5 عيوب في السيارات الكهربائية
دبي – وكالات
عيوب السيارات الكهربائية لا يتحدث عنها أحد، وخاصة شركات السيارات، وعلى الرغم من أن هذه السيارات صديقة للبيئة ولها مزايا كثيرة ولكنا سنناقش اليوم الوجه الآخر
تعود فكرة السيارات الكهربائية إلى ما يزيد على قرن من الزمان، ولكن السيارة الكهربائية الحديثة ما زالت في بداياتها وما زالت تقنياتها تتطور حتى هذه اللحظة، وبالطبع فهنالك بعض الموديلات التي يمكنك شراؤها اليوم من هذا النوع من السيارات وبعضها موجود في السوق منذ عدة أعوام.
وعلى خلاف محركات الاحتراق الداخلي، والتي تفوقت على المحركات الكهربائية سابقاً لأن تقنيات البطاريات لم تكن قد تطورت بالشكل الكافي في ذلك الحين، إلا أن عملية تطوير النظام الحركي في السيارات الكهربائية ما زالت في البدايات وامامها شوط كبير لتقطعه.
المشكلة اليوم تتمثل في أن الناس لا يحبون الانتظار، فيما يستغرق شحن السيارة الكهربائية بعض الوقت وتخطيط الرحلات سيكون أصعب كذلك، الناس يريدون السيارات الكهربائية اليوم ويردون أن تكون عملية كالسيارات العادية.
وفي الحقيقة فإن هذه المتطلبات منطقية، وخاصة عندما تلتزم بدفع أقساط لعدة سنوات مقابل سيارة قد ينخفض سعرها بشكل كبير.
ما نقصده عزيزي القارئ هو ان على شركات السيارات الكهربائية أن تلتزم بتطوير منتجاتها المباعة – ضمن حدود المعقول – وإلا فإن السيارات الكهربائية الموجودة في السوق اليوم سيكون قد عفا عليها الزمن خلال أقل من 10 سنوات.
وستصبح غير صالحة للاستعمال أكثر بكثير من السيارات التقليدية من نفس العمر، لأن البطاريات ستصبح متطورة بشكل كبير مع حلول عام 2027 وسينخفض كذلك الوقت اللازم للشحن.
كما ستصبح هذه السيارات عبئاً على مالكيها بسبب انخفاض قيمتها عند عرضها للبيع، هذا إذا كان أحداً يرغب بشراء سيارة كهربائية عمرها عشر سنوات أصلاً، تخيل نفسك تشتري الآن الجيل الأول من جهاز آيفون، والذي كان يمثل اختراعاً متطوراً عندما ظهر للمرة الأولى عام 2006.
ولتوضيح أثر هذا التطور السريع في تقنيات السيارات الكهربائية قررنا اليوم أن نتجاهل مميزات هذه السيارات لنفكر فقط في الجوانب السلبية لهذه التقنية ونستعرض عيوب السيارات الكهربائية
بالطبع عزيزي القارئ نحن نعرف أن سيارة بدون أي انبعاثات هي أمر جيد للبيئة ولكن هذا المقال سيسلط الضوء على جوانب أخرى من هذه التقنية، الأجزاء الخفية التي لا تتحدث عنها شركات السيارات.
1- ندرة الليثيوم والعناصر الداخلة في صناعة البطارية
تحتاج السيارة الكهربائية إلى عناصر ثمينة لصنع البطاريات، وفي البداية كانت السيارات الهجينة تعتمد على بطاريات (النيكل – هيدريد فلز) وتحتاج صناعة هذه البطارية إلى معادن يتم الحصول عليها من مناجم بعيدة في أماكن نائية.
واليوم تعتمد السيارات الكهربائية على بطاريات (ليثيوم أيون) والتي تشتمل على عنصر الليثيوم غالي الثمن أيضاً، وتعد أستراليا أكبر مزود بمادة الليثيوم تتبعها تشيلي ثم الأرجنتين فالصين وزيمبابوي.
وكما هو الحال مع النفط، فإن مادة الليثيوم موجودة بكميات محدودة في الطبيعة وهي غير متجددة، كما ترتفع أسعارها باستمرار بسبب الطلب المرتفع من شركات السيارات، وحتى يظهر بديل جيد عن هذه المادة فإن الأسعار مرشحة للارتفاع وهو ما سيزيد من سعر السيارات الكهربائية في المستقبل.
أحد عيوب السيارات الكهربائية هي أن الليثيوم ليس المادة النادرة الوحيدة المستخدمة في صنعها، فهنالك معادن الـ(ديسبورسيوم) و (اللانثانيوم) و الـ(نيوجيميوم) و الـ(براسيوديوم) أيضاً.
وبالإضافة إلى التكلفة فإن استخراج هذه المعادن يتم في المناجم بظروف عمل غير مراقبة كما ينبغي، والطلب على هذه المواد يضر بالبيئة.
2- إعادة تدوير البطاريات – الحلقة الناقصة
أول سيارة بريوس ظهرت قبل قرابة 20 عاماً الآن، وبالطبع فلا بد انها قد غيرت بطارياتها خلال هذه الفترة.
وإذا صدقت التوقعات بانتشار السيارات الكهربائية واجتياحها العالم فسيكون لدينا الكثير من بطاريات (ليثيوم ايون) التالفة إعادة تدويرها بحلول عام 2045.
لماذا عام 2045 بالتحديد؟
لأن هذا التاريخ يأتي بعد 20 عاماً من موعد الانتشار الكبير للسيارات الكهربائية والمتوقع في عام 2025
فبينما يمكن إعادة تدوير بطاريات (ليثيوم – أيون) وكذلك بطاريات (النيكل – هيدريد فلز) القديمة، إلا انه وحتى الآن لا يوجد سوق كبير لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم، ويعد هذا من عيوب السيارات الكهربائية، فهنالك بعض الشركات في هذا المجال ولكن لم نشاهد شركة قادرة على التصدي لمهمة استقبال البطاريات المستهلكة بكميات كبيرة.
وعلى الرغم من أن مصانع إعادة تدوير بطاريات الليثيوم ما زالت غائبة على المستوى المطلوب عندما ينتهي عمر كل هذه السيارات الكهربائية ويتم إتلافها، إلا اننا نعرف السبب وراء هذا، وهو أن سوق السيارات الكهربائية ما زال صغيراً نسبياً.
وقد بدأت شركة (تويوتا) على سبيل المثال ببرنامج لتجميع بطارياتها القديمة، يتضمن إعادة تدوير البطاريات المستهلكة في سيارات بريوس، إلا أن هذه الجهود الفردية هنا وهناك ما زالت بحاجة إلى المزيد من التطوير لجعل هذه السيارات صديقة للبيئة بالفعل.
3- وداعاً لعمليات الإصلاح البسيطة
السيارات الكهربائية لن تتضمن أي عمليات إصلاح بسيطة، وباستثناء العجلات المثقوبة ربما أو استبدال أضواء المكابح على سبيل المثال إلا أن تصليح سيارتك بنفسك أصبح جزءاً من الماضي مع السيارات الكهربائية، فالسيارات الجديدة أصبحت معقدة ولم يعد بإمكانك أن تشغل سيارة متعطلة باستخدام كوابل الشحن.
وعلى الرغم من أن هذا يعني أن هذه المركبات ستكون أقل عرضة للأعطال من السيارات العادية، ولكن ماذا سيحدث لمالك السيارة الكهربائية إذا تعرض لعطل هام وتوقفت سيارته عن الحركة تماماً وكانت مدة الكفالة قد انتهت ؟!
في السيارات العادية يمكنك إصلاح العطل في أي ورشة بسعر معقول، وفي المقابل فلا توجد ورشة مستقلة تعرف كيف تصلح المحركات الكهربائية، ومعظم الورشات لا تملك المعدات للازمة لتصليح هذه السيارات.
لذلك فبدلاً من إصلاح سيارتك في أي ورشة، سيتم إرسالك إلى الوكيل، والذي قد يطلب مبلغاً محترماً لإصلاح السيارة !
4- لا مغامرات في المناطق النائية
لا بد أنك شاهدت صوراً ومقاطع فيديو لسيارات لاند روفر وهي تخوض المغامرات على الطرق الجبلية الوعرة أو على رمال الصحراء، هذه القدرات المميزة أكسبت العلامة التجارية احتراماً كبيراً ومنحتها سمعة طيبة بين الزبائن في مختلف أنحاء العالم.
فسيارات لاند روفر معروفة بقدرتها على التعامل مع كافة أنواع التضاريس مع خزانات وقود كبيرة وأخرى احتياطية يمكن طلبها كمواصفة إضافية.
وفي المقابل وعلى الرغم من أن البعض نجح في قيادة السيارات الكهربائية من مكان لآخر فيما قد يعتبرونه مغامرة مثيرة، إلا أن واحدة من هذه المغامرات لم تكن في منطقة نائية، ولا نتوقع أن يحدث هذا في المستقبل القريب إن حدث أصلاً.
لأن زيادة مدى المسافة المقطوعة في الشحنة الكهربائية الواحدة ما زال بحاجة إلى الكثير من التطوير، ولخوض المغامرات على الطرق الوعرة في أماكن نائية وقطع مسافات واسعة يحتاج السائق إلى مستوى عال من الثقة في سيارته، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، ويعتبر هذا من عيوب السيارات الكهربائية
أو بعبارة أخرى عزيزي القارئ، السيارات الكهربائية لا تستطيع أن تقضي تماماً على السيارات التقليدية وخاصة في المناطق البعيدة عن المدن أو المناطق التي تعاني من أحوال جوية قاسية، وينطبق الأمر نفسه على السيارات التي تعمل على خلايا الهيدروجين والتي تتطاب نظاماً معقداً للتزود بالوقود.
5- مصادر الكهرباء والهيدروجين ليست صديقة للبيئة
الورود نباتات جميلة ولكن لها أشواك، صحيح أنك تستطيع إزالة الشوك ولكن يجب أن تفعلها بحذر
والأمر نفسه يصدق في السيارات الكهربائية وحتى سيارات خلايا الهيدروجين، صحيح ان هذه السيارات لا تنتج أي غاز عادم ولكن الطاقة الكهربائية عادة ما تنتج من مصادر ضارة بالبيئة وغير متجددة وهذه أحد ابرز عيوب السيارات الكهربائية.
وفيما تحاول الكثير من الحكومات الوصول إلى توفير طاقة من مصادر صديقة للبيئة إلا أن هذه العملية تسير ببطء شديد.
إذا كنت تعيش في منزل مستقل – لا في شقة عادية في عمارة – يمكنك أن تركب الألواح الشمسية للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة لشجن سيارتك، ولكن هذه الألواح ليست رخيصة وخاصة إذا أردت ما يكفي من الطاقة الكهربائية لشحن السيارة.
ربما تظن أن سيارات الهيدروجين أفضل حالاً ؟
يؤسفنا أن نخبرك عزيزي القارئ أن هذا الاعتقاد ليس دقيقاً، لأن إنتاج غاز الهيدروجين بكميات كبيرة يتضمن استخراجه من غاز الميثان وينتج عن هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون أيضاً.
ولكن الحمدلله هنالك حلول نظرية لمعالجة مشكلة كلا النوعين ولكن هذه الحلول تحتاج إلى حجم مبيعات كبير جداً ليتم تطبيقها بالتعاون مع الحكومات والهيئات التابعة لها.