صراع "الاخوة الاعداء".. "تحرير الشام" تهيمن وحل "الزنكي" قريبا

"درع الفرات" تدخل المعركة واحتمالات التدخل التركي أو هجوم الجيش السوري

 

عواصم ـ الانباط

مع خسارة حركة "نور الدين الزنكي" في صراع "الاخوة الاعداء" لقوتها البشرية والعسكرية ومواقعها خلال المعارك الطاحنة مع "هيئة تحرير الشام"، غرب حلب، بات من المرجح الاعلان عن حل هذه الحركة بالكامل، وهو ما يعني ان خارطة السيطرة في ادلب وارياف الشمال السوري وتحديدا في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة بدأت تتبدل.

وسيطرت "الهيئة" جبهة النصرة سابقا المصنفة تنظيما ارهابيا خلال الساعات الماضية على كامل ريف حلب الغربي بعد اشتباكات استمرت لأيام مع فصائل مدعومة من تركيا، وتمكنت "الهيئة" من كسر" الزنكي" عسكريا، بعد معارك طاحنة وصفت بالدموية بعد سقوط مئات القتلى فيها.

ودخلت الهيئة بلدة قبتان الجبل، آخر معقل لحركة الزنكي في ريف حلب الغربي، بعد مقتل معظم مسلحيها واستسلام آخرين، فيما لجأ قسم آخر منهم إلى عفرين التي تقع تحت سيطرة تركيا.

وفي تطور لافت دخلت قوات "درع الفرات" التابعة لتركيا في المعارك بعد أن تبين أن "الهيئة" استطاعت ابتلاع الفصائل، واكد قائد في "درع الفرات" توجه قواته الى المنطقة لتعزيز نقاط الفصائل المهزومة ووقف تقدم "الهيئة"، متهما اياها بالسعي للقضاء على فصائل "المعارضة" وانهاء وجودها لتتفرد هي بالسيطرة على المنطقة.

وانطلقت المعارك بين "الهيئة" و"الزنكي" على خلفية وصول أنباء اجتماع جمع ضباط اتراك رفيعي المستوى، مع قادة ما يسمى "الجبهة الوطنية"، حيث وصل لزعيم الهيئة ابو محمد الجولاني تفاصيل ذاك الاجتماع الذي أبلغ به الضباط الاتراك قادة المجموعات بقرار اجتثاث "الهيئة"، فسارع الجولاني إلى فتح المعركة قبل الهجوم على معاقله.

وفي ريف ادلب، مازالت "الجبهة الوطنية للتحرير" تواصل تقدمها نحو القرى الواقعة تحت سيطرة "الهيئة" جنوب ادلب

وتتجه الأنظار إلى التدخلات العسكرية المحتملة ، فبعد سيطرة "جبهة النصرة" على المنطقة أصبحت الطريق ممهدة لتدخل الجيش السوري وروسيا عسكريا لحسم الموقف في ادلب والارياف الشمالية، إذ تعتبر " النصرة"، حسب التوافقات خارج إطار اتفاق استانه، وعليه لم يعد من حاجز قانوني او في أطار التنسيق مع تركيا يمنع العمل العسكري المباشرة لمواجهة تنظيم تتفق الأطراف على تصنيفه بأنه منظمة إرهابية.

والاحتمال الآخر أن تدخل تركيا بشكل مباشر الى المنطقة قبل الجيش السوري، ويعزز هذا الاحتمال ما  أكدته مصادر عسكرية تركية عن وصول الاشتباكات إلى أماكن قريبة جدًّا من نقاط المراقبة التركية.

ليبقى السؤال المطروح حاليا، من سيعلن الحرب ويدخل أولا، وهل سيخضع هذا التدخل لتفهمات الروس والأتراك.

وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلا في وقت سابق إلى اتفاق لإقامة “منطقة منزوعة السلاح” في إدلب تحت سيطرة روسية تركية، ساهم في تجنب هجوم على هذه المحافظة التي تعتبر آخر معقل للفصائل المسلحة في سوريا.