البرد القارس ينخر عظام مصابي "مسيرات العودة"

 

غزة- وكالات

"الآلام تشتد كثيراً، واستجابة قدمي للعلاج بطيئة جداً، وفي أجواء البرد القارس لا أستطيع النوم بسهولة من شدة الآلام" هكذا بدأ الشاب إبراهيم أبو زرقة حديثه عن معاناته الشديدة للتعامل مع اصابته في ظل فصل الشتاء القارس.

الشاب أبو زرقة (20 عاماً) أصيب برصاصة متفجرة في قدمه، من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار بتاريخ (14/5/2018) في خانيونس جنوب قطاع غزة، ما دفع الأطباء لتركيب بلاتين في قدمه اليسرى لتثبيت كسور العظام.

وأبو زرقة واحدٌ من مئات المصابين في مسيرات العودة الكبرى الذين يتعرضون لآلام شديدة تنخر عظامهم بسبب البرد القارس.

ويلجأ أبو زرقة كغيره من المصابين للجلوس أمام "كانون النار" لساعات طويلة أو أمام المدفئة أثناء وصل التيار الكهربائي للتخفيف من آلامه الشديدة،

ويقول: "استخدم الكثير من الدواء والمضادات، لكن ذلك غير مجدي مطلقاً، والتئام كسور العظام بطيئة جداً".

وأضاف: "في فصل الصيف كنت اتغلب على الآلام لكن اليوم في ظل البرد القارس لا أستطيع النوم من الآلام الشديدة التي تنخر العظام، وانا لا أستطيع مقاومة هذه الآلام إلا من خلال استخدام المدفئة التي استعين بها من أقاربي أثناء وصل التيار الكهربائي لمساعدتي في الجلوس في المنزل دون صراخ وأوجاع أو النوم بهدوء"، ويعاني أبو زرقة من أوضاعٍ معيشية ومادية صعبة.

 

استشاري أمراض العظام والمفاصل الدكتور نضال عابد أوضح، أن أسباب الآلام الشديدة التي يشعر بها المصابين سواء المبتورين أو الذين ثبت في أقدامهم البلاتين في الشتاء تعود لأسباب مختلفة وأهمها الإفراط في تناول المضادات الحيوية، الذي يقلل من مفعولها، ويزيد من حالة الإدمان عليها مما ينعكس على المصاب بشكل سلبي، داعياً المصابين لعدم تناول المضادات الحيوية المخدرة إلا تحت إشراف الطبيب.

وقال الدكتور عابد: "من الطبيعي أن يشعر المصاب بآلام شديدة في الشتاء حتى أن غير المصابين يشعرون بآلام شديدة في الأطراف ومقاومة هذه الآلام تحتاج إلى تدفئة، ولكن المصاب يحتاج إلى جانب التدفئة دعم نفسي وإعادة تأهيل خاصة مبتوري الأقدام أو أصحاب البلاتين.

وأشار إلى أن تعايش المصابين في المجتمع واستيعابهم وتوفير مصدر رزق لهم سيساعد بشكل كبير جداً في سرعة علاجهم وشفائهم، مؤكداً أن العامل النفسي له دور كبير جداً في عملية العلاج.

ولفت إلى أن بعض المصابين ممن ثُبت في أقدامهم بلاتين خارجي سيشعرون بآلام شديدة لعدم الانتهاء من العمليات خاصة أن بعضهم يحتاج لعمليات تثبيت داخلي، مبيناً أن من لا يحتاج إلى تثبيت داخلي سيشعر بآلام ضعيفة وستختفي آلامه بشكل تدريجي.