صالونات سياسية وثقافية

   د.محمد طالب عبيدات

 

تشرّفت بأن كنت ضيفاً ومتحدّثاً رئيساً في الصالون السياسي للشيخ مروان الصلاح وبحضور قامات سياسية وعسكرية وأمنية وثقافية وعشائرية وإجتماعية وأكاديمية وقانونية وإقتصادية نوعية شملت النسيج الإجتماعي الأردني الواحد، وكان الحديث يصبّ في الشؤون المحلية والإقليمية والعالمية، وكان الحوار وطنياً مسؤولاً على سبيل المساهمة في المواطنة الصالحة لأبناء هذا الوطن:

1. المحاور والمفاصل المهمّة في اللقاء شملت الشؤون السياسية والإقتصادية والثقافية والإعلامية والأمنية بما يخص الإستقرار الأمني والسياسي والدبلوماسي كنتيجة لحكمة القيادة الهاشمية، والتحديات الإقتصادية والإستثمار وفرص العمل والمواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل والمهارات المطلوبة، والتواصل الإجتماعي والإشاعات وكبح جماحها، ومكافحة الفساد والواسطة والمحسوبية وتعزيز العدالة وتكافؤ الفرص، والحراكات الشعبية وإستغلال البعض لهامش الحرية المسؤولة بحجة سلمية التعبير وحقوق الإنسان، والوعي تجاه محاولات الفتنة النائمة، والأوراق النقاشية الملكية، وبرامج عمل الحكومات المتعاقبة، وغيرها من المحاور الهامة.

2. نحتاج اليوم لهكذا صالونات سياسية وثقافية لتنتشر في كل المحافظات والمدن والأرياف والبوادي والمخيمات ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز لغة الحوار الوطني المسؤول بين الأردنيين، وللتواصل والعمل كمواطنين صالحين ضمن مواطنتنا وجناحيها في الحقوق والواجبات لغايات المساهمة في حوار وطني متميّز لصالح الوطن الأشم ويصبّ في تأطير مستقبل الوطن ضمن أهداف الدولة الأردنية وقيادتنا الهاشمية.

3. الحوار الجاد والهادف من خلال هكذا صالونات سياسية وثقافية يعزّز لغة المشاركة الشعبية ويطوّر العقليات السياسية للمواطنين وتلاقح الأفكار ويوضّح الحقيقة التي تغيب عن البعض أحياناً لغايات أن يساهموا جميعاً في بناء الوطن ضمن دولة الإنتاج ودولة القانون ودولة التكافل.

4. الصالونات السياسية والثقافية سواء للأشخاص أو المؤسسات نافذة للشباب لولوج العمل السياسي المنظّم وفرصة للأحزاب الوطنية لأخذ دورها والحضور الميداني في هذا الصدد وفرصة لأصحاب الخبرة ليكونوا مؤثرين في مجتمعهم ويمارسوا حقّهم في المواطنة الصالحة والمسؤولة، وهذه دعوة من القلب للعمل على انتشارها خدمة للوطن.

5. المداخلات النوعية من أصحاب الإختصاص تثري الحوار وتجعله قيمة وطنية يُبنى عليها لصالح الحوارات الوطنية المسؤولة صوب مجتمع مدني منظّم وغير فوضوي ويؤمن بالرأي والرأي الآخر ليعزز مفهوم التنمية السياسية النموذجية، وهذه دعوة للحكومة لتشجيع هكذا صالونات سياسية وثقافية.

6. الوطن اليوم بحاجة الجميع ليكونوا في خندقه ويثبتوا على الأرض مواطنتهم الصالحة والمسؤولة لا المزايدة عليه أو العزف على أوتار المصالح الضيقة، ومطلوب من الجميع تغليب مصالح الوطن العامة والعليا على كل شيء، ومطلوب تفويت الفرص على كل عابث أو محاول للفتنة سواء الداخلية أو الخارجية، ومطلوب نبذ الإشاعات وعدم ترويجها.

7. نحتاج لتعزيز وحدتنا الوطنية ونسيجنا الإجتماعي الأردني، ونحتاج لنلتف حول قيادتنا الهاشمية وجيشنا وأجهزتنا الأمنية صمام أمن هذا الوطن للمضي قدماً في إصلاحات شاملة وعصرية خدمة للمواطن الذي كرامته أغلى ما نملك.

8. نحتاج بالمقابل محاسبة ومساءلة كل فاسد تثبت إدانته، وبذل كل جهد لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية والعدالة والإستحقاق بجدارة وتكافؤ الفرص، ونحتاج لإيجاد فرص العمل لتشغيل الشباب من خلال إستثمارات على الأرض، ونحتاج لقرارات صارمة لتجريم الواسطة والمحسوبية لتكون التنافسية معيارا شريفا يحقق العدالة بين الناس.

بصراحة: الصالونات السياسية والثقافية نوافذ وطنية تصبُّ في خندق الوطن للبناء على منجزات الدولة الأردنية الناجحة والتأشير لتصويب مواطن الخلل وبعض السلبيات لنساهم في الجهد الجمعي المترادف لبناء الوطن النموذج ولنتحرّك في بوتقة مواطنتنا للمساهمة في حفظ أمن واستقرار وطننا الأشم وتعزيز نموه الإقتصادي وحكمة قراره السياسي وفق خريطة الطريق التي رسمها لنا جلالة الملك المعزز.//