شخصيات خسرت اكثر مما ربحت !!!

    المهندس هاشم نايل المجالي

ان العقلانية تطلق على اي فكر يحتكم الى الاستنتاج والمنطق كمصدر رئيسي للمعرفة ، اي يستند الى العقل في التحليل والاستنباط كمعيار حقيقي بدلاً من اية معايير اخرى بعيداً عن الشك ، فهناك سلسلة من القيم الاخلاقية والوطنية تجعل اي شخص ملتزم يحتكم الى العقلانية سواء كان في موقع المسؤولية او خارجها .

لكننا نجد ان البعض ما ان يغادر موقع عمله حتى ينقلب على عقلانيته وانسانيته ويصبح يفكر بشكل مقلوب دون ان نعرف من اقنعهم بذلك ، لكن اصبحوا هكذا وصحيح ان منظومة القيم لم تضمحل بالكامل او تتلاشى على اعتبار انه ( لو خليت خربت ) ، لكنها اصبحت كقطع فنية نادرة ، وهنا نندهش من بعض السلوكيات التي لا منطق لها اساساً لهذه الشخصيات معترفين ان الانسان مهما كان يبقى كائنا محكوما بالضعف والضغوطات المعيشية والظروف المحيطة به والمؤثرات الخارجية عليه .

وكلنا يعلم ان الانسان عندما يكبر يزداد حكمة وتعلمه التجارب الكثير خاصة اذا كان ممن عملوا بالقرب من كبار السياسيين ، فسنحت له الفرص العديدة لنوافذ كثيرة يطل من خلالها على كثير من الامور ويطلع على الحقائق والكثير من القصص المفبركة التي منها ما قد يكون مزيفاً او القصد منها الاساءة بالغير وتشويه صورتهم او قلب الحقائق .

هذه الخبرات والتجارب يجب ان تعطيه مزيداً من الحنكة والمعرفة والعقلانية والحكمة في توخي الحكم على كثير من الامور دون استعجال الى ان تنجلي الغيوم والضبابية عنها ، لكن من المستغرب والملفت للأمر ان نجد بعض السياسيين يكبر ليصبح هائماً لا يفهم ما يدور بل تسيره الخبائث والظنون والشكوك فيستسلم لقوى متضاربة ومتناقضة غالبيتها شريرة تريد ان تصنع الفتن والازمات .

فيتحول كلامه المؤثر سابقاً ورأيه النصوح الى كلام مبعثر ومشتت ليغرد خارج السرب فاقداً لمشاعره الوطنية والوطن لم يقصر في حقه يوماً ، بل غالبيتهم انتفعوا من الوطن الكثير الكثير وظل قريباً من رموزه ، فيظن ان تقربه من تلك الجماعات المنحرفة فكرياً سوف تصنع له المجد ليعود مجدداً مجللاً بالاوسمة ، ولكن لا ينسى ان المغفرة حينئذ ستكون من اصعب الامور خاصة اذا كان لتلك المواقف اثار سلبية ، مقتنعين انهم لن يتعرضوا للمحاسبة ، والخلاف ليس سوء خلاف في الرؤى وحول سياسات متنوعة تصب بالالتقاء ضمن هدف وطني واحد الا وهو مصلحة الوطن والمصلحة العامة لكن دون ان تكون من خلال تنظيمات تسعى للنيل من امن واستقرار الوطن .

فكثير هم السياسيون الذين اختلفوا مع حكومات بلادهم واتفقوا فيما بعد على نهج مشترك فغفرت لهم وطنيتهم اسلوبهم وسلوكهم العقلاني وعادوا من ضمن صفوف المدافعين عن الوطن ، وضمن مفاهيم يرونها منسجمة مع سياسات الوطن لمواجهة الازمات .

فلا بد من تمحيص الحقائق وفهم متطلبات السياسة وما تخفيه من غموض بعيداً عن المنفعة الشخصية ، فهناك من الشخصيات عندما تغلق امامه ابواب الارتزاق وتبور سلعته ولم يعد لديه شيء يقدمه يلجأ للتمسك بكل من يعارض ويهاجم وطنه .

فالاصلاح والتغير سمة الحياة تمليها المتغيرات والمستجدات شئنا ام ابينا ، ومن اجل نهضة الوطن ومصلحته وامنه واستقراره يجب ان يتم وفق رؤى واضحة المعالم ، لان المياه الراكدة لا تولد الا الحشرات والفيروسات التي تضر ولا تنفع .

فالتغير يقود للاصلاح والمشورة من اصحاب الخبرة والمعرفة يثري الفكر بالكثير من المعطيات الايجابية ، والاتصال والتواصل مع النخب السياسية يجعلها في حراك وطني ايجابي مقربين لا مهمشين فاعلين ايجابيين لا سلبيين//

 

hashemmajali_56@yahoo.com