ھذه المعدات كان یجید الركض عند أول اندفاع لقوات البادیة...ولم تقم الشرطة بتفتیش (التراكتور) نھائیا ، لأنھ من الصعب أن تفخخ مركبة زراعیة..الیوم تغیر الحال، فمسیرات الرابع یأتي (سامر) لیشارك فیھا عبر دراجتھ الناریة (ھارلي دافیدسون) ثم .یلتقط بعض الصور على الموبایل ویغادر . صدقوني أن المعارضة في زمننا كانت أشھى أتذكر صدیقي (ضیف الله) ، والذي أجبرني على أن نذھب سویا لقلب الكرك في أحداث (89 ، (كان یسمع بالغاز ، ویرید أن یشمھ، (ضیف الله) ظل یعتقد أن الغاز لھ رائحة شھیة ، ولابد من استنشاقھ ، وفعلا قمنا باستنشاقھ ..وأتذكر حجم دموعنا ، (والكحة) التي أصبنا بھا ، أتذكر أننا ضحكنا بعدھا مطولا فقد استنشقنا الغاز ، كان حلما طفولیا لدینا ...فنحن كثیرا ما نسمع عن ھذه القنابل ، وكنا نرید تجربتھا . ..وضیف الله ، فیما بعد أصبح مدمنا على الغاز .. المعارضة كانت أشھى ، كانت أنضج لم تكن الشرطة ودودة مثل الیوم ، ومن المستحیل أن تقف بجانبھم ..وتطلب من أحدھم (ولعة) ، والھروات كانت مختلفة ومؤلمة ، والمطاردات في الأزقة كانت ترید لیاقة من الطرفین الشرطة والمتظاھر ..الیوم تغیر الحال، ففائض الكولیسترول لدى المتظاھرین یعیقھم عن الھروب، والتعلیمات الصارمة صارت تجعل من الشرطة ، حالات ود وحب ..لدرجة أنھ صار یوزع علیك الماء والعصیر... (وین أیام البادیة ؟)...والرقیب (اسماعین) ، اسماعین كان یتبادل معنا قذف الحجارة ، كنت أشعر أنھ محترف في رمي (القلة) ..وكانت حجارتھ ... تصیب رأس المتظاھر من مدى بعید . اسماعین) وحده ، كان قادرا على التكفل بمنع مسیرة كاملة) .. تغیرت المعارضة ، أصلا لایوجد لدینا معارضة صاروا یستعملون ھروات غیر مؤلمة أبدا ، علما بأن زمننا كان كل شيء مباحا فیھ ، فقد استعملوا (كیبل) كھرباء مجدول ، وأتذكر أن ألمھ ... یبقى لمدة تتراوح من شھر إلى شھرین ترى ما ھي أخبار (ھلوش) ؟ ھل ما زالت تشارك في الإعتصامات ؟ وھل ھاتفھا ما زال یلتقط الصور ؟ ..كم أتمنى لو یعود بنا الزمن وأرسل ھلوش في دورة (حماسة) لدى صبحیة ؟ ..أقسم أن صبحیة وحدھا نقلت بكم (طوب بلوكات) إلى سطح منزلھم...خوفا من أن یعیق . (ھروبنا ...وخوفا من أن یخضع للتلف ، وقیل لي فیما بعد أنھا ألحقتھ (بقلاب حصمة . (لم یعد الزمن زمننا ..ھذا زمن (ھلوش . وأنا ما زلت أحن لزمن صبحیة