الانسحاب الامريكي من سوريا … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا مفاجئ للمسؤولين الامريكيين ولدول الحليفة والصديقة لامريكا حيث فاجأ ترامب الجميع باتخاذ هذا القرار باستثناء اسرائيل التي ابلغها بالانسحاب فور اتخاذه ربما لانها المتضرر الوحيد من هذا القرار وربما لانها كانت تعول كثيرا على بقاء القوات الامريكية في المنطقة كونها القوة الوحيدة القادرة على التصدي للاخطار الايرانية التي تعتبر اسرائيل في مقدمة اهدالفها والاهم من ذلك ان اسرائيل كانت ولا تزال تعتمد على المخططات الامريكية بسحب قوات ايران وميليشياتها من سوريا والعراق.

الذريعة الوحيدة التي ساقها ترامب بسحب قواته من سوريا تكمن بالانتصار على داعش رغم ان الواقع يظهر عكس ذلك كما ان تصريحات المسؤولين الامريكيين بمن فيهم وزير الدفاع تتناقض مع تصريحات الرئيس الامريكي بالقضاء على داعش حيث اعلن ماتيس انني اخالف الرئيس باعلانه بانه تم الانتصار على داعش … وما اعلنه ماتيس بسحب ينسجم مع اعلان دول العالم بان داعش لا يزال بشكل خطرا داهما على امن المنطقة ودولها مثل تركيا وايران ودول الخليج ووحدات الحماية الكردية ووحدات الحشد الشعبي ..

بريطانيا بدورها اوضحت انه لم يتم القضاء على داعش ولا يزال هذا التنظيم يهدد الامن والسلام العالمي في المنطقة والعالم وخاصة اوروبا التي تعاني من هجمات داعش بين حين وآخر في مثل هذا الوقت اعربت عنه فرنسا التي لها قوات في شمال شرق سوريا ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة.

اما وحدات الحماية الكردية تعتبر القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا كارثة وطنية خشية بقائها وحيدة في المنطقة بعد انسحاب امريكا الحامية الوحيدة لهذه الوحدات من المخاطر المحدقة بها وخاصة تركيا وروسيا والنظام لدرجة ان الوحدات الكردية بدأت تتقرب من النظام بغية العودة اليه خشية ان تلتهما القوى المتضررة في الاقليم …

اسرائيل لم تخف غضبها للقرار الامريكي بالانسحاب رغم ان ترامب ابلغ نتنياهو بالقرار وتأييد رئيس الوزراء الاسرائيلي بان امريكا ستتخذ اجراءات غير مسبوقة ضد حزب الله الذي اكتشفت اسرائيل وجود انفاق حفرها بين لبنان واسرائيل ما يهدد أمن واستقرار الأخيرة بالاضافة الى ذلك اعربت المانيا عن قلقها ازاء الانسحاب الامريكي من سوريا.

يقول المراقبون ان الانسحاب الامريكي يصب في مصلحة روسيا والنظام وايران حيث يوفر هذا القرار لهذه القوى فرصة التمدد في سوريا وتنفيذ مخططاتها وعملياتها العسكرية دون خوف من القوات الامريكية التي كثيرا ما تتصدى لمخططات هذه الدول وتحول دون تنفيذها …

القوات الامريكية ستنسحب من سوريا فور انتهاء الحملة الجوية على معسكرات وممرات ومواقع داعش في البادية السورية والحدود العراقية السورية حيث تتواجد اعداد كبيرة من مقاتلي التنظيمن الذي خلافا لما تقول الادارة الامريكية بانه تم القضاء عليه فوجدت اعدادا كبيرة في كل من سوريا والعراق بعد عودة التنظيم الى المناطق التي يحتلها في اطار الدولة الاسلامية في العراق وسوريا حيث تتركز عملياته العسكرية في منطقة مطار الموصل والحدود العراقية السورية حيث تتواجد قوات الحشد الشعبي وهي عبارة عن ميليشيات شيعية ايرانية في العراق …

والى ان تتضح الصورة بدقة فان الشك والريبة هما سيدا الموقف في سوريا والعراق بعد القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا … !!!